797620602a13
797620602a13
-A +A
سلطان بن بندر (جدة)
في أبشع صور الإفلاس التسويقي، والاستخفاف بالناس، وفي إطار حديث يدل على سطحية الترويج الإعلاني، عرض أحد محال الوجبات السريعة المختصة ببيع «الشاورما» على زبائنه وجبات مجانية مدى الحياة، لكل أب يطلق اسم «شاورما» على ابنه أو ابنته، ظناً منهم أن الشطائر الملفوفة ستسيل لعاب كل أب لتسمية أبناء من صلبه باسم الوجبة الأرخص ثمناً في السعودية.

التغريدة التي نادى بها الحساب الرسمي للمطعم على (تويتر)، والمتضمنة عرض الإطعام مدى الحياة، لمن تسول له نفسه تسمية اسم ابنه على الوجبة، لقيت خلال أربع ساعات منذ التغريد بها نحو 1800 إعادة تغريد، وأكثر من 150 إعجابا، والعديد من ردود الأفعال التي تهكمت غالبيتها على طريقة تسويق المطعم لمنتجاته، والأخرى استهجنت العرض الترويجي.


ورأى الخبير القانوني خالد السعد أن تسمية الابن باسم مستهجن وغريب قد يؤثر عليه نفسياً في طفولته، وهو أمر لا تقبله الشريعة الإسلامية، وترفضه الأنظمة السعودية الحريصة على أن يكون اسم الطفل اسما صحيا وسليما لا ينطوي على تحقير أو إهانة. وأضاف السعد: «نص على ذلك نظام حماية الطفل نصاً صريحاً في المادة الثالثة، الفقرة رقم اثنين على أن يُسجَّل الطفل بعد ولادته فوراً ويراعى أن يكون اسمه رباعياً، ويكون له الحق في التسمية منذ ولادته، ولا يجوز أن يكون الاسم منطوياً على تحقير أو مهانة لكرامته، أو يكون منافياً للشريعة الإسلامية، ويكون له الحق قدر الإمكان في معرفة والديه وتلقي رعايتهما، والتسمية باسم شاورما امتهان واضح وصريح».

ولفت المواطن عبدالله بن دويحان إلى أنه من المستغرب أن ينزل مستوى الامتهان لشخصية الإنسان السعودي من خلال تقديم عروض ترويجية تمتهن من اسمه وكرامته، في مقابل الحصول على وجبات مجانية حتى إن كانت مدى الحياة، وقال: «من المشين أن يحدث هذا وأن يسوق للسعوديين بأن يسموا أبناءهم بمثل هذه الأسماء، في محاولة لامتهان كرامتهم بمثل هذه الطريقة».

ويبدو أن مطلق فكرة الإعلان قد غاب عن ذهنه، أهمية احترام كرامة الإنسان واسمه، ولم يسمع الشاعر اللبناني جوزيف حرب، عن المعنى العميق للاسم بالنسبة للإنسان عندما قال «أسامينا، شو تعبو أهالينا، تلقوها.. شو افتكروا فينا».