لمدينة الخبر هوية مختلفة نشأت معها منذ البداية، وما زالت مستمرة تواكب تقدمها العمراني وتشكيلها الاجتماعي، فهي نتاج علاقة بناء الثقة بين القطاعين العام والخاص !

وخلال سنوات سابقة، بدت الخبر وكأنها تواكب الحراك السياحي الذي انطلقت عجلته مع انطلاق الرؤية، إعلانات عن مشاريع، زيارات ميدانية، اجتماعات، ووعود كثيرة، لكن لم يكن التغيير ملموساً بالقدر الذي يوازي حجم الطموح، بينما اليوم يبدو متسارعاً وخاضعاً لعين رقيبة تتفقد المشاريع وتتابع نسب الإنجاز، والتزام المطورين بالجداول الزمنية للتنفيذ، هذه ليست مجرد تفاصيل إجرائية، هي مؤشر واضح على انتقال الملف من مرحلة التخطيط الطويل إلى مرحلة التنفيذ المتسارع !

هذا يعكس نجاح منظومة السياحة بقيادة وزير السياحة أحمد الخطيب، التي اعتمدت نهجاً واضحاً يقوم على تمكين القطاع الخاص بالكامل، دون الغرق في الإدارة المباشرة أو الحلول السريعة، فالوزارة لم تكن مطوراً، بل ميسراً ومنظماً ومحفزاً، وهي معادلة أثبتت نجاحها في أكثر من مدينة !

والنتيجة اليوم ليست مجرد تحسن تدريجي، بل قفزة استثمارية واضحة، تمثلت في تدفق استثمارات تجاوزت 21 مليار ريال لبناء منتجعات سياحية، وفنادق نوعية، ومشاريع ضيافة مختلفة، إلى جانب تطوير 36 مشروعاً جديداً، وإعادة تفعيل وسط الخبر كوجهة نابضة بالحياة استقطبت حتى الآن أكثر من مليون زائر، تقودها مبادرات القطاع الخاص بروح تنافسية واضحة، هذا التحول لم يأت صدفة، وكان حصيلة عمل تراكمي، وصبر على التخطيط، واختبار للسوق، وبناء للثقة مع المستثمرين !

ومن المهم توضيح، أن الخبر هي مدينة تمتلك المقومات، وكانت بحاجة إلى نموذج مختلف في إدارة ملفها السياحي، وما نراه اليوم يؤكد أن الخبر أخذت مسارها الطبيعي، وما نشهده اليوم يؤكد أن هذا النموذج، بعد أن اكتمل بناؤه، أطلق مرحلة نمو سريعة وحجم نهضة مرشحة للتوسع خلال السنوات المقبلة !

ولا يقتصر التحول على السياحة وحدها، فالمشهد يتكامل مع مشاريع أخرى داعمة للمنظومة، من بينها المشاريع الرياضية، ومشاريع البنية التحتية، والحديث عن ملعب أرامكو، وغيرها من المبادرات التي تعزز من جاذبية المدينة، وترفع من جودة الحياة فيها، وتخلق فرصاً اقتصادية متنوعة !

الخبر لم تكن مدينة تنتظر التحول، هي مدينة بنت مقوماتها بهدوء، وحين اكتمل البناء، بدأ التسارع يظهر على الأرض، في مشاريع تُنفذ، واستثمارات تتدفق، ومشهد يتغير بثقة، وما نشهده اليوم يؤكد أن العمل الهادئ، حين يُدار برؤية واضحة، لا يتأخر في الوصول، بل يصنع أثره في التوقيت الصحيح !