كتاب ومقالات

ما في مقال !

ريهام زامكه

ذات ليلة كئيبة، كنت فيها منثبرة (لا شغلة ولا مشغلة)، حاصرني الملل ففكرت أن أفعل أي شيء يغير جويّ، وأقوم بأي عمل مفيد في حياتي.

لكني تكاسلت وتذكرت القاعدة العظيمة التي تقول:

«لا تؤجل عملك للغد طالما يمكنك تأجيله لبعد الغد». فترحمت على قائلها ومددّت (رجيلاتي) واسترحت!

ثم أنبني ضميري ويا قل ما يفعل، وقلت لنفسي أعوذ بالله من العجز، والكسل، والجُبن، قومي وأنجزي يا بنت، ثم (وزني شيطاني) وذكرني حبيبي بالحكمة التي تقول:

«إذا أحسست بأن لديك رغبة في العمل، استرخي قليلا حتى تزول تلك الرغبة» فسمعت كلامه واسترخيت عالآخر.

بعدها أخذت (آيبادي) لأرفه عن نفسي وجلست (أطقطق) عليه وأتنقل من موقع للآخر، حتى وصلت إلى مقال أستاذنا العزيز «مشعل السديري» في (مقتطفاته السبتيّه) الماتعة ووجدته ينصح قراءه التي أنا منهم قائلا:

«هل تعلم يا رعاك الله، أن السلحفاة التي هي أبطأ الكائنات في الحركة على الإطلاق تعيش مئات الأعوام، لذا استرح، استرخِ، ابق هادئا، تناول الطعام والشراب، كل ما لذ وطاب، واستمتع بحياتك كأي سلحفاة وقورة (خليك زيّي)».

وما إن قرأت كلام الأستاذ مشعل حتى شكرته من أعماق قلبي على نصيحته الثمينة، وبعدها قررت أن أستمتع بحياتي حتى يطول عمري ويصبح مثل (عُمر الشياطين)، فأنا لست (زيّك) يا أستاذ مشعل (سلحفاة وقورة)، بل أنا ألعن منك!

وجلست أشاهد فيلما وآكل (فشار) كأي سلحفاة (أمُورة).

وبعد ذلك بنصف ساعة؛ عاد ضميري الحيّ (ينقح) عليّ، فقلت لا مانع من القيام بأي مجهود بسيط، فقال لي (قريني العزيز) يا رهومه هُناك نصيحة تقول:

«إذا شعرت بإرهاق من الراحة والجلوس والنوم؛ قف ثلاث ثواني واقعد تاني، أصل الرياضة مهمة»، فقلت له: يلعن شكلك يا شيخ! وأبشركم قمت ولله الحمد وقعدت.

ثم قررت أن أترك الهزل والكسل وأعمل شيئا مفيدا بدون أي مجهود، وتذكرت إني لم أكتب مقالا، فاستجمعت قواي البدنية والنفسية والفكرية ومسكت قلمي بعد جُهدٍ جهيد.

وقبل أن أكتب حرفا واحدا وجدت أمامي عبارة تقول:

«اعمل أقل ما يمكنك عمله، وحاول أن تجعل غيرك يؤدي عملك بدلا منك»، فقلت خلاص يا بنت ارتاحي وريّحي ولا ترهقي نفسك بالكتابة والتفكير، فالزملاء الأعزاء والزميلات العزيزات فيهم الخير والبركة، ورميت القلم.

أدعو الله ألا يقرأ رئيس التحرير هذا المقال، فلا أخفيكم أنا قد أخذت قرارا من بعد اليوم أن يكون شعاري:

«اجعل هدفك في الحياة هو الراحة والاسترخاء»، وانطلاقا من مبدأ لن يموت أحد إذا لم تفعل شيئا، بل على العكس قد يتأذى البعض عندما تعمل.

أعلم أن في العمل خيرا ورزقا وبركة، لكن ما أقول غير اللهم ارزقني (ناقة مزيونة) ثم ضع في طريقي (مزيون) يشتريها بـ80 مليون.

سوف تسألوني بعد كل هذا أين المقال؟ ما في مقال.