كتاب ومقالات

لماذا الهجوم على لطيفة الشعلان؟

أحمد عوض

لطيفة الشعلان عضو مجلس الشورى عندما طرحت موضوع إقامة دائمة لأبناء السعودية من أجنبي اعتبرت خائنة، هذا ما وصل إليه البعض من روّاد تويتر الشارلوك هولمزية، وتبعهم بعض كتّاب الرأي الذين عجزوا عن كتابة شيء مُفيد للمُجتمع فتوجهوا للشعبوية بتخوين من يطرح فكرة تحت النور..

ما الجريمة التي قامت بها لطيفة الشعلان حتى تُصبح خائنة؟!

تقدمت باقتراح لمنح أبناء السعودية من زوج أجنبي إقامة دائمة في عالم من يُولد في طائرة عابرة لسمائه يُمنح جنسية، نحنُ لسنا في قرية معزولة، السعودية بلد قوي ولديها الكثير من القُدرات التي يكبحها وجود أصوات تُنادي بالعُزلة، إننا مُجتمع حي نؤثر ونتأثر، ما حدث في البوسنة من زواجات مسيار وترك آباء سعوديين أبناءهم هناك بلا هوية لم يُغضب البعض ولم يعتبر الأمر خيانة بل تم تأسيس جمعية أواصر لرعاية أبناء السعوديين من أجنبيات ودعمهم بالتعليم والصحة وكل شيء..

السعودية هي أختي وأختك وقد يكون قدرها أن تتزوج أجنبياً وبلدنا هويته ليست ريشة لتطير مع هبات النسيم، وقضية مثل هذه لا مجال للتخوين فيها، تحت النور ناقش، ارفض، اقبل، لكن لا تستخدم أسلوب التخوين..

يجب أن يتم التعامل مع الأمر بعدالة، اهتمامك بأبناء السعودي من أجنبية يجب أن يكون لأبناء السعودية ذات الاهتمام، لديك موانع اطرحها بهدوء، لكن في النهاية يجب أن توجد حلا حقيقيا، أما الرفض وتركها لمصيرها بحجة هي وافقت، هذا ظلم!

الكثير من السعوديين تزوجوا أجنبيات وشرّدوا أطفالهم في الخارج بلا هوية، مع ذلك لم تتخلَ عنهم الدولة ولا المُجتمع، لا أحد يطلب المُستحيل، فقط حل لمُشكلة تواجه امرأة سعودية كان قدرها هكذا..

ستبقى لطيفة الشعلان خائنة في نظر هؤلاء، لكن الأكيد أن لطيفة الشعلان ستبقى ثابتة على مبدأ أنها صوت للمرأة التي تم سلبها صوتها بترهيب بعض الكُتّاب لها من خلال مقالات التخوين والتفسيق..

أخيراً..

من يملك قضية عادلة يجب أن يُدافع عنها بصدق وبحقيقة، لا أن يسلك طريق التخوين والتفسيق للآخر، التخوين مُرادف للعنصرية وللتكفير، وهو سلب الآخر حقّه في الحياة بشكل طبيعي..

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com