كتاب ومقالات

راسي عند ولد عمي قاسي 2-2

بالسكين

علي بن محمد الرباعي

استعان (سفران) بخال زوجته (شنّان) وعياله. قلعوا الجزر والبطاطس، ناس تلقط من تحت أرجل الثور والحمار، وناس تغسل في بطن الوادي، وتعبي في أكياس الخيش. حمّل شاحنة وتحرك بها للبيع في جدة، وابن عمه (سافر) يراقب من فوق الجناح ويتمتم «والله ما تبرد من قلبك».

قالت زوجة سفران الغنم طبسة، ودّنا نغسلها قبل الشتا. قام صبح الجمعة، وأيقظ أولاده وسرحوا بالغنم. أندر أول خروف في الكظامة، فأطل عليهم (سافر)، وأقسم ما يغسل إلا بعد ما ينتهي من غسل أغنامه، وأخرجهم من الغدير قائلاً «تبغي تحوس الغدير بطبس وعبس غنمك أظهر».

تعوذ سفران من الشيطان وقال لعياله: سوقوا غنمكم منها لغيرها، وفكونا من قبس الدمون هذا. نشوف لنا نهار ثاني نسرح فيه، ورفع صوته «على خشمي دهانة اللي تشوفه يا ابن عمي» لم يردّ عليه، كان منهمكاً في الفرك يقحم الخرفان وصوته لا ينقطع (لا طليت الضان فاطل روسها، أحمر العينين لا يدوسها).

حلّ في القرية (غريب) هو وزوجته واثنين من السفان. شاف (سافر) الزوجة اللي يهوي لها الطير من السما، وبغى يحاحي. سكنوا في بيت شبه مهجور. ذهب يسلّم ويعزم. أخرجت المخلوقة الفاتنة غضارة صفراء تطفح بالسمن البلدي، وعذق موز، وبدأت تبل قرون الموز في السمن وتلقّم سافر، وزوجها يردد «أنا فدى محل ما يندر».

طلب من زوجته وبناته يقشون كل ما في العالية. نقل الغريب وعياله ليسكنوا عنده مجاناً، وأعطاهم ركيب يزرعونه، وطلب من سفران ياهب له طريق يعبر منها، فأبى. فقال للغريب: إذا شفتاه وحده في الوادي فانزل وتعارك معه وخلّه يطرحك. صاح سافر: ألحقوا. أعقب سوّد الله وجهك، وصلوا، فإذا بالغريب متدغول في الطين، فأنهضه سافر، وصفق سفران كفّ مخمّس، وأقسم لتختّم له وأنت ما تشوف الطريق، وتفتح له سبل عاملة وزاملة وعيونك أربع.

سأل العريفة سافر «ذلحين حملت الشيمة في غريب نازلة، وأنت قطّرت الدُمّيا في عين ابن عمك»؟ وش قصتك يا مقطوع العفا؟، فأجاب: لأجل عين تكرم مِيَة عين يا عريفتنا، مير اطلع نتقهوى عند بنت الأجواد. علمي وسلامتكم.