أخبار

الجبير: المتورطون في قضية خاشقجي سيحاكمون في السعودية

أكد أن مجلس التعاون سيبقى المؤسسة الأهم لدول الخليج

«عكاظ» (النشر الإلكتروني)

أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن المتورطين في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي سيحاكمون في السعودية، مشدداً على ضرورة محاسبة المتورطين بعد انتهاء التحقيقات التي تجري في المملكة وتركيا، داعيا إلى عدم اتخاذ مواقف وإلقاء اللوم على أحد قبل انتهاء التحقيقات تماما، مؤكداً أن المملكة ستعتمد آليات لعدم تكرار مثل هذا الحادث الأليم.

وأشار الجبير إلى ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من نزاعات منذ سنوات، قائلاً: «إن تلك النزاعات تقودها محاولات لتغيير النظام الإقليمي والسيطرة على الشرق الأوسط، وكل ذلك كان نتيجة للثورة الإيرانية والنظام الإيراني الذي يمكن وصفه بالنظام الظلامي».

وأكد أن المشكلات التي تواجه المنطقة حاليا يمكن تجاوزها من خلال القيادة الجيدة والاستمرارية والمقاربة، نافيا وجود تخوف حول مصير المنطقة، وأنها ستكون أكثر ازدهاراً، مبيناً أن المشكلة هي كيفية التعامل مع إيران وإبعادها عن التدخل في شؤون الدول والعبث بالمنطقة.

ولفت الوزير في كلمة ألقاها أمام مؤتمر «حوار المنامة» في دورته الرابعة عشرة، المنعقد في مملكة البحرين، إلى النظرة المتفائلة للمستقبل عند قيادة وشعب المملكة، حيث يتم حاليا التركيز على النمو الاقتصادي وتنوعه، وتمكين المرأة وتحقيق تطلعات الشباب والمساءلة وتفعيل الشفافية لتوفير مستقبل أفضل للمواطنين.

وأوضح وزير الخارجية أن المملكة ليس لديها علاقات مع إسرائيل، مشيراً إلى أن التطبيع معها سيتم من خلال مبادرة السلام العربية التي اعتمدتها القمة العربية 2002 وبعد السماح للفلسطينيين أن يقيموا دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد متانة العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، ووصفها بالثابتة والصلبة، وقال: «إن المملكة حليف للدول الغربية، وأن هذا التحالف لن يتغير بالرغم من مروره بنجاحات وإخفاقات».

وأضاف «لدينا استثمارات كبيرة متعلقة بالطاقة، ونحن بحاجة لنظام عالمي مستقر، ومكافحة فاعلة للإرهاب، ولتحقيق حرية وأمان الملاحة في الممرات المائية في العالم وسنستمر في ذلك، ولا نرى أي تغيير سلبي في العلاقات مع دول العالم فهناك مصالح ثابتة ونحمي مصالحنا ونعمل مع بلدان لحمايتها».

وفي رده على سؤال بشأن التحالفات المتعددة في المنطقة والحاجة لتوحيدها، نفى الوزير الجبير وجود تعدد في التحالفات، وقال: «إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية لديه تحالفات مع الأردن ومصر وأن تلك التحالفات تحكمها المصالح المتبادلة بين الدول، ولكن عندما جاء الرئيس ترمب للرئاسة أكد عدم تركه لحلفاء أمريكا، وهو ما تشجعه المملكة، حيث استطاع تحقيق نجاح كبير في القضاء على»داعش«وهزيمتهم في العراق، بينما لم يتقدم أوباما لسنوات، كما أن ترمب فرض عقوبات على إيران لوقف برنامجها النووي وتدخلها في دول المنطقة»، مؤكداً أن الولايات المتحدة حليف إستراتيجي.

وعد وزير الخارجية، مجلس التعاون لدول الخليج العربية، المؤسسة الأهم في الخليج على الرغم من الخلاف مع دولة قطر، ويتم العمل على عدم تأثير هذا الخلاف على أعمال المجلس، لافتا إلى استمرار التنسيق العسكري الذي لم يتأثر بسبب المشكلة القطرية، وقال «إلى أن تحل المشكلة القطرية نحاول حد أثرها على دول الخليج».

وفي ما يخص التحالف الأمني في المنطقة أكد، دعم المملكة العربية السعودية لهذا التحالف، واستمرار المناقشات بين الأردن ومصر لبلورة الأفكار، للوصول للهدف الأساسي وهو ضمان الأمن للمنطقة.

وحول وقف ألمانيا لبيع السلاح للمملكة قال: «إن المملكة توقفت منذ فترة طويلة عن شراء أسلحة من ألمانيا».

وقال: «إن جماعة الإخوان المسلمين هي «الوالدة» الكبيرة للإرهاب ولجماعات مثل القاعدة والنصرة وداعش وجماعة التكفير والهجرة التي برزت في حقبة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وإننا نعتقد أن الإخوان المسلمين منظمة إرهابية واتخذنا إجراءات لإبعاد شرورها».

وكشف وزير الخارجية تنامي العلاقات بين المملكة والعراق والزيارات المكثفة، وإنشاء مجلس تنسيق مشترك يضم ستة وزراء، إضافة إلى فتح المزيد من القنصليات وفتح الحدود بين البلدين والنظر في كيفية الاستثمار في العراق، مشيراً إلى نظرة المملكة الإيجابية للحكومة العراقية الجديدة «ونتطلع للمضي قدما في العلاقات».