كتاب ومقالات

مضيق هرمز

مي خالد

بينما كان الرئيس الإيراني روحاني في مؤتمر صحفي، أثناء زيارته لسويسرا قبل أشهر قليلة، هدد على نحو غامض بإغلاق مضيق هرمز ومنع الدول من تصدير النفط خلاله. ويعتبر مضيق هرمز بوابة لربع صادرات النفط حول العالم، والربع نسبة كبيرة جدا خاصة إذا علمنا أن قرابة نصف نفط العالم الخام ينقل عبر البحار.

وقال إنه سينفذ تهديده في حالة فرضت أمريكا عقوباتها على إيران.

هذه التهديدات من قبل إيران ليست الأولى. فكلما ازدادت التوترات مع الولايات المتحدة، هدد المسؤولون الإيرانيون بإغلاق مضيق هرمز. حدث ذلك قبل فرض العقوبات المتعلقة بالنفط على إيران، ولكن تم حل النزاع في وقت لاحق عندما تم توقيع الاتفاق النووي.

مضيق هرمز هو ممر مائي دولي، يمتد من إيران في الشمال إلى عمان في الجنوب، وعرضه 50 كيلو مترا فقط.

وعلى الرغم من مرور 30 ​​عاما على انتهاء الحرب بين إيران والعراق، إلا أن الولايات المتحدة تبقي على أسطولها في الخليج العربي لضمان حرية الشحن. وخلال هذه السنوات لم تحدث أية أعمال حربية ذات أهمية في هذه المياه، إلا أن الولايات المتحدة حافظت على وجودها في الخليج العربي لمنع التهديدات، بما في ذلك التهديد بإغلاق المضيق.

والأمر الذي لا ينتبه له الإيرانيون هو أن مضيق هرمز يعتبر منذ العام 1982 معبرا دوليا بناء على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بوصفه البوابة الوحيدة بين الخليج العربي والبحر المفتوح. وينص القانون على أنه في جميع المضائق يحق لجميع السفن المرور العابر ويجب على البلدان المجاورة للمضيق ألا تنكر هذا الحق في المرور العابر ويجب أن يبلّغ جميع المسؤولين المعنيين بشأن أي خطر قد يهدد السفن أو الطائرات التي تعبر المضيق. فبموجب القوانين والاتفاقيات الدولية، لا يمكن المساس بحق المرور العابر. لذا فإن الحظر المتعمد لمضيق هرمز ومنع السفن من عبوره هو إجراء خطير له عواقب قاسية. أحدها الحرب على إيران.