وجدت المبادئ والقيم السامية لخدمة الناس، وجعل حياتهم أيسر وأسعد، أو
ل معاناة. فالتطبيق الفعلي والسليم والجاد لهذه القيم/ المبادئ ينعكس
�
أق
إيجابا على حياة الناس. وعدم تطبيق هذه المبادئ، أو تطبيقها بشكل خاطئ
س سوء
�
ك
�
ع
�
ن
�
ا ي
��
را م
�
ي
�
ث
�
ل ك
��
ين. ب
�
ي
�
ن
�
ع
�
اس الم
��
ن
��
ى ال
�
ل
�
ب ع
�
ل
�
س
�
ال
�
س ب
�
ك
�
ع
�
ن
�
ئ، ي
��
ي
��
وس
التطبيق بالويل والثبور، وعظائم البؤس والشرور، على ضحايا هذه الممارسة
(الإجرامية).
وفى مجال السياسة العربية، نرى الآن قلة متسلطة في الشام تسيء استخدام
كثير من المبادئ والقيم السامية. ومن ذلك، أنها ترفع شعار “الوحدة العربية”
و”الصمود”، كلاما، ولكن تنم أفعالها عن كونها من أبعد الناس عن خدمة مبدأ
الوحدة، وحركة المقاومة، ناهيك عن مبادئ الحرية والعدالة والمساواة والكرامة.
إنها مجرد شعارات، فرغت من محتواها.... بعد أن استولت تلك القلة على ذلك
ه، خدمة
�
درات
�
ق
�
د... فسخرته لاستعباد الشعب والسيطرة على م
�
ي
�
ت
�
ع
�
زب ال
�
ح
�
ال
لمصالحها الفئوية الضيقة، وسعيها الدؤوب نحو المال والنفوذ.
وتعانى بعض الدول العربية الأخرى من هذه الظاهرة. إذ توجد أحزاب أسست
دة... إلخ.
��
وح
��
ل وال
�
ق
�
ت
�
ادئ نبيلة معينة، كالحرية والتنمية والاس
�
ب
�
لخدمة م
زاب، وجعلتها “أداة”
��
رى هناك، اختطفت هذه الأح
�
ولكن قلة طائفية هنا وأخ
دي سيطر على
��
روف، أن النظام الأس
�
ع
�
للتسلط، ولإخضاع وقمع شعوبها. وم
مقاليد الأمور في سوريا بطريقة أعطت للعالم الانطباع بأن كل شيء في تلك
البلاد ممكن، طالما أرادت له تلك القلة أن يكون ممكنا. ولم ينس العالم قضية
تعديل الدستور خلال أيام...
لم يرَ شعب تلك البلاد الفتية، ولا العالم، من ذلك النظام “الممانع” و”الصامد”،
إلا المزيد من الفقر والجهل والمرض، والتخلف في شتى المجالات. وعلى المستوى
ة، والمناورات،
�
ارغ
�
ف
�
ارات ال
��
ع
��
ش
��
اءات، وال
�����
وى الادع
��
د س
��
م يشهد أح
�
ي، ل
�
اس
�
ي
�
س
�
ال
والمزايدات. أما الصمود والتحدي والممانعة والمقاومة، فقد ثبت أن لها معاني
ق فهمها- إلا “شبيحة” النظام،
��
ام، لا يفهمها -ح
�
ظ
�
ن
�
ك ال
��
رف ذل
��
ي ع
�
عكسية ف
ا بالمنطقة من
�
ن الأنظمة التي تعيش على م
�
ه م
��
روه. إن
�
ظ
�
ن
�
ة قمعه وم
�
ن
�
اق
�
وده
ه، ويعانى
�
ي
�
زءا من أراض
��
اورات، وتحتل إسرائيل ج
�
ن
�
الم
�
تناقضات، وتشتغل ب
ه مستهدف
���
ك- أن
����
ل ذل
��
ع ك
���
ى -م
��
دع
��
ل، وي
��
ي
��
ك
�
ن
��
ت
��
ر وال
��
ه
��
ق
��
ف وال
�
ل
�
خ
�
ت
�
ن ال
��
ه م
�
ب
�
ع
�
ش
بمؤامرات، وأنه “القلعة التي تذود عن الأمة”، وتحفظ الكرامات.... وأنه إن ذهب
ستداس كل المحرمات (وفي ظله دمرت سوريا حصن العرب...).
****
و وضعت موضع التنفيذ الفعلي السليم
�
ادئ السامية، التي ل
�
ب
�
ي الم
�
كثيرة ه
والجاد، لعاد ذلك بالخير والأمن والسلام على ملايي البشر. ومن تلك المبادئ:
ورى، التكافل
���
ش
���
اواة، ال
���
س
���
ة، الم
��
دال
��
ع
��
ة، ال
��
ري
��
ح
��
ا: ال
��
ه
��
ن
��
دل، وم
��
ت
��
ع
��
م الم
��
ل
�
م الإس
�
ي
�
ق
ان، الشفافية،
��
س
��
وق الإن
�
ق
�
اة ح
��
راع
��
ن، م
�
ام
�
ض
�
ت
�
اد، ال
��
ح
��
دة، الات
��
وح
��
ي، ال
�
اع
�
م
�
ت
�
الاج
النزاهة... إلخ. ومن أمر حقائق الحياة، وجود أناس وأطراف يسيئون استخدام
(وتطبيق) هذه المبادئ، أو أحدها، أو بعضها، إما قصدا، أو عفوا، إما عن سوء
إن من “يسيء” استخدام،
�
الات، ف
�
ح
�
ى كل ال
�
نية وتعمد، أو عن جهل وخطأ. وف
د يكون تعدادهم
�
أو تطبيق، أيٍ من هذه المبادئ، يرتكب في حق المعنيي (وق
بالملايي) جريمة كبرى، أو خيانة عظمى، يستحق عليها أشد العقاب، خاصة
أن كانت إساءته متعمدة.
إن سوء استخدام مبدأ سامٍ، أو فكرة نبيلة ما معينة، لا يعنى -بالضرورة- فساد
ذلك المبدأ، أو تلك الفكرة، بل يعنى أن هناك جهة -فرد أو جماعة- تستخدم هذا
المبدأ أو ذاك، وترفع شعاره تظاهرا، وتستعمله بخبث لتحقيق أهداف خاصة
ضيقة، قد لا تمت بصلة لذلك المبدأ، إن لم تضر به، عبر تشويهه لدى المعنيي،
ن: مزايدة
�
ارة ع
�
ب
�
دام” المقصود هنا ع
�
خ
�
ت
�
وء الاس
�
ـ”س
�
اره. ف
��
ص
��
ه ولأن
�
اءة ل
���
والإس
رخيصة، وادعاء ممقوت... ينم عن وجود أهداف ضارة، أو جهل مريع لدى من
يمارس الإساءة... ولا يؤدى إلا إلى الإضرار بذلك المبدأ، وعرقلة تبنيه، وحرمان
الناسمن مزايا تطبيقه. ويتضاعفهذا الجرم عندما ترفع شعاره قلة متسلطة،
م. وهذا
�
ه
�
درات
�
ق
�
اس، والهيمنة على م
��
ن
��
ر- لاستعباد ال
���
ي حقيقة الأم
��
تسعى -ف
الاستغلال سرعان ما ينكشف للمتابعي، الذين قد يصاب بعضهم بالإحباط
والدهشة، وصدمة المفاجأة، وربما كراهية المبدأ المعني والاستخفاف به.
****
ض... مطالبا باسترداد
�
ف
�
ت
�
ان
�
ل، ف
�
ي
�
ك
�
ه ال
�
اض ب
��
م ف
�
ي، ث
�
ام
�
ش
�
لقد صبر الشعب ال
حريته وكرامته. ولمواجهة هذه الانتفاضة الشعبية، حرك النظام الجيش، بعدته
ا، ضد الشعب المطالب
�
ي
�
ران وروس
�
إي
�
اده، واستقوى بالخارج، وبخاصة ب
�
ت
�
وع
بحقوقه المشروعة في وطنه، بعد حوالى نصف قرن من اغتصابها من قبل هذه
القلة، التي تبرر تنكيلها بالشعب الثائر، بادعاء أنها تحارب “عصابات مسلحة
مندسة... جندتها الصهيونية والإمبريالية العالمية”، متناسية أن “طبيعة”
النظام القمعية سهلت نجاح هذه المؤامرات.
والحق أنها كانت ثورة شعبية ضد ديكتاتورية طائفية متسلطة، حان الوقت،
منذ عقود، لوقف جرائمها في حق شعبها، وإقامة نظام بديل... يمثل الشعب
فعلا، ويعيد له حريته وكرامته، ويمسي سندا حقيقيا لأمته العربية، وقلعة
ذا ما هو مأمول، ومتوقع تحققه،
�
ة. وه
�
داء هذه الأم
�
صامدة بحق، في وجه أع
عاجلا أو آجلا، على يد شعب أبي... هو من أكثر شعوب الأرض نضالا ومروءة.
مع اقتراب المرشح الديموقراطي جو بايدن لسدة الرئاسة الأمريكية، وهذا
الواضح حتى كتابة هذا المقال، بدأ ما يمكن ان نسميه بموسم التحريض
السياسي، والتحليل الرغبوي.
م اليسار الأمريكي، والبعض حولنا،
�
دأت التساؤلات ببعض إع
�
الآن ب
دا دول الاعتدال
�
دي
�
ح
�
ا، وت
��
ه
��
ع المنطقة، ودول
�
دن م
�
اي
�
ن كيفية تعامل ب
�
ع
العربي، وكل يحاول بث الطمأنينة بي أتباعه، سواء اليسار، أو الإسلام
السياسي.
أولا، وقبل كل شيء، بايدن مرشح سياسي همه وهدفه الأساس الناخب
الأمريكي، وليس المنطقة، خصوصا أن السياسة الخارجية لم تأخذ حيزا
بالحملات الانتخابية الرئاسية الأخيرة.
ويأتي بايدن للحكم وهو ابن المؤسسة السياسية سبعة وأربعي عاما،
ومحسوب على وسط الديموقراطيي، وبالتالي لن يشكل وجهة نظره في
ليلة وضحاها، كما أنه يأتي على بلد منقسم بشكل حاد صوت فيه قرابة
التسعة وستي مليون ناخب لترامب.
ويدخل بايدن البيت الأبيض، بحال أعلن رسميا، وليست لديه الأغلبية
المطلقة بمجلس الشيوخ، والأهم من هذا وذاك أن علاقات أمريكا بحلفائها
مرهونة بالمؤسسات، وليس البعد الشخصي بالعلاقة، وهناك تعاون
أمني، وعسكري، واقتصادي، وقضايا لا يمكن تجاهلها بجرة قلم.
ى منطقة
�
دن يأتي إل
�
اي
�
ي، لكن ب
��
ران
��
ووي الإي
�
ن
�
نعم هناك تحدي الملف ال
تتغير، وتغيرت بالفعل. وما يتناساه البعض، وهذا ما قلته في مداخلة
تلفزيونية، وأشرحه بتوسع الآن، هو أن التغيير الحقيقي بمنطقتنا بدأ
منذ الربيع العربي، وحي كان بايدن نائبا للرئيس أوباما، وليس فترة
ترامب.
وهنا نقطة يتجاهلها البعض، فرغم كل ما قيل عن علاقة ترامب بدول
ك لم يحُل دون القطيعة الخليجية- العربية
�
دال العربي إلا أن ذل
�
ت
�
الاع
ه اقناع الدول
��
م تستطع إدارت
�
ب، ول
�
رام
�
مع قطر، التي حدثت في عهد ت
الخليجية ومصر بعودة العلاقات مع قطر التي لم تلتزم بتعهداتها
السابقة.
والتعهدات التي طرحت على قطر لم تطرح فترة رئاسة ترامب، بل بفترة
رئاسة أوباما، وحينها كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- ملك
ام بالتوقيع دون أن تلتزم
�
اء أمير قطر الشيخ تميم، وق
�
السعودية، وج
الدوحة، وباقي القصة معروف.
وعليه فنحن أمام تحليلات رغبوية، لا سياسية جادة، وأعتقد أن القصة
الأكثر إلحاحا بالنسبة لمنطقتنا هي في كيفية تعامل بايدن مع إيران،
هل يعود للملف النووي، وكيف؟
وهنا أيضا المنطقة تغيرت لأن بايدن سيجد موقفا إسرائيليا صلبا
رأ عليه الآن
��
ذي ط
���
ف الخليجي، وال
�
وق
�
ة الم
�
ب
�
اوي ص
�
س
�
ران، ي
���
اه إي
�
ج
�
ت
ا كان
�
دري إذا م
��
ي، ولا ن
�
ل
�
ي
�
رائ
�
ي البحريني الإس
��
ارات
��
م الإم
�
س
�
عملية ال
معسكر السلام هذا سيتسع الآن، أو ربما مع قدوم ساكن البيت الأبيض
الجديد.
ا ما
��
ي السياسة، أم
�
ذا ه
�
ك
�
ح، وه
�
ال
�
ص
�
و للغة الم
�
ول الفصل ه
�
ق
�
ا، ال
�
ام
�
ت
�
خ
يطرح الآن فهو مماحكة، وموسم تحريض سينتهي سريعا.
نحن أمامتحليلات رغبوية، لاسياسية جادة،
وأعتقد أن القصة الأكثر إلحاحا بالنسبة لمنطقتنا
هيفيكيفية تعامل بايدنمع إيران..
09
الرأي
سوء استخدام المبادئالسامية.. !
كانتثورةشعبيةضد ديكتاتوريةطائفية
متسلطة، حان الوقت، منذ عقود، لوقف
جرائمها فيحقشعبها، وإقامة نظام بديل..
مفتاحضائع
لوائح تنفيذية
لقوانين الإعلام
حياة المجتمع المدني تتطلب قواني؛ ما يجب فعله وما
واء للأفراد أو المؤسسات أو الحكومات
�
لا يجب فعله. س
ن القيام
�
رد ع
�
ف
�
ي التي توقف ال
�
ام. فالقواني ه
��
بشكل ع
بعمل أو تتيحه له. وكما يُقال: تنتهي الحرية الشخصية
عند حدود الأنظمة والقواني. توجد أنظمة وقواني لكل
شيء؛ فعليا لكل شيء. وهذا جيد في حد ذاته. فالقواني
تحمي الحقوق الفردية والمجتمعية وتحافظ على سلامة
كل فرد في المجتمع من تطاول أو إساءة الآخرين.
ة، واسعة،
�
اض
�
ف
�
ض
�
ا ف
��
ه
��
ين أن
�
وان
��
ق
��
ض ال
�
ع
�
ى ب
�
ل
�
ذ ع
��
أخ
��
الم
ون قابلة للتشكل حسب الرغبة
�
ك
�
اس. ت
�
ق
�
تصلح لكل م
ذه القواني -دون
�
زاج. من ه
��
واء.. وحسب الم
���
وحسب الأه
حاجة إلى كثير من الحجج والبراهي- قواني الأعمال
الإعلامية.. على مستوى العالم العربي.. بشكل عام.
المجالس العليا للإعلام تشدد علىضرورة التزام الأعمال
ج.. بـ(المعايير
��
رام
��
ب
��
ات وال
���
ن
�
ل
�
ا والإع
��
درام
��
ة: ال
��
ي
��
م
�
الإع
الأخلاقية والمهنية والآداب العامة..)، بالإضافة إلى نقاط
اح لها الفكر
�
رت
�
ة تطرب لها الأذن وي
�
ان
�
رى براقة ورن
��
أخ
السوي..
بل تذهب إلى عبارات أكثر بريقا حي تطالب بـ(احترام
دم المساس
�����
م وع
��
ي
��
ق
��
ى ال
��
ل
��
ة ع
��
ظ
��
اف
��
ح
��
د والم
��
اه
��
ش
��
ل الم
��
ق
��
ع
اظ البذيئة
��
ف
��
الأل
��
ة.. ك
��
ظ
��
اف
��
ح
��
ات الم
�
ع
�
م
�
ت
�
ج
�
ات الم
��
ي
��
ق
�
أخ
��
ب
ط في
�
ق
�
س
�
ي ت
��
ت
��
ة ال
�
ي
�
وق
�
س
�
وارات ال
����
ح
����
ول وال
��
ق
��
ش ال
��
اح
��
وف
دام عبارات
�
خ
�
ت
�
دم اس
��
م، وع
�
ائ
�
ت
�
ش
�
ادل السباب وال
�
ب
�
اب ت
��
ب
ايحائية مسيئة سواء جنسية أو عنصرية..).. وتتحدث
د التدخي
��
اه
��
ش
��َ
رض (م
���
دم ع
��
ع
��
م.. ب
��
ي
��
ل
��
س
��
وك ال
��
ل
��
س
��
ن ال
��
ع
واستخدام المخدرات والترويج لهما بشكل مباشر أو غير
مباشر).
روج عن
�
مثل هذه الصياغة تُعتبر منفذا مريحا لكل خ
ه خلال
��
ام ب
�
ي
�
ق
�
ين ال
�
ام
�
ح
�
ى الم
�
ل
�
ا يسهل ع
�
ب
�
ع
�
ص.. وت
��
ن
��
ال
فترات استراحتهم.
.. (تقديم أعمال ترتقي بالذوق العام) ما هو الذوق العام؟
ومن يحدد الذوق العام؟ وكيف يمكن قياس الذوق العام
للارتقاء به؟
وى توسيع مساحات
�
ى أي طريق س
�
ؤدي إل
��
ذا لا ي
�
ل ه
�
ك
التلاعب وانحدار الإعلام وبرامجه في الاتجاه المعاكس
لما يريده رواد ومسؤولو الإعلام العربي الرصي.
ع لوائح تنفيذية/ تفصيلية لكل قانون..
�
من المهم وض
تكون واضحة وصريحة ومباشرة ويمكن محاكمتها.
على سبيل المثال؛ عندما ينص قانون على منع (الألفاظ
اظ الممنوع
�
ف
�
ل) الأل
��
ع (ك
�
ي اللائحة، يتم وض
�
البذيئة)، ف
استخدامها.. ولا تُترك للأهواء والميولات والاجتهادات
الشخصية.
القواني ليست تقييدا للحريات ولا تتعارض مع الإبداع
اوز (الإبداع)
�
ج
�
دم ت
�
ل تحافظ على ع
�
ال.. ب
�
ي
�
خ
�
اق ال
�
ط
�
ون
حدود الفضيلة.. فالإبداع الخارج عن الفضيلة الإنسانية
س ومضة
��
ي
��
ة ول
��
ي
��
ان
��
س
��
م الإن
��
ال
��
ي ع
��
اء ف
�
م
�
ل
�
اءة ظ
����
و إض
��
ه
ين والأنظمة
�
وان
�
ق
�
رى أن ال
��
ن ي
��
ا. م
�
ه
�
ة يستضاء ب
�
ي
�
وئ
�
ض
واللوائح تحد من الإبداع.. فهو لا يرى في الإبداع سوى
داع.. آفة على
�
الخروج عن الفضيلة.. وهذا النوع من الإب
الطبيعة.
كاتبسعودي
بايدن.. وموسم التحريض
لحوم الروائيينمسمومة..
المبدأ الفرعونيفيالمشهد الثقافي
ى الشمال)
�
ة (موسم الهجرة إل
��
ي في رواي
��
تُ فيها رأي
�
ن
�َ
كتبت منذ حي تغريدة أب
للطيب صالح، وخلاصته أنها أقلّ من أن يُحتفى بها تلك الحفاوة، فتوالت الردود
ما بي مؤيّد ومعارض، واختلفت وجهات النظر، وتعددت سبُل التعبير، في نقاش
شابه بعض التجريح، ولكنه -مع ذلك- مظهر صحة ودليل حيوية، وكان من آراء
د يكون
�
ه ق
�
رأي الانطباعي قيمته؛ لأن
�
ل
�
ق، ول
�
ذا ح
��
ي انطباعي، وه
��
بعضهم أن رأي
ه قد
�
ن سطوة الآراء السابقة، فضلاً على أن
�
دَ عن التأثر الجمعي، وع
�
ع
�
دقَ وأب
��
أص
ل، فحسبُه حينئذٍ أن
�ّ
ؤص
�
رأي العلمي النقدي الم
��
يكون محرّضاً على استِنْبات ال
يكون بذرةَ دراسة.
ومن التعليقات عليها ما كتبه الأستاذ الكريم نجيب يماني في مقالة اعتراضية
هـ)، اتهم
1442
ربيع الأول
20
حادّة الأسلوب، نُشرت في جريدة عكاظ (عدد الجمعة
فيها صاحبَ الذوق المخالف بأنه (جاهل)! وهي معنونة بـ(جرأة الجهل النشِط)،
وأخطر ما فيها أنها كشفت لغة التعميم المسيطرة على كثير ممن يعرض لهذه
رى، الراغب
�
الأذواق الأخ
�
المسائل، وأظهرت التلقي السّكوني، والانبهار المتربّص ب
في نسفها، على المبدأ الفرعوني (ما أريكم إلا ما أرى)، وهي بهذا كاشفة ما يتخوّف
منه القارئ المتلقي، إذ إنه يكاد يستقر في الأذهان أنْ: لا تنقدْ نتاجاً كثُر مادحوه،
و(ابلع) رأيك واغنم العافية.
ولغة الأستاذ نجيب واقعة في ذلك التعميم الذي يبرأ منه النفَس العلمي، والمنهج
النقدي الحصيف، قال: «هذا الحكم يصادم إجماعاً يشترك فيه الهواة والمختصون
ة»! فالمسألة عنده (إجماع) يشترك فيه كلّ الناس! أفلا يقول أين هذا
�
درب
�
وذوو ال
اء بالألفاظ
��
ه ج
��
ظ أن
�
ح
�
ل
�
ن
�
ك؟ ول
��
ئ
��
لّ أول
��
ه ك
�
ي
�
رك ف
�
ت
�
ش
�
ه ي
�
أن
�
م ب
�
ك
�
ف ح
�
ي
�
اع؟ وك
��
م
��
الإج
ال (هواة
�
و ق
�
ة)، فعمّم تعميماً غريباً! ول
�
درب
�
واة والمختصون وذوو ال
�
ه
�
معرّفةً (ال
ومختصون) لاقترب من القول المقبول نسبيّاً. ثم تأمل قوله العجيب في أنه يريد
أن يستبعد حتى (خيال) النقد، إذ قال: «من ذا الذي يمكن أن يتصوّر أو يتخيّل أنّ
ة بحجم (موسم الهجرة إلى الشّمال)، للأديب العالمي الراحل الطيّب صالح،
�
رواي
اك أن تحلم أو
��
ارئ الكريم: إي
�
ق
�
ش»! انتبه أيها ال
�
ائ
�
يمكن أن تكون هدفاً لسهم ط
تتصور أن أحداً سينقد قصيدتك المفضّلة، أو روائيك المحبوب! وإذا أردت أن تحلم
بذلك، فاستأذن من الأستاذ نجيب، رزقنا الله وإياه أحلاماً مثقفة رحبة الصدر.
ثم تجاوز أخونا نجيب حدود اللياقة حي قال: «فهل ثمّة (عاقل) يقول بأنّ رواية
ا، على
��
ه
��
اس، وأن
��
ن
��
درات ال
��
ق
��
اوزة ل
�
ج
�
ت
�
ر م
�
ي
�
ة وغ
�
وف
�
أل
�
رة) بسيطة وم
�
ج
�
ه
�
م ال
��
وس
��
(م
وام؛ (فاقدة للسطوع، وقليلة اللمعان)»!
�
ذيوعها واهتمام الناس بها كلّ هذه الأع
م والتصوّرات)، وبلغ حدّ حصر العقل
�
فإنه -وفقه الله- انتهى من (اعتقال الأح
ن قائله
�
ان نقداً انطباعيّاً- نافياً ع
�
ة -وإن ك
�
رواي
�
واه، فجعل نقْد ال
��
ق ه
�
واف
�
فيمن ي
صفة العقل! أتؤخذ المسائل بهذه الطريقة؟ ألأنك يا أخي نجيب، معجب بالرواية،
ي محبيها؟ (تلك إذن قسمةٌ
�
أو متأثر بمن أعجبوا بها تريد أن تحصر العقل ف
ضِيزى)!
إن كثيراً ممن دافعوا عن الرواية تعليقاً على تغريدتي -وأنا أحترم أذواقهم، وأرى
ة نفسها،
��
رواي
��
ن ال
�
ة ع
�
ارج
�
ور خ
��
ؤوا على أم
��
ك
��ّ
ا- ات
�
دوه
�ّ
ج
�
م
�
ي أن ي
�
ه ف
�ّ
ل
�
قّ ك
�
ح
�
لهم ال
كمسألة تاريخ صدورها، وكأن القِدَم معيار للجودة! وعلى مسألة تعدد طبعاتها،
ولو كان تعدد الطبعات معياراً دقيقاً، لأتيتهم بكتب طُبعت عشرات الطبعات، وهي
زاد على ذلك بأن احتجّ بأن
�
ذي كُتبت به، أما الأستاذ نجيب ف
�
لا تساوي الحبر ال
ى لغاتها، واستهدفتها البحوث بالنقد
�
ة قد (ترجمتها الألسن السائرة إل
�
رواي
�
ال
الفاحص، فرأت فيها آفاقاً وأبعاداً ليست خافية على عوام القرّاء)! وهذا كلام مقبول
لولا لغته التعميمية وتعبيراته غير الدقيقة، وَهَبْ أنه مقبول جملة وتفصيلاً، فهل
يعني أن يصادَر الرأي المخالف؟ مع أن الترجمة لا تكفي لوصف النتاج بأنه ممتاز،
فكم من أديب ذي ثراء يستطيع أن يترجم نتاجه إلى كل لغات العالم!
والمسألة التي ينبغي أن نلحّ عليها هنا ليست في أن نبدي آراءنا في رواية الطيب
صالح مدحاً أو قدحاً، إن المسألة أوسع، ولنا أن نستحلي وأن نسترذل من الإنتاج
الأدبي ما نشاء، ما دمنا لا نسفّه الآراء، ولا نتعالى، ولا نقدح في الأشخاص.
المسألة المهمة هي أننا نتجه صوب ما عبّر عنه الأستاذ محسن بن علي السهيمي في
هـ)،
1442
/
3
/
17
مقالته (أفكار المثقفي ملغومة)، المنشورة في جريدة المدينة (يوم
إذ قال، وهو يعرض لبعض ما قيل عن تغريدتي: «إن بعض الردود المسفّهة للرأي
م يلتفت
�
ه... وإن ل
��
داع
��
سّ إب
�
م
�ُ
ز الثقافي ينبغي ألا ي
�
رم
�
ول: إن ال
�
ق
�
المخالف كأنها ت
المثقفون وأتباعهم لأنفسهم، ويراجعوا حالة التقديس والعصمة التي صنعوها
لأنفسهم، ويهدموا تلك الأسوار التي أقاموها حول الرمز الثقافي، فستغدو مقولة
(أفكار المثقفي ملغومة)، رديفة لمقولة (لحوم العلماء مسمومة)». انتهى كلامه،
ذه- لأننا حقّاً متجهون إلى
�
و في الصميم -ومنه استنبطتُ عنوان مقالتي ه
�
وه
تقديس النتاج المشهور، رافضون لأي رأي لا يعجبنا.
إنه لا يصغُر أحد عن أن ينقُد، ولا يكبُر أحد عن أن يُنقَد، ومن حقّ كل قارئ أن يقول
ه، ومن واجب كلّ صاحب نتاج أن يتقبّل ما يُقال فيه، فكيف بالقول في نتاج
�
رأي
غيره؟ وقد قال القدماء: «من ألّف فقد استَهدَف»، أي جعل نفسه هدفاً وغرضاً.
ختاماً، للأستاذ نجيب عليّ حق، لأنه بمقالته تلك، فتح لي صدر جريدة عكاظ،
التي لم أنشر فيها من قبل.
ورحم الله الطيب صالح، الذي أثار عمله هذا النقاش، وحرّض على المثاقفة، وهو
في قبره.
anmar20@yahoo.comأنمار مطاوع
@1401Shfa
د.عبدالله بنسُليم الرّشيد
كاتبسعودي
sfadil50@hotmail.comصدقه بن يحيىفاضـل
كاتبسعودي
مركز الملكسلمان للإغاثة يواصل توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررينمن السيول فيالسودان. (واس)
الأحد
م،
2020
نوفمبر
8
هـ
1442
ربيع الأول
22
19758
السنة الثالثة والستون العدد
tariq@al-homayed.comطارق الحميد
كاتبسعودي
من زاوية مختلفة




