عبدالرحمن موكلي
عبدالرحمن موكلي




عصام فقيري
عصام فقيري




علي السعلي
علي السعلي




عمرو العامري
عمرو العامري
-A +A
علي فايع (أبها) alma3e@
يرى أدباء أنّ من حسنات شبكات التواصل الاجتماعي أنها كشفت عن وجوه المثقفين والأدباء بشكل واضح وجليّ، بعد أن تعددت الرؤى والانطباعات تجاه المثقفين الكبار الذين تشكلت لهم صور ذهنية في عقول القراء من خلال كتبهم وأعمالهم الأدبية، ولكنها تغيرت بفعل شبكات التواصل، حيث يرى بعض الأدباء أنّ بعض المثقفين متعالون عليهم، ومتسامحون معهم وقت المديح، وعدائيون وقت الاختلاف، وتعدد وجهات النظر. ولا ينكر العديد من الأدباء أن يكون هناك مثقفون مختلفون؛ لكنهم قلة، ولعلّ أبرز ما يميزهم أنهم يناقشون بأدب جمّ، ويختلفون بتواضع، ويرى غالبية الأدباء الذين استطلعت«عكاظ» آراءهم أنّ هناك فئة غالبة في شبكات التواصل الاجتماعي مازالت تتعالى على الناس، فتملي آراءها على متابعيها دون أن تتفاعل مع آرائهم ووجهات نظرهم مهما كبرت وتميزت.

حيث يرى الروائي عمرو العامري أنّ شبكات التواصل الاجتماعي صدمتنا كثيراً في البعض، مضيفاً أنّ لدينا أدباء كثيرين، ولكن قلة قليلة جداً من هؤلاء مثقفون.


وتتفق مع هذا الرأي القاصة عائشة عسيري التي ترى أنّ هناك أدباء ومثقفين لا يرون أحداً معهم، كبيراً كان أم صغيراً، لاعتقادهم أنهم أتوا بما لم يأت به الأوائل!

ويقارن عبدالرحمن حداد من خلال قراءاته في الأدب الإنجليزي والعربي بين المثقف العربي والمثقف الغربي، فيرى أنّ المثقف الغربي يحتفي كثيراً بالقارئ، وأنّ هذا الاحتفاء يفوق احتفاء المثقف العربي كثيراً، ويستشهد حداد بالمراسلات التي يجريها مع الكتاب والمثقفين الغربيين من خلال الإيميل، فيؤكد أنهم يتفاعلون بحفاوة تزيد من قدرهم ومكانتهم لدى القارئ، بعكس بعض الكتاب العرب الذين يتعالون على القارئ وكأنه يتوسل إليهم.

ويختلف علي الشاعري مع لغة التعميم، فيقرّ بأنّ هناك نماذج سيئة؛ ولكن هناك نماذج متواضعة وبسيطة من الأدباء والمثقفين لدينا.

أما الناقد والشاعر المصري عبدالله السمطي فيتهم المشهد الثقافي العربي بأنه مشهد مقنّع، وأنّ المُعْلن فيه غير المسكوت عنه، ويضيف، معظم المثقفين مصابون بداء العظمة، هذا غير النرجسية المفرطة والتعالي، والتحدث من الأنف ويستشهد السمطي بعشرات الملتقيات الثقافية التي شارك فيها ومع ذلك لم تتغير الصورة في أي ملتقى، ولكنه لا يستثني بعض الشخصيات المتبسطة اللطيفة والرائعة؛ وإن كانوا قلة نادرة كما يقول.

من جانبه، اتهم القاص علي السعلي بعض الأدباء والمثقفين بالانحياز للمرأة والثناء عليها في شبكات التواصل ولو لم يقرأوا ما تكتب، وفي الوقت ذاته يتجاهلون منشورات أخرى لها قيمتها الثقافية والأدبية.

فيما ينظر الشاعر عصام فقيري لهذه المشكلة بمنظور مختلف، إذ يرى في الغالب أنّ كل ما لدينا شلة منتفين وليسوا مثقفين؛ لأنّ الكثير بل غالبية هؤلاء يتعاملون مع الناس بدونية المتعالي وغطرسة الوضيع ويعيد الشاعر عبدالرحمن موكلي المشكلة إلى غياب الحوار، والقضايا، والمواقف، ولذلك فكل واحد يجعل من نفسه قضية، وهذا ليس غريباً في شبكات التواصل الاجتماعي،لأنها تجعل لكل واحد منا ركناً يغرد منه، ويضيف موكلي أنّ هذا زمن مختلف ولابد من قراءته بتمعن.