أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author
--°C
تحميل...
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
تصفح عدد اليوم
احمد عائل فقيهي
من أنت.. وكيف تفكر
في كتاب «شيء من الفكر» للكاتب الراحل أنيس منصور قال في مقدمته «كل إنسان يفكر في شيء ويفكر من أجل شيء ويفكر بحثا عن شيء ونحن لا نستطيع أن نفكر في كل شيء وإنما نفكر في بعض الأشياء، فكل فكر هو شيء من الفكر»، هذا الكلام لأنيس منصور ينطوي على فهم حقيقي لوظيفة التفكير وكيف يمكن لهذه الوظيفة أن تقوم بدورها كما ينبغي وكما يجب أن تكون، ذلك أن التفكير عند الإنسان مراتب ومستويات في الوقت نفسه أن التفكير فريضة. هناك شريحة من الناس يفكرون في القضايا الكبرى التي تهتم بمصير البشرية والكون وأسئلة الوجود والعدم والخير والشر وكيف تشفى البشرية من أمراضها ومتاعبها ومكامن الخطأ فيها وكيف يمكن الخروج من خطاياها بحثا عن واقع أكثر إنسانية ومثالية. هناك طبقة من الناس مهتمة بإيجاد حلول ومخارج للمجتمعات والبلدان من الحالة التي هي عليها والحال التي تعاني منها من فقر ومجاعة وحروب وأمراض وعلل وشقاء إنساني وإحلال السلام في العالم.
هناك من يعملون ليلا ونهارا في الجامعات الكبيرة والمراكز العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وبقية دول المتقدمة من أجل إنجاز الاختراعات العلمية وإضافة الكثير مما يساعد في إسعاد البشرية وتقدم المجتمعات، هؤلاء هم أصحاب العقول الكبيرة، وهناك بالمقابل أصحاب العقول الصغيرة المهتمون بالتفاصيل الصغيرة في الحياة والهوامش والذين يعيشون داخل هذه الصناديق الصغيرة المقفلة والمفخخة الذين هم سجناء الأوهام أولئك الذين يقبعون داخل الغرف الرطبة ليلا ونهارا دون أن يقدموا إنجازا حقيقيا للمجتمع ومهمتهم فقط النقد والاحتجاج، ذلك أن مساحة التفكير هي ناتج مساحة العقل الذي يفكر والقضايا التي تشغله وتحتل حيزا كبيرا في حياته.
إن الانشغال بالقضايا الكبيرة هو ناتج عقول كبيرة والانشغال بالقضايا الصغيرة هي ناتج عقول صغيرة بالضرورة.
وأخيرا، كل إنسان يفكر، ولكن بماذا يفكر، وكل إنسان لديه عقل ولكن كيف يوظف هذا العقل في صناعة الخير أم في صناعة الشر لتكون وظيفة العقل التفكير الحر لا التفكير الأسود والمدمر. ذلك العقل الذي يساهم في إسعاد البشرية لا في شقائها أن العقل هو نتاج صاحبه الذي يحمله هناك من يشقى بعقله وكما قال عبقري الشعر العربي «أبو الطيب المتنبي»: (ذو العقل يشقى)، نعم، إن التفكير العميق شقاء.
20:02 | 12-09-2015
إصلاح التعليم أولا
في المؤتمرات والندوات التي تناقش واقع ومستقبل التعليم في بلادنا يخوض المعنيون والمختصون في معالجة المسألة التعليمية والتربوية ومحاولة إيجاد حلول جذرية للمشاكل التي تحول دون تقدم حركة التعليم واتجاهها حول المستقبل من خلال إدارة حقيقية تقفز بالمسألة التعليمية نحو مصاف دول كبرى خاصة أن كل الإمكانات متوفرة من مادية وبشرية، وبالرغم من أن الدولة وعلى مدى سنوات تكوينها السياسي والاجتماعي والاقتصادي ومن خلال ما يسمى بدولة المؤسسات أسهمت كثيرا في بناء مشروع تعليمي يبدأ من سلالمه الأولى، الابتدائية والمتوسطة والثانوية إلى سلمه الأعلى وهو التعليم الجامعي. إضافة إلى كل ذلك نجد المعاهد والمراكز العلمية ومن التعليم الصحي إلى التعليم المهني، لكن السؤال الذي يبرز هنا، ما هو منتج هذا التعليم ومدى ارتباطه اليوم بسوق العمل؟. هناك اتجاه عام في المجتمع يرى بضرورة إعادة النظر بالمجمل في العملية التعليمية من حيث المناهج والتأهيل والأداء العلمي والأكاديمي ومستوى من يقوم بمهمة التدريس في كل المراحل وجعل التعليم في عمومه ليس مجرد تخريج طلبة وطالبات فقط ولكنه خلق قيم وغرس مبادئ وربط ذلك كله بالوازع الديني السليم والمتحضر وتجذير الانتماء الوطني. في كتابه المعنون «عن هذا وذاك» للراحل الكبير الدكتور غازي القصيبي مقالة طويلة تحمل عنوان «رأي في التعليم» ومقالة أخرى «عن فلسفة التعليم الجامعي» وفي المقالتين يطرح الدكتور غازي القصيبي بعقلية الأستاذ الجامعي والمسؤول والمثقف هموم وهواجس التعليم في مستوياته وتدرجاته المختلفة والكتاب صادر في طبعته الأولى في عام 1389 هـ – 1978م يناقش فيهما أهمية الخروج من النظام التعليمي السائد والربط بين «اقتصاد يحصل على حاجته من الفنيين والمهنيين ويتيح للطلاب ذوي الملكات العقلية إكمال دراستهم الجامعية ويجعل عدد خريجي الجامعة متناسبا مع متطلبات التنمية ويكفل بالتالي إذا درس وطبق بدقة جعل العامل البشري يقوم بدوره الكامل في خدمة الجيل والأجيال القادمة» دكتور غازي رحمه الله طالب بإصلاح الخلل الكبير في النظام التعليمي لذلك يطرح في مقاله «رأي في التعليم» سؤالا كبيرا ومفصليا ولا يزال قائما ومطروحا وملحا حتى الآن بعد رحيله رحمة الله عليه، كيف «نستطيع تغيير النظام التعليمي بشكل يتمشى مع متطلبات التطور، ويجعل العامل البشري قوة تدفع التنمية لا عقبة تعوقها؟ من هنا لابد من حلول جذرية تربط بين ثنائية التربية والتعليم وبالتالي تتصل اتصالا مباشرا ببناء الإنسان ذلك أن التعليم ليس حشوا من المعلومات فقط بل هو فهم وإدراك وعقلية تفكر وأسئلة تشعل ذهنية الطلاب والطالبات وتجعلهم في موقع السائل وليس في موقع المتلقي فقط.
ينبغي أن يكون التعليم وتحديدا الجامعي مساهما رئيسيا في تحديث المجتمع وإشاعة قيم التنوير وخلق بيئة علمية داخل الجامعة من خلال تشجيع البحث العلمي وجعل العقول المضيئة هي التي تقود حركة المجتمع لا العقول الكسولة والكسيحة.
إن التعليم هو أساس تقدم الأمم والمجتمعات وبغير إصلاح التعليم لا يمكن إصلاح أي شيء.
a_faqehi@hotmail.com
للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 203 مسافة ثم الرسالة
19:36 | 5-09-2015
عندما يكون المصدر «تويتر» و«فيسبوك»
في عالم أصبح إيقاعه سريعا جدا إلى درجة لا يمكنك اللحاق به ومتابعة قفزاته العلمية الكبيرة وهذه الثورة التقنية التي جعلت تدفق المعلومات سهلا وميسورا وسرعة الخبر عبر المواقع الاجتماعية ووسائل الاتصال والتواصل وهو ما حول العالم إلى قرية كونية صغيرة.
ولكن في ظل كل ذلك أصبح التعامل مع المعلومة وتلقيها يتم بابتذال دون التحقق من صحتها أو خطئها، لقد تحول معظم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى «فيسبوكيين» و«تويتريين» ومجرد متلقين للغث والجيد والمضيء والمعتم، وأصبحوا سجناء لهذا العالم الغريب الذي يعتمد على
الصورة والإبهار ولكنه لا يصنع معرفة عميقة وحقيقية تؤسس لبناء اللإنسان.
بالأمس القريب وليس البعيد كان الكل يعتمد على القراءة المباشرة حيث يمثل الكتاب المصدر الأول في المعرفة إضافة إلى المجلات الثقافية والفكرية الجادة، ولكن بعد أن تحول العالم إلى شاشة صغيرة اختصر هذا العالم في هذه الشاشة، لقد انتقل أغلبية الناس من تصفح الكتاب إلى مشاهدة الشاشة، إذ وجدنا أنفسنا أمام تويتريين وفيسبوكيين يدعون بأنهم مبدعون ومثقفون، مع أن أغلبية هؤلاء يلطشون ويسرقون أفكار وإبداع الآخرين وينسبونها إلى أنفسهم دون خجل أو حياء في غياب الرقابة وغياب الضمير وهو ما يؤكد بأن هؤلاء لم يتأسسوا علميا ولا معرفيا ولا ثقافيا، بل أصبح الجوال لديهم وهو بحجم قبضة الكف مصدر العلم والمعرفة.
على أن مجمل مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات تحمل على الكثير من الثقافة والمعرفة ولكن يظل الكتاب هو الأصل.
لقد فضحت هذه المواقع الكثير من الأسماء المعروفة ووجدنا أننا أمام فقر في الموهبة ونقص في المعرفة، وتحولت هذه المواقع إلى تصفية حسابات شخصية بأسماء حقيقية ومستعارة وتشويه للحقائق وتغييب للحقيقة، هناك شيء مضيء في هذه المواقع يمكن الاستفادة منه لصالح التحصيل
المعرفي ولكن بوعي وليس من خلال بث الأحقاد والضغائن والاستعراض الشخصي والبحث عن بطولات على حساب ما هو حقيقي.
المطلوب الاستفادة من هذه الثورة المعرفية من خلال الاستخدام الراقي والحضاري وليس الاستخدام السيئ والرديء وتكريس المضيء في هذه المواقع وليس في تكريس التفاهة.
21:24 | 27-08-2015
نافذة على فلسفة العصر
هناك أسماء في الثقافة العربية تظل، وإن توارت واختفت وراء الغيب، هي أكثر حضورا وخروجا من حالة الغياب؛ نظرا للتأثير القوي والعميق الذي أحدثته من خلال ما قدمته من ثقافة وفكر وإبداع ومعرفة.
من هذه الأسماء الكبيرة يبرز اسم المفكر الراحل الدكتور زكي نجيب محمود صاحب الكتب المهمة والتأسيسية في الفكر العربي وفي الفلسفة، منها كتبه: تجديد الفكر العربي، قصة عقل، وثقافتنا في مواجهة العصر، وغيرها التي تركز في مجملها على القضايا الفكرية والفلسفية، والتي طرح من خلالها الفكر الوضعي والمنطقي وأهمية تكريسه في الخطاب الفكري والفلسفي العربي.
مناسبة هذا الحديث عن هذا المفكر والفيلسوف المصري الكبير هو صدور الجزء الثاني من كتابه «نافذه على فلسفة العصر» الصادر في سلسلة «كتاب العربي» مؤخرا العدد 98، والذي يضم المقالات التي كان ينشرها في «مجلة العربي» الكويتية عندما كان يكتب فيها في بداية السبعينات الميلادية، وقد صدر الجزء الأول من هذا الكتاب وبنفس العنوان منذ عدة سنوات، وبالتحديد في عام 1990م العدد 127 في سلسلة «كتاب العربي».
زكي نجيب محمود مفكر ومثقف تنويري بامتياز، وهو يمثل ــ مع أسماء كبيرة في الثقافة العربية، تبدأ من ذلك الأعمى المبصر والعبقري طه حسين وسلامة موسى وعبدالرحمن بدوي وحسن حنفي، إلى فؤاد زكريا ومحمود أمين العالم ونصر حامد أبو زيد والجابري وأركون والعروي وأدونيس، وآخرين من أولئك الذين ذهبوا بعيدا وعميقا في مساءلة الثقافة العربية في ماضيها وحاضرها، وفي قراءة الواقع العربي بكل أنساقه الدينية والاجتماعية والتاريخية، وفتحوا نوافذ على ثقافة العصر في رهاناتها المختلفة والمتعددة.
هذا الكتاب يعيد ضرورة الالتفات إلى الأعمال الجليلة التي أنتجها عالم جليل ومفكر بحجم زكي نجيب محمود، الذي ظل وإلى آخر لحظة في حياته يؤسس لثقافة بقدر ما تحاول الخروج من دوائر الماضي بقدر ما تأخذ من الماضي، وهو ما اتضح جليا في كتابه «عربي بين ثقافتين»، وسط الكثير من الكتب الصادرة اليوم لمن يعرفون ولمن لا يعرفون ولمن يفكرون ولمن لا يجيدون مهارة وفريضة التفكير يصدر هذا الكتاب «نافذة على فلسفة العصر»، والذي يحتوي على أربعة أبواب، أولها في «في مذاهب الفلسفة وشخصيتها»، وثانيها «في فلسفة الخيال»، وثالثها «في فلسفة القيم» ورابعها في «تجديد الفكر العربي».. كتاب قيم.. لمفكر ومثقف كبير فقدته الحياة العربية.. وعقل تنويري تظل الثقافة العربية والواقع العربي أكثر احتياجا له من خلال كتبه ومشروعه الفكري الكبير، ذلك أن العقول الكبيرة لا تتكرر كثيرا، خصوصا ونحن نعيش في زمن مساحة الظلام تتسع لتصبح أكثر اتساعا من مساحة النور في زمن العقول المفخخة من أجل بناء مجتمع مدني حديث يعطي للمعرفة والثقافة والعلم المكانة اللائقة ويحترم قيمة العقل وقيمة الإنسان.
20:18 | 20-08-2015
المسابقات الثقافية وتسطيح المعرفة
تطل علينا القنوات العربية بعامة، والسعودية بشكل خاص، من خلال مسابقات تنشد في مجملها إشاعة العلم وتوسيع دوائر المعرفة، وتسعى جاهدة في توصيل المعلومة إلى أذهان الناس بأسلوب سهل وبطريقة سريعة، وذلك عبر القنوات الفضائية التي تدخل كل بيت ويشاهدها أفراد العائلة.
غير أن أغلب المسابقات الثقافية التي يتم تقديمها اليوم تقوم على استسهال المعلومة ومن ثم تسطيح هذه المعلومة، وهو ما يؤدي حتما إلى تسطيح ذهنية المشاهد، والذي يتلقاها بلغة سقيمة وبسرعة واستخفاف في سبيل جمع وحشد أكبر عدد من المشاهدين وكسب مشاهدة واسعة لهذه القناة أو تلك. وهذا المشاهد لا يفكر ولا يسأل، بل يتمنى الفوز بهذه الجائزة أو تلك، في حين أن المذيع نفسه هو في الغالب يقوم بتسهيل الأجوبة على المشاهد من أجل التخلص من حجم الجوائز المقدمة من الشركات والمؤسسات، وكل المسألة في مجملها ليست قائمة على الإعلاء من قيمة المعرفة والارتفاع بمستوى المشاهد وتوعيته، ولكن الهدف الأساسي هو ترويج السلعة المقدمة والجوائز التي تصل إلى أرقام عالية.
إن كل الهدف من هذه البرامج الثقافية والمسابقات ليس هو خدمة المعرفة، فالأمر هذا مستبعد تماما بدليل المذيع أو المقدم نفسه هو آخر من يعلم ومن يعرف. إن هذه البرامج والمسابقات الثقافية في مجملها لا ترتقي إلى المستوى المأمول، وهي بالتالي لا تهدف إلى تعميق المعرفة وجعلها سبيلا إلى صياغة ذهنية المشاهد ولا تسعى إلى رفع مستوى التفكير البتة.
لقد كانت البرامج والمسابقات الثقافية التي كانت تقدم في الماضي أكثر أهمية من برامج ومسابقات اليوم، وهناك نماذج رفيعة ورائعة مثل مسابقة (بنك المعلومات) التي كان يقدمها المثقف الكبير الدكتور عبدالرحمن الخطيب رحمه الله، ومسابقة (حروف) الذي كان يقدمه المذيع الرائع واللامع ماجد الشبل ــ شفاه الله. إن برامج اليوم في مجملها تعتمد على التشويق والتسويق وعلى المعلومات السطحية، وهي لا تهدف إلى خدمة الثقافة والمعرفة ومن ثم الارتقاء بوعي الفرد أبدا، بل على التسطيح وتغيب الوعي.
20:32 | 14-08-2015
العرب وأزمنة الموت
لم يعد في الواقع العربي مساحة للفرح، حتى الفرح نفسه أصبحت تلفه سحب الرماد والخوف. كأنما البحث عن ابتسامة صغيرة هو بحث عن المستحيل. هكذا اختلطت أزمنة الفرح بأزمنة الحزن.
ذلك أن البلداء وحدهم هم الذين لا يحزنون لما يجري ويدور في عالم عربي يضيع فيه الأمل تحت قوة الألم. يحلمون عن مستقبل مضيء وخلاق وعن مجتمعٍ لا مكان فيه للحقد والضغينة والدسائس. مجتمع يسود فيه الوئام والسلام وحوار العقول، لا حوار البنادق والمدافع وقتل الأبرياء واستباحة الأرض.
إنه زمن الألم بامتياز إذ أينما تلفت لا تسمع إلا صوت الرصاص، وأصبح الولاء للحزب والطائفة والمذهب يتقدم على الولاء للدولة والوطن. ولبنان هو النموذج الواضح والصارخ هنا.
وما فعلته كذلك ميليشيات الحوثي في اليمن حيث الاعتداء والقفز على شرعية الدولة، من أجل إقامة دولة بمعايير ومقاييس إيرانية.
هكذا هو زمن الموت الأكثر حضورا في حياتنا والأكثر مشاهدة في كل وسائل الإعلام. حيث لا ترى إلا صور أشلاء الأطفال والشيوخ والنساء والأرامل والتي تحتل أبرز الأخبار في العالم. من سوريا حيث أصبح هذا البلد بقايا لدولة كانت تضيء بالتاريخ، حيث تم إلغاء الماضي والحاضر وانمحى كل شيء . ودخلت سوريا في تِيه الهوية وضياع التاريخ وهو ما ينطبق تماما على العراق واليمن. وكل هذا يحدث بفعل خداع السياسة ومؤامرات الداخل والخارج.
ومن مصر إلى اليمن إلى ليبيا وبقية دول الخراب العربي وليس الربيع العربي، أصبح الموت يتم بإسم الايديولوجيا الظلامية. إذ أصبح حالة يومية اعتيادية، لا يحرك ساكنا ولا يهـز ضميرا. كما يفعل تنظيم «داعش» وبقية التنظيمات الظلامية الأخرى.
دول تسقط اليوم كانت تملك تاريخا وتراثا وثقافة، تسقط في الموت اليومي والمجاني والاقتتال بحثا عن طموحات سياسية فاشلة مرتهنة ومرتبطة بإيديولوجيات مذهبية، وخير مثال على ذلك ميليشيا الحوثيين في اليمن. لقد أصبح الموت هو الهوية لهذه البلدان، فقد استبدلتها عوضا عن هوياتها التاريخية والثقافية والحضارية كأنما الموت هو واجهتها وهويتها أيضا.
وكما قال الشاعر العربي الكبير أدونيس «هذا زمن الموت ولكن كل موتٍ فيهِ موت عربي».
وأخيرا.. لقد دخل العرب أزمنة الموت وهو موت حضاري يشوه التاريخ ويمزق الجغرافيا بدلا من بناء مجتمعات حديثة أكثر أمانا واطمئنانا وأكثر بناء للراهن والمستقبل بالعلم والمعرفة..
20:34 | 6-08-2015
«سيلفي» و«داعش» والعقول الفارغة
من أتعس الأمور في الحياة مواجهة الأفكار التي من شأنها إعاقة تطور المجتمعات نحو ما هو أفضل، وليس هناك أسوأ أيضا من أن تحارب وتناضل من أجل أن يكون المجتمع في وضع أجمل وأكثر ذهابا إلى المستقبل لا أكثر رجوعا إلى الماضي.
الذهاب للمستقبل هو إيذان وإعلان عن رغبة حقيقية عند أفراد المجتمع لتعزيز مسألة البناء والتنمية وإعمار الأرض، وحب الحياة لا كراهية هذه الحياة، من جانب آخر لا ينبغي الرجوع للماضي والنظر إلى هذا الماضي برؤية تقديسية إلا في حالة الاستفادة من جوانبه المضيئة والمفيدة والإيجابية لا جعله نموذجا ومثالا في جوانبه المظلمة في حياة جديدة ومعاصرة.
إن الفكر الذي يقوم عليه تنظيم (داعش) وتنظيم (القاعدة) وكل التنظيمات التكفيرية التي تأسست وقامت على معاداة الحياة المدنية والحداثة والتجديد، والنظر إلى المجتمع نظرة تأتي من التاريخ السحيق وعصور الظلام وليس من نافذة الحاضر والمستقبل، ذلك أنهم يشوهون الصورة الحقيقية والمضيئة للدين وتعاليمه وأدبياته العالية، إذ أن الإسلام هو دين حضارة ومعرفة وعلم، وليس دين الإقصاء وإلغاء الآخر وعزل المرأة ونفيها وإلغاء دورها.
السؤال هو من أين أطل هؤلاء الذين يقدمون الدين اليوم بطريقة مختلفة وبطرق بشعة هدفها العنف والقتل عبر هذا الفكر الداعشي الأسود، الذي يجد تعاطفا وتشجيعا من بعض أصحاب العقول الفارغة والصغيرة، الذين غابت عنهم فريضة التفكير وحضر لديهم التكفير، هي تلك العقول التي لا تستوعب ولا تستقبل إلا الأفكار الصغيرة لذلك يظل تفكيرها صغيرا واهتماماتها صغيرة وقضاياها صغيرة أيضا.
ومن هنا ينبغي أن تكون هناك حملة تقودها المؤسسات الثقافية والتربوية والتعليمية في كافة قطاعاتها ومستوياتها لمحاربة أصحاب الأفكار الهدامة والمريضة والسوداء الذين يمثلون النموذج السيئ للدين وهو نموذج (داعش).
لقد كشفت حلقات مسلسل (سيلفي) التي يقودها الممثل المبدع والوطني ناصر القصبي وبكتابة الزميل الكاتب خلف الحربي والتي أثارت ضجة داخل المجتمع السعودي والعربي بأن هناك دواعش يطلون برؤوسهم من بين الخرائب ويحملون عقولا خاوية وأفكارا مدججة بالسواد والخراب الفكري، وآن الأوان لمحاربتهم ومواجهتهم حتى يأمن الوطن شرهم وخبث نواياهم.
ليكن دور المؤسسات الثقافية والتعليمية والتربوية في مواجهة أصحاب هذه العقول الفارغة والخربة وهي مسؤولية وطنية بامتياز ويساهم في هذه الحملة أصحاب الفكر والثقافة والمعرفة، من أجل تصحيح هذه الأفكار الداعشية ومواجهتها على المستويات الأمنية والفكرية والثقافية والتربوية أيضا من أجل حماية الأجيال والوطن.
18:47 | 9-07-2015
الإرهاب وجوه وأقنعة
أصبح الإرهاب هو حديث العالم، وهو الهاجس الأول لكل الدول والمجتمعات، ولم يعد خافيا على أحد أن هذا الإرهاب له وجوه وأقنعة مختلفة اليوم، ظاهرة وباطنة، معلومة وخافية، وأن هناك تصاعدا للعمليات الإرهابية بشكل لافت، يتخذ أشكالا وألوانا شتى في تنفيذ هذه العمليات خاصة في المساجد وأماكن العبادة. تبين لنا هذه الحوادث الأخيرة في المملكة والكويت وتونس وأخيرا في مصر بعد انفجار مروع أدى إلى اغتيال المستشار هشام بركات أن درجة الدقة والتنظيم المتناهية في تنفيذ هذه العمليات الإرهابية ومن ثم توقيت هذا التنفيذ، يؤكدان أن كل هذه العمليات الإرهابية تتم في تراتبية واضحة وجلية، بدءا من المحرضين والممولين والمخططين والمنفذين، من أجل الوصول إلى هدف واحد وهو إيصال الرسالة إلى الطرف الآخر الخصم في أسلوب تخويفي وترهيبي لزرع الذعر والرعب تحت غطاء لغة الدين التبريرية وتمرير تلك المصالح والغايات وصولا إلى الأحلام التي يؤمنون بها. إن كل هذه العمليات الإرهابية تدعمها وتمولها منظمات ومليشيات حزبية تعمل لصالح دول.
ولكن الذي ينبغي التوقف عنده هنا هو استخدام هؤلاء السذج والجهلة والبسطاء في تنفيذ هذه العمليات الإرهابية كوقود وهم في مجملهم شباب كان ينتظرهم مستقبل أكثر جمالا وبهاء وقيمة لو أنهم وظفو قدراتهم وإمكانياتهم ومواهبهم فيما هو أنفع وأجدى لصالح مجتمعاتهم وأوطانهم في العلم والمعرفة. لقد تعرض هولاء لبرمجة ذهنية قائمة على التكفير لذلك تحولوا إلى أدوات تدمير بدلا من أن يكونوا أدوات تعمير.
لقد أصبح الإرهاب مصدر خوف وقلق للجميع، ولا حل إلا بالمواجهة الفكرية والثقافية، وإعادة النظر في الخطاب الديني المتطرف وفي المناهج التربوية والتعليمية. من هنا لا بد أن تكون المواجهة تتركز في مواجهة الفكر المتطرف بالفكر المستنير ضد هذه الأفكار السوداء والعقول المفخخة وهو ما يحتاج إلى يقظة وطنية واجتماعية من أجل حماية الأوطان أرضا وبشرا.
19:42 | 2-07-2015
الحاجة إلى عاصفة العلم
لا شك أن العرب اليوم هم أكثر احتياجا إلى عاصفة العلم والعقل والمعرفة لكي يكون لهم حضور على ساحة هذا العالم من خلال امتلاكهم القوة العلمية والمعرفية وإعلاء سلطة العقل وإشاعة قيم الحوار الفكري والثقافي والسياسي وبناء جامعات حديثة لا تقل أهمية وتقدما عن الجامعات العالمية والمراكز العلمية وتشجيع البحث العلمي واحترام العقول وإنزال العلماء وأصحاب الفكر المكانة التي يستحقونها بحيث يصبح للعلم موقع متقدم في المجتمعات العربية.
إن العالم العربي يضم في مجتمعاته كفاءات وقدرات علمية وثقافية كبيرة والعقل العربي لا يقل كفاءة وقدرة عن العقل الأمريكي والأوروبي والصيني أو الياباني ولكن البيئة الاجتماعية العربية الحاضنة لهذه الكفاءات والقدرات والعقول في العالم العربي في مجملها ليست بيئات حاضنة ولا مشجعة ولا محفزة على الابتكار والإبداع بل هي في مجملها بيئات محبطة وتحارب كل عقل يفكر ويبدع.
ولكي ينهض العرب والمسلمون ويصبح لهم شأن في العالم المتقدم لابد من الأخذ بأسباب التقدم والتحضر من أجل الخروج من الظلام والفكر التكفيري وزمن الميليشيات، من حزب الله إلى أنصار الله من الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش من أجل تأسيس وبناء مجتمعات عربية حديثة..
من هنا لابد من تصحيح الأفكار وغسل العقول المفخخة وجعلها أكثر ذهابا إلى المستقبل لا أكثر رجوعا إلى الماضي.. وأكثر انتكاسا وسقوطا وظلامية.. فقط نحن بحاجة إلى مشروع علمي وثقافي ومعرفي عربي كبير يكون بمثابة عاصفة، وقد أسميتها عاصفة العلم..
إننا بالعلم وحده يمكننا أن نسود وأن يكون لنا موقع في هذا العالم لا بالفكر الديني المتشدد.. وبقيم التقدم لا بقيم التخلف.
19:05 | 25-06-2015
بدر كريم اسم وتاريخ
ربطتني بالدكتور بدر كريم رحمه الله علاقة امتدت لسنوات طويلة، تداخل فيها ما هو عملي مع ما هو شخصي، منذ اللحظة الأولى التي عملت فيها وتعاملت معها مع «عكاظ»، عندما كنت مراسلا لها في مدينة جازان، ومسؤولا عن مكتبها ايضا. في تلك الفترة وجدت نفسي أمام أسماء كبيرة وبارزة، منهم الدكتور بدر كريم، والذي كان يعمل نائبا لرئيس التحرير الدكتور هاشم عبده هاشم في تلك البدايات.
لم اكن أصدق في البداية أنني أمام هذا الرجل عندما دخلت عليه في مكتبه في المبنى القديم للصحيفة، ذلك لأن لبدر كريم حضورا ودويا إذاعيا وإعلاميا لافتا، لقد كان نجم الإعلام الصوتي والمرئي الأول في ذلك الزمن الجميل. وأنا اعتبره أحد أشهر وأهم الأسماء في تاريخ الإعلام بشكل عام والإذاعة والتلفزيون بشكل خاص.
كان لقائي به من البدايات المؤثرة في بداية عملي في الصحافة، والتي قدر لنا فيها كجيل جديد أن نرى أسماء كبيرة في «عكاظ»، بداية من معالي الأستاذ اياد مدني، الى الأستاذ رضا لاري رحمه الله، اضافة الى أسماء كبيرة كانت تزور «عكاظ» في مناسبات ثقافية، منهم الأساتذة الكبار محمد حسين زيدان، وعزيز ضياء، والمفكر أحمد الشيباني وآخرون رحمهم الله جميعا.
عندما دخلت على بدر كريم في مكتبه لأول مرة، وجدت نفسي أمام شخصية متميزة، ذات صوت رخيم يمثل ذلك الصوت هويته بامتياز، ولأول مرة في حياتي ارى (الغليون) الذي كان يمثل أحد أبرز ملامح شخصيته، كنت حينها وأنا القادم من جازان أمام (غليون) بدر كريم و (السيجار الهافاني) لرضا لاري.
انتقلت العلاقة من الزمالة الأولى مع هؤلاء الكبار إلى التجاور في الكتابة في الصحيفة.
لقد كان يحرص على التدقيق اللغوي، وعلى وضع المفردات في مكانها الصحيح، والذي ينبغي أن تكون، وفي الموقع التي تعبر عنه. وكان لا يميل الى الآراء الشخصية والتعميمية والقطعية في مناقشة القضايا، وفي شخصنة هذه القضايا، أحب جازان وأحبوه من خلال برنامجه الشهير (طلابنا في الميدان)، حيث زار جازان في زيارة شهيرة للمنطقة وتجول فيها وكتب عنها آنذاك، وقدم حلقات لهذا البرنامج. واحدثت زيارته صدى كبيرا ومؤثرا. بدر كريم يمثل صفحة مضيئة وناصعة في تاريخ الإعلام السعودي. اذ تمّز بعصامية جعلت منه النموذج والمثال، وارتقى في عمله الإعلامي من مذيع ذائع الصيت الى أستاذ الإعلام في جامعة محمد بن سعود الإسلامية. ثم عضوا في مجلس الشورى لسنوات. ارتبط اسمه بجولات الملك الفيصل رحمه الله وزياراته التاريخية، وقد سجل هذه التجربة في كتابه (سنوات مع الفيصل) وكتب سيرته العملية والاعلامية في الجزء الأول من كتابه (أتذكر).
أتذكره فأتذكر الجيل الذهبي للإذاعة والتلفزيون.
18:15 | 18-06-2015
اقرأ المزيد