أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/389.jpg&w=220&q=100&f=webp

ظافر العجمي

هل أصابنا النووي الإيراني بمتلازمة ستوكهولم !

في تفاصيل اتفاق فيينا بين إيران ومجموعة (5+1) تتكشف لنا مفاجآت مفزعة ستقوي بالتأكيد نزعة الهيمنة لدى طهران والتصرف بطريقة قهرية أكثر منها إقناعية مع دول جوارها الإقليمي. كما سيكون لها انعكاسات مستدامة على أمن الخليج العربي، فلعقود خلت كانت دولنا ضحية «اللايقينية المرعبة» جراء طموح نووي غير شفاف، كما كانت هدف تغلغل الايرانيين السافر في شؤونها الداخلية، واحتلال جزرها، والمماطلة بحل خلافات الحدود البحرية. بالإضافة لتحريكها خلايا الشغب، وهندسة شبكات التجسس، ثم كثرة عقد المناورات العسكرية لنشر عدم الاستقرار في مياه الخليج مهددة بإغلاق هرمز كأداة ضغط في علاقاتها الدولية. وليس هذا ضرب من «فنتازيا» فكرية سوداوية بل واقع من صفحة العلاقات الخليجية الإيرانية.
وحين نقلب الصفحة باتجاه حلفائنا الغربيين لا نستطيع أن نشيد للأوهام بيتا على البقعة الضيقة البائسة بين موقفهم والموقف الإيراني حيال البرنامج النووي، فالاتفاق كشف دلالة استبعادنا من المفاوضات، كما حفظت الإنجازات النووية لطهران بعد مؤتمرات شاقة، فمن حقها التخصيب والاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي. وبدفعة واحدة رفع الحظر بأشكاله الاقتصادية والمالية والمصرفية والنفطية. كما ألغي طلب وقف برنامج الصواريخ الباليستية، وانحصر المنع في تصاميم الصواريخ القادرة على حمل السلاح النووي فقط. وسمح لها بتوريد وتصدير السلاح. بل إن التوابع الزلزالية للخيبة مازالت تتوالى مهشمة الثقة بين دول المنطقة.
يدخل إيريك أولسون بنكا في ستوكهولم 23 أغسطس 1973م. ويقوم مع مساعده باحتجاز 4 موظفين 6 أيام. وعند محاولة إنقاذهم يقاوم الضحايا رجال الأمن ويرفضون ترك خاطفيهم. بل ويجمعون لاحقا التبرعات للدفاع عن الخاطفين. وما حدث كما يقول المختصون أن الضحية يصاب بالرعب فتبدأ لديه حيلة نفسية غير واعية فيحب من يضطهده ويلتصق به. حيث إن أي تعامل لين من قبل الظالم يزيد من حبه لهم لأنه يضخم من قيمة أي شيء طيب يقدم له. وقد لا يتعدى ان الظالم أبقاه حيا. ويتطلب علاج المصاب بمتلازمة ستوكهولم Stockholm syndrome تقديم الدعم للمصاب وإخراجه من عزلته. وإعادة صياغة معاني السلوك الأخلاقي ومفاهيم الشر والخير.

بالعجمي الفصيح.

إذا لم يكن ما تقرؤون محزنا ونحن نسمع تهنئة بعض دول الخليج لإيران بالاتفاق النووي بدل إعلان الوحدة الخليجية كرد على الغبن فأين تكمن التراجيدية!

@z4alajmi
21:41 | 21-07-2015

هُدْنَةٌ على دخَن

انهارت هدنة الأيام الستة في اليمن قبل أن تبدأ، وكان من بذور انهيارها كونها «هدنة على دخنٍ» كما جاء في الحديث الشريف، حيث لا ترجع قلوب المتخاصمين على ما كانت عليه ولا يصفو بعضها لبعض. لقد كان متوقعا أن تحالف الحوثة/صالح سيطلبون وقف إطلاق النار لتفادي الانهيار العسكري كما في الهدنة الماضية، فوافقت الحكومة الشرعية لدوافع إنسانية. لكن المراقب لما يجري في اليمن يدرك أن الأزمة لا يحلها مبعوث أو مؤتمر أو هدنة.
لقد ذهب الزياني في وقت مبكر ولم تنجح المبادرة الخليجية لكثرة الخناجر اليمنية، وكأن لديها ظمأ هائل لا يرتوي للعنف. ثم عمل المبعوث الدولي جمال بن عمر لوقف القتال دعما لقرار مجلس الأمن 2216 محاولا خلق هدنة للتحول الانتقالي ولم ينجح. وهاهو المبعوث الحالي إسماعيل ولد الشيخ احمد يحاول تجميد القتال لأسباب إنسانية . ورغم أن تاريخ العلاقات الدولية يزخر بأكثر من مبعوث دولي خلق من نفسه رقما صعبا في الأزمات؛ إلا أن ذلك لم يتحقق، فقد اتهم بعضهم بالانحياز، أو أنه ارتدى دورا فضفاضا عليه لغياب دعم مجلس الأمن إلا من «قلق» يوزعه بان كي مون في ثنايا خطبه دون أن يردع ذلك القوى الإقليمية والدولية عن التدخل المصلحي السافر في الأزمة. كما يمكننا القول دون وجل إن ما عقد من لقاءات ومؤتمرات في داخل اليمن وخارجه من أجل القضية اليمنية يفوق عدد المؤتمرات التي عقدت من أجل القضية الفلسطينية بحكم تعنت الصهاينة، وقابلها الموافقات الفورية من كافة الأطراف في صنعاء لإشباع الإعلام، ولعلمهم أنه لن تكون عليهم التزامات من مخرجات اللقاءات الصاخبة.

بالعجمي الفصيح

إن النزعة الفوضوية التي طبعت الأزمة اليمنية قد أدت لمقتل 4000 شخص وهجر 1.5 مليون نسمة ومثلهم يواجهون المجاعة ونقص الدواء؛ فما الحل إذا كانت الأزمة اليمنية لا يحلها مبعوث أو مؤتمر أو هدنة؟
في وقت سابق كنا نتبنى أن من يجيب على هذا السؤال هم أصحاب نظريات العلاقات الدولية الفاصلة، فنهرب وكأن السؤال لا يعنينا. أما الآن ووفق حسابات المنطق البسيط ولحين استعادة اليمنيين لرشدهم السياسي، ورغم أننا لسنا دعاة حرب إلا أن ثمة مؤشرات تقرأ لصالح استمرار الحرب لفتح انسداد أفق الدبلوماسية المغلق.

18:42 | 14-07-2015