أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/262.jpg&w=220&q=100&f=webp

فهد البندر

الهلال.. ابن الوطن البارّ

تفتخر الدول بأبطالها وكنوزها وإرثها وتاريخها وكل ما يدعو للفخر والافتخار فيها.

وفي كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى على كوكب الأرض، تبرز عدة أسماء فيها، مثل بايرن ميونيخ في ألمانيا، وريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا، ومانشستر يونايتد وتشيلسي في إنجلترا، ويوفنتوس وميلان في إيطاليا، وساوباولو وسانتوس في البرازيل، وريفربليت وبوكاجونيورز في الأرجنتين، وسيلتك في اسكتلندا، وأياكس في هولندا، وفي أفريقيا الأهلي والزمالك في مصر، والترجي الرياضي والأفريقي في تونس، والمولودية ووفاق سطيف في الجزائر،

والوداد والرجاء في المغرب، والهلال والاتحاد والعين وبوهانج وكاشيما أنتلرز في آسيا، تفتخر بها السعودية والإمارات وكوريا واليابان، وغيرها من الدول تفتخر كذلك بعدة مفاخر أخرى.

الهلال السعودي أحد أنجح الأندية الرياضية في الوطن العربي، وله عشاق من المحيط إلى الخليج، تنبض قلوبهم بحبه ويهتفون باسمه ليل نهار، ويفتخرون به ويرونه متعة الناظر وحبيب الجماهير.

هذا النادي الستيني، حين نقارنه بأقرانه، نجد أنه تجاوز الجميع حين حقق 60 بطولة وربما تزيد، عندما يتم احتساب البطولات التي لا تنضوي تحت لواء "فيفا" سيدة كرة القدم العالمية.

أمس الأول السبت حقق الهلال البطولة الاستثنائية في السعودية، التي اكتنفتها ظروف قاسية تمثّلت في التوقفات، والإصابات، والمشاركات الخارجية على المستوى القاري والعالمي، لكن الزعيم الآسيوي الكبير بلاعبيه وجهازيه الفني والإداري تغلبوا على كل المعوقات، وفازوا بالدوري السعودي للمحترفين، على كأس الأمير محمد بن سلمان حبيب الشباب السعودي ومفخرته.

الهلال الاسم الذهبي في الكرة السعودية والقدوة في الرياضة بشكلٍ عام، يفتخر به السعوديون والعرب، وكل من شرب من مشاربه من الجنسيات الأخرى، مستمرٌّ في تغذية المنتخبات الوطنية باللاعبين الأفذاذ الذين فازوا بجوائز قارية وإقليمية ورفعوا راية الوطن الخضراء خفاقةً، احتفل بهم ولي العهد نهاية العام الماضي بكأس الأبطال الآسيوية، وهتف السعوديون قاطبةً بهذا المنجز الذي يعتبر فخراً للسعوديين بين دول آسيا، وفخراً للعرب من عشاق هذا النادي العظيم.

حينما نتذكر الأسماء الذهبية التي قدّمها الهلال للوطن لا يسعها هذا المقال، وهم مشاهير الكرة السعودية مع زملائهم القلة من الأندية الأخرى.

الهلال بطلٌ في كل سنين عمره، والدليل بطولاته الـ60 التي حققها وارتفع بها كثيراً عن أقرانه من أندية المنطقة.

يقف الهلال شامخاً مزهوّاً، ترقبه عيون المحبين وتنبض بحبه أفئدتهم، وتلهج ألسنتهم باسمه مردّدين: نعم نعم هذا الهلال.. أقوال وأفعال ورجال.. تطول وتهزّ الجبال.

الفخر للوطن وبه وبهلاله الذي يرفع رايته الخضراء دائماً.. والهلال سيّد ووطننا سيّد السادات.

fahadalbandar@
00:46 | 31-08-2020

فساد الرأي الرياضي

أفتش في جميع وسائل الإعلام السعودية أو بالأحرى المحسوبة على السعودية فلا أرى رأياً رياضياً بنّاءً، وجد كاتبه مشكلةً فسارع لطرحها وإيجاد الحلول لها، وجُلّ الكُتّاب فيها يكتبون من مدرجات فرقهم التي يشجعونها، هذا يدافع عن حقّ فريقه المسلوب -حسب نظره- وذاك ينافح عن فريقه الذي لم ينصفه الحكم، والآخر يحارب من أجل لقبٍ لا يستحقه إلا فريقه (البطل غير المتوّج)، وآخر يستصغر منجزات فريق منافس ويزدري كل ما يحيط به.
لم أجد طرحاً يستحق أن يتبوأ مكانة المقال الرياضي الهادف البنّاء الذي يحمل رأياً أو آراء تنعكس إيجاباً على الرياضة في بلادنا بشكلٍ عام ويستفيد منها الشباب ويبنون خططهم عليها ويقتدون بعقل صاحبها النيّر.
حتى الرجال حاملو الدرجات العلمية العالية الذين يعوّل عليهم المجتمع ويتأمل أن تكون لهم بصمات في خدمته في شتى جوانب الحياة لم يأتوا إلا بما جاء به (كاتب المدرّج)، وهم في نهاية المطاف مجرّد (شمّامي مؤامرات دنيئة)، لا يرونها بأعينهم ولا يسمعونها بآذانهم ولا يجدون لها آثاراً، بل يحسّونها بحاسّة الشمّ!
يتهمون رياضة بلادنا بالفساد ويسيئون لكل الرياضيين، ويشككون في كل المنجزات الوطنية السابقة وسيستمر تشكيكهم في المنجزات اللاحقة، ويبنون اتهاماتهم على توقعاتهم التي لا تستند على ما يشفع لهم أمام عقلاء المجتمع.
ليت هذه الشكوك في محلها والمشكلات قائمة ومرئية رأي العين حتى تتضافر الجهود وتتكاتف العزوم على إصلاح خللها فنشكر مكتشفها ومن أوجد الحلول للقضاء عليها.
المنتخب على أبواب كأس العالم ويحتاج وقفةً صادقةً من جميع المواطنين سواء كانوا مسؤولين أم رياضيين أو حتى مجرد متابعين، وليس إثارة الأزمات والبلبلة وتشتيت أذهان لاعبيه،
والدوري للتوّ ابتدأ وتبقى منه أربع وعشرون جولةً، وهاتان الجولتان اللتان تصدر بهما بطل العام الماضي ووصيفه وصاحب المركز الثالث وكلهم متساوون في عدد النقاط، وكأن دوري العام الماضي ما زال مستمراً على ترتيبه الذي انتهى عليه، كيف لهذه الحقائق الصامدة أن تهتز أو تتغيّر إلا في العقول الخربة الموبوءة التي يحدوها عن تحقيق أهدافها الإيمان بنظرية المؤامرة.
وقعت حادثة الشمّ (التي لم يذكر مثلها في البلاد) فاقتادت على آثارها الحمقى والرعاع والسذّج فصفقوا وفرحوا وهللوا واستبشروا.
ولا أدري ما الذي أفرحهم ونحن نفيق على خبر كارثة وقع علينا كالصاعقة، مفاده أن رياضتنا بها مؤامرات دنيئة وفساد، حتى وإن كان الخبر محض افتراء، لكنه مؤلمٌ والفرح به سفاهة عقل.
ليتني أرى في مقبل الأيام طرحاً حقيقياً لمشكلة أو لمشكلات في رياضتنا ويُتبع هذا الطرح بحلول يستفيد منها الجميع رياضيين وصحفيين وكتّاب ومواطنين عاديّين، ولعل مَن وجد مشكلةً ألا يتوقف عند باب تويتر (متفذلكاً) ومتهكماً بأهل وطنه ومسيئاً لهم بين أقرانهم في الدول الأخرى، بل عليه طرق الأبواب كلها بدءاً بباب الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين ومروراً بباب ولي عهده وباب ولي ولي عهده وانتهاءً بباب رئيس هيئة الرياضة وأبواب أخرى كلها لم توصد، وإبداء وجهة نظره ورأيه حول المشكلة إن كان صادقاً مهتمّاً بمشكلات الوطن ومتجرداً من ميول المدرّج التي أشكّ بل إني على يقين أن عدم التجرّد منها هو السبب الرئيس وراء فساد الرأي الرياضي في بلادنا.
وقفة:
لست مع تكميم الأفواه لكنّي أرى أن الإنسان مقيّدٌ بجرائر لسانه ويده، ويجب أن يعي أن سيادة القانون كامنةٌ له في كلّ السّبُل.
21:50 | 1-09-2016

أسلحة في أيدي مدنيين.. ما السبب؟

تنعم المملكة بفضل جهود قادتها ويقظة أجهزتها الأمنية بنعمة الأمن كواحدة من أعظم النعم التي بقيت تمثل لعددٍ من دول العالم هاجساً وإشكالاً في حال فقدها، وأمراً يضع كل أشكال الشرعية في تلك البلدان على المحك كلما تراجع مستوى السلم المدني وزاد العنف، كما أنه يضع المختصين في حيرة فيما يتعلق بقياس رفاهية المجتمعات، وأن القيم الأخرى من ثراء وتقدم صناعي ومعرفي وتحسن في الصحة تبقى قيماً هشة إذا ما فقدت الأمان بشقيه، الجسدي والنفسي، وإذا ما تطرقنا لأحد منغصات الأمن والأمان في العالم، بالإضافة للإرهاب، وتمعّنا في الجدل الحاصل في بعض الدول المتقدمة مثل أمريكا وألمانيا وبريطانيا بشأن توفر السلاح في أيدي المراهقين وما ترتب على ذلك من وقائع دامية، ومحاولات تلك الدول للحد من انتشار الأسلحة لوجدنا كل ذلك بمثابة جرس إنذار لنا في بلادنا، مع أن الجهات الأمنية قطعت شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه ولم يتبق لها سوى متابعة الوصول إلى التطبيق الفعلي للقوانين بالتضامن مع الجهات الأخرى ذات العلاقة.
وما نلمسه اليوم من جرائم إطلاق نار في المملكة وخاصة بين المراهقين ومعرفة المواطن بتوفر السلاح في أيديهم، يوجب إعادة النظر في دور الجهات الأمنية لمنع السلاح غير المرخص ونزع التراخيص في حالة الإخلال بضوابط الاستخدام وجعل المنع حقيقياً لا مجرد حبر على ورق.
إن الجهات الأمنية الباسلة التي بذلت الغالي والنفيس للدفاع عن البلاد من شر الإرهاب ودحضت شراذم الفتنة وأعوانها لن تقف عاجزة عن وضع آليات جديدة للقضاء على هذه الظاهرة التي تتغذى من معين العنف وتشترك في تهديد السلم المدني، ولن تتردد في ردع المتاجرين بالأسلحة ورصد الميزانيات اللازمة لمشروع «شوارع بلا سلاح»، وكذلك دور الجهات الإعلامية في التوعية ونشر قيم السلم المدني وجعله حاجة وضرورة.
فعلى مؤسسات الإعلام والنخب الفكرية الوطنية نشر مبادئ تؤسس لثقافة رفض انتشار السلاح، وتؤكد أن المجتمع بعد قرن من التوحيد، أصبح مجتمعاً مدنياً يقدر نعمة الأمن وسيادة القانون، وأن جشع المتكسبين بتجارة السلاح وتهريبه، وبعض ملاك القنوات، تصب في الحرب على الوطن والمواطن وتهدد الأمن.
إن الجريمة المتمثلة في صناعة وعي مشوّه لدى الشاب السعودي لم تأت من فراغ بل تضامنت فيها عوامل عديدة تجمع بين التهاون في تطبيق القانون والتراجع عن توعية أبنائنا وتركهم فيما يشبه «الردّة الحضارية» يقدسون العنف والدماء حتى أصبح بعضهم صيداً سهلاً للجماعات المغرضة والمعادية للوطن وأداة لتنفيذ نشر الفوضى في ظل وفرة السلاح وإن كانت على نطاق محدود.
وكذلك دور الجهات التعليمية والتربوية في نشر قيم السلم في مناهجنا التعليمية وضرورة تحويل بوصلة الفخر والتفاخر العشائري والمناطقي إلى قيم عصرية مثل الإبداع والاختراع لخدمة البشرية بالخير.
إن تمجيد السيوف والبنادق والمعارك والغزوات والنهب والسلب والكسب غير المشروع إن لم يكن يتوفر بشكل صريح في المناهج الخاضعة للرقابة الحكومية فقد يتوفر في عقول بعض المعلمين الذين عجزوا عن الاندماج في الرسالة الوطنيّة وعن الاحتفاظ برؤاهم الذاتية لأنفسهم بل نجحوا في تصدير وعيهم الهزيل وانتكاساتهم الشخصية إلى التلاميذ حتى أصبح الطالب المثالي لا يقاس بالمواهب والمهارات في العلم والمعرفة بقدر ما يقاس بأنه «فتوة الحارة» الذي يمتلك عضلاتٍ وسجل مضاربات فقط.
يجب وضع خطة واضحة الغايات وبرامج قابلة للقياس لمراقبة المدارس المتسمة بالعنف ووضعها تحت المجهر وملاحقة عوامل تهديد السلم المدني فيها، لأن بيئات كهذه ستكون أقل نصيباً في توعية المجتمع بضرورة المحافظة على نعمة الأمن والأمان في صورتها المدنية المتمثلة في ثقافة القانون والالتزام بالأنظمة وتجنب بناء وطن يشبه «حارة كل من إيدو إلو».
إنه لا يكفي لجعل القوانين واقعاً معاشاً أن توضع على الأدراج ويعاد لها عند الضرورة بل تحتاج إلى متابعة وخطط للتأكد من سيادة القانون والاستعانة بمؤشرات لقياس أداء الجهات الأمنية ونتائج أعمالها والوقوف على نتائج الإحصائيات ومراجعة الخلل وتقبل النقد البناء والتعاون بين مؤسسات الأمن ومؤسسات الإعلام والتعليم في الدفع بالأجيال إلى مقاطعة الماضي الذي كان قبل تأسيس هذ الدولة أقرب إلى شريعة الغاب التي عاش فيها الإنسان منبتّاً لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع!

fahadalbandar@

21:43 | 12-08-2016