أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/229.jpg&w=220&q=100&f=webp

خلف الحربي

مراعاة ظروف الملياردير !

اسمحوا لي أن أجري اختبارا بسيطا يمكن من خلاله معرفة ما إذا كنتم تمتلكون مشاعر وأحاسيس تقليدية قديمة أكل عليها الدهر وشرب، أم أنها مشاعر عصرية متطورة تتناسب مع التطور التكنولوجي العالمي، الاختبار يتلخص في وضعكم أمام رجلين: الأول موظف أو عامل لا يكفيه راتبه الزهيد حتى منتصف الشهر، ورغم ذلك فصل من وظيفته هذه فجأة ووجد نفسه في الشارع، والثاني ملياردير مرموق تعثر في عدد من المشاريع ومنيّ ببعض الخسائر ويحتاج إلى تعويض خسائره بأسرع وقت ممكن للحاق بصفقة جديدة.
إذا كنتم سوف تتعاطفون مع الموظف المفصول الذي لا يعرف كيف سيلبي احتياجات عائلته فأنتم بالتأكيد تمتلكون مشاعر قديمة تحتاجون إلى تحديثها في أقرب محل لبيع الجوالات، فطبيعة العصر العجيبة تفترض أن تتعاطفوا مع الملياردير، لأنه نادر الوجود واستمرار خسائره قد تخفيه تماما من قوائم زملائه المليارديرية، أما الموظف المفصول (الكحيان) فهو يستطيع العثور على وظيفة أخرى أو (يبسط) بشاحنة بطيخ في الطريق العام ويعود مواطنا كادحا مثلما كان من قبل.
قد تكون معادلة غريبة في نظر من يحملون مشاعر وأحاسيس بشرية قديمة، ولكننا اليوم تجاوزنا هذه الطرق (المستهلكة) في الإحساس، فقد شاهدنا أكثر من شركة عملاقة تصل قيمة بعض مشاريعها إلى عشرات المليارات تلقي بموظفيها وعمالها البسطاء في الشارع في هروب علني من المسؤولية القانونية والأخلاقية ورغم ذلك لا أحد يلتفت إلى المفصولين (لأنه يمكن توفيرهم في أي وقت) وتتركز الأعين على مصير الشركة التي حصدت المليارات عبر السنين، وليس ثمة دليل على ذلك أبلغ مما قامت به شركة (سعودي أوجيه) بعد أن تخلصت من 1300 موظف في مجمع طباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة بحجة انتهاء عقدها، وأنها لن تستمر في المشروع الذي كانت مهيمنة عليه منذ سنوات طويلة، ولم تلتفت الشركة أبدا لمطالبات هؤلاء الموظفين بحقوقهم باعتبار أنها شركة (خسرانة ومسكينة)، وبينما الموظفون المفصولون يهيمون في شوارع المدينة بحثا عمن يستقبل شكواهم يتم الإعلان عن خبر جديد (نشرته «عكاظ») ملخصه أن الشركة فازت بعقد جديد لتشغيل المجمع لمدة 5 سنوات قادمة بعد فوزها على 6 شركات منافسة.. (ممتاز جدا.. إذن سيعود الموظفون المفصولون إلى أعمالهم). كل شخص منكم يفكر بهذه الطريقة لديه مشاعر قديمة، لأن الشركة وضعت إعلانا للتوظيف (في الغالب نفس الموظفين) الذين كانت وقعتهم على أوراق إخلاء طرف صورية كي يستفيدوا من نظام (ساند)، وها هي اليوم تفاوضهم بعقود جديدة ورواتب أقل!.
حدثوا مشاعركم جزاكم الله خيرا، وأتركوا عنكم الحسد وقدروا ظروف إخوانكم المليارديرية!.
21:16 | 2-10-2016

وقفة تذكارية لتأمل المحفظة

صباحكم سكّر قبل أن يرتفع سعر السكّر، وما دام الصباح لا يزال غير خاضع للرسوم لدي اليوم اقتراح لا يكلف شيئاً، يتلخص في منح كل الناس فرصة لالتقاط الأنفاس واستكشاف مدى تأثير القرارات التقشفية الأخيرة على مختلف شرائح المجتمع.
ندرك أن ثمة ظرفاً اقتصادياً صعباً لا مناص من مواجهة آثاره.. ولكن الحلول المعلنة حتى الآن تكاد تسير في طريق واحد، فقد أصبحت الرسوم هي الجواب الذهبي لكل سؤال معقد يواجه المحاسبين في دفاترهم، دون أن يفكر أحد في ذلك الكائن الأسطوري المسمى المواطن، المتوقع منه تسديد كل هذه الرسوم، ومن الغريب حقاً أن الوزارات وأجهزة الدولة صرفت الملايين بل المليارات على دراسات وبحوث واستطلاعات تتعلق بكل شيء في هذه الدنيا الفانية.. ولكن يا سبحان الله حين جاءت ساعة الجد لم يدرس أحد من هذا الطابور الهائل من المستشارين والباحثين مدى تأثير هذه الرسوم على حياة الأسر محدودة الدخل من مختلف النواحي، ولم تنشغل لجنة واحدة من آلاف اللجان في كل مكان بالأثر الاقتصادي والنفسي الذي يحدثه هذا التتابع في إعلان الرسوم، وكأن الوزارات في سباق لتغطية عجزها من جيب العاجز الأكبر وهو المواطن ذو الدخل المحدود، لم يكلف أي أحد نفسه بالتفكير بأثر هذه الإجراءات على الأسر الفقيرة، ولم يدرس أحد إمكانية استثنائها.
أكثر ما يحتاجه المواطن اليوم فترة توقف صغيرة لتأمل محفظته.. فترة قصيرة مثل استراحة المحارب على شكل هدنة طارئة مع الرسوم.. كي يستطيع خلالها أن يمسك بقلم الرصاص ويعيد حسابات ميزانيته الشهرية الجديدة.. فرصة - ولو أخيرة - لإلقاء تحية مجانية على ما تبقى في المحفظة!.
20:34 | 1-10-2016

لحظة إغلاق الحنفية!

وفجأة.. جاءت لحظة الحقيقة.. توقفت حنفية النفط التي كانت لسنين تمطر عقودا ورواتب وسيارات وتذاكر سفر وعمالا آسيويين عن العمل بصورتها العشوائية المعتادة ودخلت الحنفية العريقة الوقورة في مرحلة جديدة تعتمد فيها على مبدأ (التنقيط).. ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم الانتقال فيها من حالة الفائض الضخم إلى حالة العجز الصريح دون مقدمات.. ولكن هذه المرة كان أثر تراجع عائدات البترول أسرع وأشد وقعا، فقد بدأت الإجراءات التقشفية برفع الدعم عن بعض الخدمات والسلع، مرورا بزيادة بعض الرسوم، وصولا إلى إلغاء البدلات عن الموظفين الحكوميين وبالتالي تخفيض الرواتب من أصغر موظف إلى الوزير.
وقد أرادت الحكومة أن تقول من خلال قرارها بتخفيض رواتب الوزراء وأعضاء مجلس الشورى إنها ماضية في مسيرة التقشف وضبط الإنفاق، وستبدأ بنفسها وبوزرائها وبأعضاء مجلس الشورى، وهذه رسالة حسنة متى ما تم إعادة التفكير في كيفية عمل الحنفية، ثمة مصاريف كثيرة تنهمر من حنفية النفط عبر السنين وبالتأكيد سوف يؤدي تصحيحها إلى التخفيف من حدة الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد في ظل انخفاض النفط.. ومثلما كان المواطن في مرحلة - عز الحنفية - يبذر في استهلاك المياه والكهرباء والبنزين كانت الحكومة تبذر في الهبات والعطايا والدعم غير المحدود لهذا وذاك والمساعدات الخارجية للدول الشقيقة والصديقة وأحيانا لدول لم نسمع أسماءها من قبل.. كل هذا المنهج يحتاج إلى إعادة تأسيس وليس فقط ضبط وتخفيض.. وهكذا تتعدى رسالة تخفيض رواتب الوزراء وأعضاء مجلس الشورى إطار الرمزية إلى التطبيق العملي والمفيد.
لا نحتاج أن نقول أكثر من الحقيقة: «لم تعد الحنفية مفتوحة».. هذه هي الحقيقة التي لا تكلفنا شيئا، كل منصف يعرف أن المملكة لم تقصر يوما في مساعدة البعيد والقريب دولا كانوا أم مؤسسات أم أفرادا.. والمملكة كما هو معلوم في طليعة الدول المانحة للمساعدات في العالم.. ولكن هذا الظرف الاقتصادي ليس ظرف مساعدات خارجية بل ظرف ترميم للاقتصاد من الداخل حتى يمكن التوفيق فعلا بين الصعوبات الاقتصادية المفاجئة وخطط النهضة الاقتصادية المرتقبة، حيث يصعب تحقيق القفزة التنموية والاقتصادية المنتظرة ما لم يتعاف الاقتصاد المحلي مما يمر به من صعوبات اليوم.
والإصلاح الاقتصادي مهما كان مريرا أضحى ضروريا بحكم الأمر الواقع ولكنه لا يتوقف فقط عند خطط التقشف وتخفيض المصاريف وزيادة إيرادات الخدمات بل في إعادة النظر في فلسفة الإنفاق والتي قامت أساسا على إيقاف حنفية النفط المفتوحة إلى ما لانهاية، وبالتأكيد لا بد من قطع خطوات كبيرة على طريق مكافحة الفساد ووقف هدر الأموال العامة والعمل على استغلال ثروات البلاد بالشكل الأمثل.. وكل أزمة اقتصادية وأنتم بخير.
21:38 | 27-09-2016

كائن صغير اسمه: التكفير !

أصدرت هيئة كبار العلماء بيانا أكدت فيه أن التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال للدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح وتكفير الحكام والحكومات. وقالت إنه أعظم ضررا لما يترتب عليه من التحريض وحمل السلاح وإشاعة الفوضى وسفك الدماء وسلب الأموال الخاصة والعامة وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت وفساد العباد والبلاد.
وجاء في بيان الهيئة: (ليس كل ما وصف بالكفر من قول أو عمل يكون كفرا أكبر مخرجا من الملة)، وجاء فيه أيضا: (لا يجوز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن، حيث يترتب على التكفير أحكام خطيرة، وكما أن الحدود تدرأ بالشبهات، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات).
ومع أهمية بيان هيئة كبار العلماء في هذا التوقيت (وفي كل توقيت) إلا أن مشكلة (التكفير) اليوم تكمن في أنه لم يعد أمرا نخبويا محصورا بعدد محدود من (المكفراتية) المعتبرين، بل أصبح أمرا شائعا بين عامة الناس، بل ويكاد أن يصنف ضمن العادات والتقاليد!.
في أيامنا العجيبة هذه لم تعد ثمة ضرورة لأن يخرج شخص ما بقول أو فعل صريح يستدعي الاستعجال بتكفيره، فالتكفير اليوم بفضل التقدم الذي نعيش فيه أصبح بسيطا جدا وخاليا من التعقيدات!.. فالاختلاف في الرأي سبب كاف للتكفير.. والاختلاف في المذهب سبب أساسي في التكفير.. حتى قصائد الشعر التي يحتمل تأويلها على أكثر من معنى مادة خصبة للتكفير.. تتخيل أحيانا أن الأمة تركت كل تحدياتها المستحقة وانشغلت في البحث عن كفرة محتملين يختبئون في ردهات المكاتب أو فضاءات الإنترنت.. هكذا لا يشعر عدد كبير من الناس بقوة إيمانهم إلا من خلال إعداد الكفرة الذين نجحوا في اصطيادهم وتكفيرهم قبل الآخرين!.. ومثل هذه حياة لا تتفق مع حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام: (أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما. إن كان كما قال وإلا رجعت عليه).
على أية حال حفرة التكفير لا قاع لها.. فهي قد تبدأ بتكفير من يختلف معك في المذهب أو الاتجاه الفكري، ولكنها يمكن أن تنتهي بتكفير من يقصد مسجدا غير الذي تقصده.. لعبة سهلة لا تنتهي.. خطورتها أنها في لحظة ما تخرج عن سيطرة الجميع!.
21:12 | 26-09-2016

حق الاغتيال مكفول!

اخترقت ثلاث رصاصات أطلقها مسلح مجهول جسد الكاتب الأردني ناهض حتر أمام قصر العدل في عمان. مشهد يتجاوز إرهاب الفكر إلى إرهاب العدالة. وقد كان الكاتب اليساري الأردني المعروف قد خرج من السجن بكفالة على ذمة اتهامه بالإساءة الدينية بعد أن اختار رسما كاريكاتوريا على صفحته في الفيس بوك، وهو الرسم الذي اعتبره كثيرون مسيئا للذات الإلهية فأزاله من صفحته التي أغلقها فيما بعد، مؤكدا أن من أثارهم الأمر نوعان من البشر الأول (طيبون) صدقوا فعلا أنه يقصد الإساءة للذات الإلهية والآخرون ما بين متشددين ودواعش وجدوها فرصة لتصفية حساباتهم معه.
هكذا بكل بساطة ينفذ شخص مجهول (قد يكون متشددا أو مختلا أو جاهلا غرر به المحرضون) قانونه الخاص على مرأى من الجميع، وعلى أبواب قصر العدل وكأنه المعني الوحيد بدفع الإساءة عن الذات الإلهية!. أما الدولة والمجتمع وسائر المسلمين الذين يملأون المساجد فهم من وجهة نظر القاتل (متساهلون) لا يتعاملون مع الموضوع بالجدية الكافية.. يضع هذا الشخص المجهول يده على الزناد ليبدأ مهمته المرعبة: التقرب إلى الله من خلال قتل إنسان لا يعرفه بسبب قيامه بكتابة شيء لم يقرأه، ولكن قال له المحرضون إنه إساءة إلى الدين تستوجب القتل الفوري لصاحبها وعدم إضاعة الوقت في جلسات المحكمة.
ناهض حتر ليس المثقف العربي الأول الذي يتعرض للتصفية الجسدية بهذه الطريقة من قبل شخص مجهول.. سبقه فرج فوده ونجيب محفوظ وقائمة طويلة من المثقفين والمفكرين والأدباء العرب.. فمن فاتته فرصة السجن بسبب كلمة أسيء تفسيرها قتل في الشارع من شخص مجهول.. يا لهذا المجهول الذي لا يريد تفسيرا غير تفسيرات محرضيه ولا يسعى لمعرفة شيء قدر سعيه لمعرفة كيفية تنظيف الدماء العالقة بثيابه قبل الدخول إلى الجنة!
الإساءة إلى الذات الإلهية تعتبر جريمة في قوانين أغلب الدول العربية، والمؤسسات القضائية هي الوحيدة المخولة بفحص جدية الاتهامات التي تطال أي إنسان، متى ما هب (الغيورون) على مزاجهم ضاعت هيبة القانون وأصبح الإرهاب هو سيد الموقف!.. وإذا كانت رصاصات هذا الشخص المجهول اليوم تطال المثقفين والإعلاميين بسبب تفسيرات مختلف عليها فإنها ستصل غدا إلى الجميع بما في ذلك أوساط المحرضين أنفسهم، فمسدس الشخص المجهول لا عقل له.
20:52 | 25-09-2016

إجازة للاستراحة من الإجازات!

شهد صيف هذا العام ما يمكن تسميته بـ«أم الإجازات» التي كاد فيها الناس ينسوا وجوه زملائهم لكثرة ما أبحروا في الغياب، وقد أدمن الصغار والكبار وسائد الإجازة إلى درجة أعجزتهم عن تقبل الحقيقة المرة القاسية المتمثلة في «عودة الدوام».. وهكذا كانت العودة ثقيلة منهكة بالنسبة للكثيرين الذين كانوا بالفعل يحتاجون إلى إجازة خاصة لإراحتهم من إرهاق الإجازات!.. وقد تحقق الأمر لحسن الحظ من خلال إجازة اليوم الوطني فعادت الدببة المسكينة إلى وسائدها الحنونة بعد أن روعتها وحشة الدوام.. وفي صبيحة هذا اليوم يخرج ملايين الطلبة والموظفين إلى أعمالهم بملامح تتصنع الحيوية والنشاط وبقلوب تهتف في الخفاء: المجد للإجازة!.
**
يعمل الإنسان ويشقى حتى يأتي يوم الإجازة الأسبوعية التي سرعان ما تنتهي ليعود ويعمل ويشقى وهكذا دون انقطاع في كل صباح بارد وكل ظهيرة حارقة وكل ذلك من أجل شيء واحد هو الراتب.. لذلك فإن قصص الموظفين والعمال الذين لم يستلموا رواتبهم التي ظهرت أخيرا في أكثر من شركة كبرى هي قصص من شأنها أن تمنح الضمير «إجازة من دون راتب».. فراتب الموظف أو العامل يجب أن يكون خارج حسابات الربح والخسارة.. خصوصا أننا لا نتحدث عن شركات عادية بل عن شركات حصدت المليارات حصدا خلال عقود من الزمان ولا يمكن أن تكون عاجزة عن دفع مستحقات الطرف الأضعف في كل هذه الدائرة الاقتصادية: الموظف!.
كلما ظهر مقطع فيديو لمسؤول في إحدى هذه الشركات وهو يخطب في جمع من الموظفين المحتجين خطبة عصماء ملخصها: «يا قوم اصبروا وأبشروا وتستلمون رواتبكم في المشمش» شعرت بأن الحال مائل أكثر مما يجب.. فالشركة الكبرى لا تستطيع تأجيل دفع قيمة الأجهزة والآليات التي تشتريها من شركة عالمية ولا تستطيع تأجيل دفع فاتورة الكهرباء ولكنها تستطيع تأجيل دفع راتب الموظف.. أليس الضمير في إجازة من دون راتب.. إذاً من حقه أن لا يعمل.. وأن «يتمطط» على السرير «بفلوسه.. ما أحد له عليه كلام»!
**
قبل مباراة منتخبنا مع المنتخب الأسترالي نود أن ننقل لكم نشاط مدربي الفريقين خلال فترة توقف التصفيات وقبل اللقاء المرتقب في جدة، مدرب أستراليا قام بجولة استطلاعية في دوريات أوروبا التي يوجد فيها لاعبون أستراليون للبحث عن إمكانية وجود أسماء جديدة يمكن أن يضمها للمنتخب الأسترالي، وقد انتقد مدرب أستراليا مستويات البطولات المحلية الأوروبية وأكد أن مستوى الدوري المحلي في أستراليا أفضل!.
مدرب منتخبنا يتعامل معنا «بارت تايم» كما هو معلوم.. فما أن انتهت مباراتنا مع العراق على خير حتى طار إلى هولندا حيث يرتبط بعقد للتحليل التلفزيوني في بلاده.. وهكذا ظهر مدرب منتخبنا على شاشة التلفزيون وهو يحلل مباراة في الدوري الهولندي.. في الوقت الذي كان من المفترض فيه أن يتابع الجولات الأخيرة من الدوري السعودي التي شهدت بروز أكثر من لاعب شاب يستحق الانضمام لقائمة الأخضر.
تُرى هل يمكن إنهاء مهمة الوصول إلى كأس العالم في أوقات الفراغ؟!.

klfhrbe@gmail.com
22:12 | 24-09-2016

قائمة المفقودين الستة!

البحث عن المفقودين من أعمال الخير التي ينشد فيها المسلم الثواب من الله، ولأنكم من أهل الخير إن شاء الله، فإنني أناشدكم البحث عن المفقودين الذين تشكل الحاجة الماسة للعثور عليهم مسألة أساسية كي نستدل نحن على طريقنا ولا نضيع معهم.
أول هؤلاء المفقودين أصغرهم عمرا يتمثل في هيئة الترفيه الوليدة التي لم نسمع لها صوتا ولا حسا ولم يخبرنا أحد بعد عن خططها، والمشكلة الأساسية في هذا المفقود أننا لا نعرف ملامحه ولا لون شعره ولا تتوفر لدينا أي صورة له، فقط تناقلنا البشارة بولادته ثم انقطع ذكره، وقد يمكن أن تشكل عملية البحث عنه نشاطا ترفيهيا مبتكرا تماما مثلما يحدث في لعبة (بوكيمون غو).
أما ثاني المفقودين ما زال في سن المراهقة، ميزته أنه في كل مرة
يعثر على نفسه ثم يجيء إلينا ليقول: (ها أنا ذا؟) فنكتشف أنه ما زال ضائعا في نفس الشارع الذي يتجول فيه ليل نهار، اسمه الرسمي (وزارة الإسكان) رغم أنه لم يقم بإسكان أحد حتى يومنا هذا.
وثالث المفقودين عجوز يفترض أنه خبير بتقلبات الزمان وتغير طباع الأحباب والخلان اسمه (الإعلام الخارجي)، وشكله وأوصافه لا تخفى على أحد منكم ولكنه حين تعاظمت الحاجة إليه تحول إلى (فص ملح وذاب) كما يقول أهل مصر.. فوسائل الإعلام في الولايات المتحدة وبريطانيا وحتى مصر لم يعد لديها غيرنا لتهاجمه، ولكن عجوزنا غائب ولم نعثر إلا على بشته ومسبحته في المكتب القديم.
رابع المفقودين من عاداته الغريبة أنه يضع علامات في الصحاري والوديان كي نستدل على المكان الذي يتواجد فيه، واسمه (هيئة مكافحة الفساد) أما اسم الشهرة (نزاهة)، ميزته أنه كلما خرجت من المدن إلى الصحاري والقفار وجدت لوحاته التي تكتشف من خلالها أنه يفضل أن يقوم بعمله (من بعيد لبعيد).. إذا وجده أحد منكم نتمنى منه أن لا يعيده إلى أهله بل ينصحه فقط أن يخفف من لوحات التعريف بالفساد تخفيفا للنفقات.
خامس المفقودين أكبرهم سنا ويسمى (المرور)، وكلكم بالطبع تحفظون ملامح شكله ولكنه اختفى منذ زمن بعيد وتستطيعون بسهولة أن تتأكدوا من غيابه الطويل من خلال مشهد سيارة تتجاوز الإشارة الحمراء بكل أريحية واطمئنان أو من خلال سيارة أخرى يقابلك صاحبها وهو يسير عكس السير وينظر إليك بنصف عين!.
وآخر المفقودين بلا شك هو (الحوار الوطني)، فمنذ أن أصبح له مبنى أنيق اختفى أثره في الشارع وامتلأت كل ذرة من الهواء بما يكفيها من مشاعر الطائفية والعنصرية والإقصاء والتكفير.
21:17 | 20-09-2016

ايش بيننا وبينكم؟

نشرت صحيفة الاقتصادية أمس تقريرا توقعت فيه الإعلان عن الرسوم الجديدة على سبع خدمات حكومية كانت الحكومة قد تحملت خلال الأعوام الماضية 50 بالمائة من كلفتها مثل رسوم الموانئ وجوازات السفر ورخص السير ونقل الملكية وتجديد إقامة العمالة المنزلية والحماية الجمركية لـ 193 سلعة، وذكر تقرير الجريدة أيضا أن الدولة ستبدأ تطبيق فرض رسوم جديدة على خدمتي التأشيرات والبلدية التي فرضت العام الجاري.
والخبر الأهم ليس هنا.. بل في تعليقات أعضاء مجلس الشورى على هذا الخبر التي وردت ضمن تقرير الاقتصادية، فهي تعليقات تشعرك بأن السادة أعضاء مجلس الشورى بينهم وبين المواطنين ثأر قديم، ولا أبالغ لو قلت بأن حماستهم للرسوم تفوق حماسة وزارة المالية!.
فقد نفى صالح العفالق عضو مجلس الشورى وجود أي تضخم يمكن أن يحدث بعد تطبيق الرسوم الجديدة على المواطن باعتبار أن (هذه الخدمات التي تطبق عليها الرسوم الجديدة قليلة).. هكذا دون عواطف زائدة يضعنا العضو -الذي يمثلنا- في مواجهة جدار الواقع دون أن يجاملنا بكلمة عابرة لا تقدم ولا تؤخر حول تأثير الرسوم الجديدة على محدودي الدخل.
بعد ذلك اتجه المحرر إلى عضو اللجنة المالية في مجلس الشورى الدكتور فهد العنزي الذي قال إن الرسوم على الخدمات تهدف إلى ترشيد الخدمات في وقت لا تتساوى الخدمة مع الرسوم، ودون عواطف زائدة أيضا.. أشار إلى هدف آخر للرسوم يتمثل في (إشعار المستفيدين من الخدمة بالمسؤولية تجاه ما يقدم لهم)!.
أعدت قراءة التقرير أكثر من مرة بحثا عن كلمة (ولو جبر خاطر) تشير إلى أهمية الارتقاء بالخدمات كي تكون في مستوى الرسوم التي يتكبدها المواطن.. فتشت و(بحبشت) بين السطور أملا في العثور على جملة واحدة (ولو مجاملة) تتحدث عن خطة ما لتخفيف العبء عن الشرائح الاجتماعية الأقل دخلا.. ولكن للأسف الشديد لم أجد إلا الحماسة منقطعة النظيرلرفع الرسوم.. عدت بالذاكرة إلى أكثر من تصريح شهير لأعضاء آخرين في مجلس الشورى فاستنتجت أن الإخوة أعضاء المجلس يكنون لنا بعض الضغينة لسبب لا نعلمه!.. ومن هنا حتى يتبين سبب البغضاء لا نتمنى من أعضاء المجلس الموقر سوى شيء واحد فقط وهو أن ينسوا وجودنا على سطح الأرض.. وكما يقول المثل الشعبي: (لا تقرصيني يا نحلة ولا أبغى لك عسل)!.
21:26 | 19-09-2016

الثقة أعلى من الولاية

تحاول الغوغائية التقليدية تصوير حملة إسقاط الولاية عن المرأة الراشدة بأنها دعوة علنية لانفلات النساء وتمردهن على قوانين العائلة، ومثل هذه الخيالات العجيبة هي التي تعطل مسيرة أي مجتمع وتغتال رغبته الطبيعية بالتطور، فالحملة هدفها إلغاء الحاجز الإداري والقانوني الذي يقف في وجه المرأة ويمنعها من ممارسة حياتها كمواطن كامل الأهلية بسبب الإفراط في استخدام مبدأ الولاية في أغلب الإجراءات البيروقراطية.
وليس صحيحا أبدا أن سلطة العائلة على بناتها تسقط بمجرد سقوط الولاية القانونية، فولاء الفتاة التقليدي لأسرتها تصنعه الثقة وتربية السنين والحب الفطري وهذا حال أغلب الفتيات مع أسرهن في كل مكان في العالم العربي، وعلينا أن نعترف بأن لدينا حالة إدارية لا تتوافق مع طبيعة العصر ولا يوجد لها شبيه في أي مكان آخر، حيث تعلق المرأة بسلسلة من الحبال الإدارية التي يجب أن يمسكها رجل ما قد يكون والدها أو شقيقها أو عمها أو حتى ابنها فلا تستطيع أن تخطو خطوة واحدة في أي اتجاه دون موافقة الرجل الذي يمسك بالحبل، وهكذا ليس بمقدورها -مهما بلغ عمرها- أن تدرس أو تعمل أو تسافر أو تقوم بأي إجراء إداري ما لم يوقع الرجل الذي يمسك بالحبل على الورقة المخصصة لذلك.. وهذا أمر يضع الكثير من النساء اللواتي يعشن ظروفا عائلية صعبة -مثل التفكك الأسري أو الوفاة المبكرة للأب أو غير ذلك من الظروف الأسرية الخاصة- تحت رحمة أشخاص قد لا يكونون أهلا لهذه المسؤولية وأحيانا غير متفرغين لها.
في الأسر الطبيعية لا يخسر الأب ابنته بقرار إداري ولا تتمرد المرأة على ذويها بمجرد اختفاء الحبل القانوني الذي كان يطوق عنقها، سوف تسير الأمور كما كانت عليه دائما مع فارق أن المرأة هنا أصبحت مواطنا كامل الأهلية، ما يمكنها من مساعدة أسرتها والمساهمة في تقدم وطنها بدلا من تحويلها إلى كائن يحتاج دائما إلى المساعدة فتثقل كاهل أسرتها وتثقل كاهل وطنها وتفقد حقها الأصيل في بناء مستقبلها.
21:04 | 18-09-2016

مباراة مع العراق !

قبل إجازة العيد فاز منتخبنا الأخضر على المنتخب العراقي في تصفيات كأس العالم، وكان منتخبنا قد فاز على العراق ذهابا وإيابا في التصفيات التمهيدية ومرت الأمور حينها بأقل قدر من الهمز واللمز، ولكن المباراة الأخيرة جاءت في أجواء سياسية غير ودية بين البلدين فتلقفها أشقياء مواقع التواصل الاجتماعي من الجانبين فانطلقت وصلات الردح الرخيص قبل المباراة وبعدها.
والردح ليس غريبا على جماهير كرة القدم، فهم هكذا دائما يعلنون الحرب بعد نهاية المباراة وينسون كل شيء في صبيحة اليوم التالي، ولكن ما صاحب هذه المباراة من تعليقات يكشف عن لغة عدائية مشحونة بالكراهية لم تكن موجودة أبدا بين الشعبين الشقيقين حتى خلال حرب الخليج حين دخل البلدان في مواجهة عسكرية طاحنة.
قد لا يشكل أولئك المتعصبون كرويا وطائفيا - ممن تبادلوا الشتائم بأقبح صورها على شبكة الإنترنت - نسبة مهمة تمثل حقيقة ما يكنه الشعبان لبعضهما بعضا، ولكن كما يقال الأواني الفارغة أكثر ضجيجا، كما أن الأوضاع السياسية المشحونة تساعد هؤلاء مهما قل عددهم على اختطاف المشهد، ناهيك عن الأحقاد الطائفية الغبية التي كادت أن تصور المباراة وكأنها بين فريق السنة وفريق الشيعة وليست بين فريقين عربيين يحمل كل منهما في صفوفه لاعبين من الطائفتين ولا يفكرون إلا في تمثيل بلادهم ومحاولة الوصول إلى المونديال.
ترى.. كم عدد السعوديين الذين يتمنون علاقات أخوية وثيقة مع العراق؟.. وكم عدد العراقيين الذين يتمنون علاقات أخوية وثيقة مع السعودية؟.. على الجانبين: (الجميع بشرط كذا وكذا).. حسناً.. كرة القدم لا تحتاج إلى أي شرط سياسي أو ديني كي نعبر عن قرابتنا القديمة التي ضاعت بين دهاليز السياسيين ومخابئ الإرهابيين.. بل هي من الفرص النادرة التي يمكن أن نرى فيها بعضنا بعضاً دون الاعتماد على توصيفات صناع الكراهية لنكتشف كم نحن متشابهون.. وأن انقطاعنا المريب عن بعضنا بعضاً لن يترك لنا إلا المزيد من الضعف والمزيد من الحيرة.
على أية حال بقيت لمنتخبنا مباراة أخرى مع المنتخب العراقي، وسوف تكون أكثر صعوبة وحساسية من تلك التي فاتت، لأنها تجيء في المراحل الحاسمة، وسوف يبدأ صناع الكراهية بإطلاق مواويلهم المستفزة قبل المباراة وبعدها.. فمتى يغني صناع المحبة موالهم كي نعرف حجمهم الحقيقي؟!.
20:59 | 17-09-2016