أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1703.jpg&w=220&q=100&f=webp

وانغ تشيمين

لمحات عن 35 عاماً من العلاقات الدبلوماسية والشراكة الإستراتيجية الصينية السعودية

يصادف اليوم الذكرى الـ٣٥ لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية. في هذا اليوم المميز، وبالنيابة عن القنصلية العامة الصينية بجدة، أود أن أعرب عن خالص امتناني لجميع الأصدقاء في المملكة الذين طالما اهتموا ودعموا تطوير العلاقات الثنائية. وعلى مدار ٣٥ عاماً، وقف الجانبان معاً في السراء والضراء، مؤسِّسين علاقة متينة تجاوزت التحديات وازدهرت بفضل التفاهم المشترك والرؤية الإستراتيجية لقيادتي البلدين والجهود المشتركة للشعبين الصديقين، حيث أسفر التعاون العملي عن نتائج مثمرة، وأصبحت الصداقة بين الشعبين عميقة بشكل متزايد.

١- لا تبعد الجبال والبحار بين من تتحد أهدافهم، فأرسى القائدان الصيني والسعودي حجر الزاوية الاستراتيجي في العلاقات الثنائية.

في القرن الخامس عشر الميلادي، وصل الملاح الصيني تشنغ خه مع أسطوله إلى جدة ومكة المكرمة. تحفظ شظايا الخزف الصيني القديم، التي اكتُشفت في موقع السرين الأثري، الصداقة الثمينة التي جمعت الشعبين عبر القرون. تحمل هذه اللمحات التاريخية حكاية التواصل الودي بين البلدين، وتغذي بالأعماق التاريخية باستمرار في تعميق العلاقات الثنائية في العصر الجديد.

منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والسعودية في ٢١ يوليو عام ١٩٩٠، تحترم الصين والمملكة النظام السياسي ومسار التنمية وتتعمق الثقة السياسية المتبادلة تحت القيادة لرئيسي البلدين، فتسير العلاقات الثنائية إلى أعمق باستمرار. في عام ١٩٩٩ زار فخامة الرئيس الصيني الراحل جيانغ زيمين المملكة. وفي عام ٢٠٠٦ تبادل فخامة الرئيس الصيني هو جين تاو والملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - الزيارات في العام نفسه. وفي عام ٢٠٠٨ زار فخامة الرئيس شي جين بينغ (وهو آنذاك نائب الرئيس) المملكة وتمت إقامة العلاقات الاستراتيجية الودية ودخلت العلاقات الثنائية مرحلة جديدة.

في عام ٢٠١٦، سجلت الزيارة الثانية للرئيس شي جين بينغ إلى المملكة، وشهدت العلاقات الصينية السعودية تطوراً ملحوظاً وتمت إقامة الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين وتأسيس اللجنة الصينية السعودية المشتركة رفيعة المستوى. وزار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الصين لحضور الاجتماع الأول للجنة الصينية السعودية المشتركة رفيعة المستوى في نفس العام، مما كتب صفحة جديدة للعلاقات الثنائية. أما في عامي ٢٠١٧ و٢٠١٩، فزار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان الصين على التوالي، الأمر الذي عزز وعمق الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين والصداقة بين القيادتين أكثر. في عام ٢٠٢٢، زار الرئيس شي جين بينغ المملكة للمرة الثالثة، ووقع الرئيسان الصيني والسعودي اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية فاتحين بذلك حقبة جديدة للعلاقات الثنائية. في سبتمبر من عام ٢٠٢٤، زار رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ المملكة وترأس الاجتماع الرابع للجنة المشتركة رفيعة المستوى مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، مما أعطى زخماً جديداً لمواصلة تعميق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

على مدى السنوات الـ ٣٥ الماضية، دعم الجانبان بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بمصالحهما الجوهرية واهتماماتهما الرئيسية، وحافظا على تواصل وثيق في الشؤون الدولية والإقليمية، ودافعا معاً عن الحقوق والمصالح المشروعة للبلدين والجنوب العالمي، ودافعا أيضاً عن العدالة والإنصاف الدولي. تلتزم المملكة العربية السعودية التزاماً راسخاً بمبدأ الصين الواحدة، وتدعم بنشاط مبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ.

٢- لا يفصل البحر الواسع بين أولي القصد الواحد، فتكتب الصين والمملكة فصلاً بارزاً للتعاون على طريق الحرير.

خلال السنوات الـ٣٥ بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية، زاد حجم التجارة بين الصين والمملكة من ٥٠٠ مليون دولار عام ١٩٩٠، إلى ١٠٧.٥٣ مليار دولار عام ٢٠٢٤، بزيادة ما يقرب من ٢٢٠ ضعفاً. لطالما المملكة أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا لسنوات عديدة. وفي الأعوام الأخيرة، تعمقت المواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق» ورؤية ٢٠٣٠، وتحققت النتائج المثمرة: في عام ٢٠١٦ بدأ تشغيل مصفاة ينبع أرامكو سينوبك (SINOPEC) (شركة ياسرف) التي تعد أكبر استثمارات الصين في المملكة في ذلك الحين، وبعد ١٠ سنوات للتعاون بين الشركتين، ستتعاونان مرة أخرى في توسيع المصفاة. إن قطار المشاعر المقدسة كأول مترو في المملكة، الذي شيدته شركة بناء السكك الحديدية الصينية (CRCC)، قد نجح في نقل أكثر من 25 مليون حاج في أكثر من 10 سنوات، فحظي بإشادة واسعة من المسلمين في جميع أنحاء العالم بسجله الخالي من الحوادث. أما محطة الشعيبة للطاقة الشمسية أكبر محطة كهروضوئية في المملكة والشرق الأوسط، التي شيدتها شركة هندسة الطاقة الصينية (CEEC)، فبدأت التشغيل وتوليد الطاقة والربط بالشبكة الكهربائية، مما يوفر دعماً قوياً للتنمية الخضراء في المملكة. شاركت شركة هندسة الموانئ الصينية (CHEC) بفعالية في مشروع البنية التحتية في وجهة وسط جدة وقدمت مساهمات إيجابية في تحسين البنية التحتية ومعيشة الشعب للمملكة. بالنسبة لاستاد وسط جدة، الذي تنفذه شركة بناء السكك الحديدية الصينية (CRCC)، سيصبح أحد الملاعب الرئيسية في كأس العالم التي ستقام في السعودية عام ٢٠٣٤، وسيكون معلماً بارزاً آخر على ساحل غربي المملكة.

بالإضافة إلى ذلك، عديد من الشركات الصينية في المشاريع الضخمة مثل نيوم ومشروع البحر الأحمر. كما قامت شركات التكنولوجيا الصينية بتعاون مثمر مع الجانب السعودي في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وبناء المدن الذكية وغيرها، مما ساعد على التحول الرقمي الاقتصادي وتسريع تحقيق رؤية ٢٠٣٠.

٣- لا تجعل الصحارى فرقاً إذا تآخت القلوب، فتتفتح أزهار الصداقة من خلال التواصل والتبادل بين الحضارتين.

إن اللغة هي جسر بين الحضارات. بعد زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للصين عام ٢٠١٩، شهد تطوير التعليم الصيني في المملكة تقدماً كبيراً، وأصبحت اللغة الصينية أكثر شعبية بين الشباب السعودي. كما في هذا العام أُقيمت في المملكة لأول مرة مسابقة «جسر للغة الصينية» لطلاب المدارس الثانوية، ودُهشتُ بحكايات الشباب حول أحلامهم عن الصين وعرضهم الرائع للثقافة الصينية.

في مجال التبادل الثقافي، عرض المعرض «العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية» في متحف القصر الوطني ببكين في العام الماضي، مما عزز التفاهم والتبادل الثقافي بين الحضارتين الصينية والسعودية. حطت الكتب والمنتجات الثقافية الصينية رحالها في معرضي الرياض وجدة الدوليين للكتاب، مما أتاح للأصدقاء السعوديين فرصة لقراءة الصين وفهمها.

حول السياحة والزيارة المتبادلة، يستمر تسهيل الإجراءات المعنية: قد نفذ الجانب الصيني السياسات التجريبية لإعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول، وهذه الخطوة ستسهم في تشجيع الزيارات المتبادلة وتعميق روابط الصداقة بين البلدين. بلغ عدد الرحلات الجوية المباشرة، من بكين، وشانغهاي، وقوانغتشو، وشنتشن، وهايكو، وهونغ كونغ، إلى الرياض، وجدة، والدمام، وغيرها من المدن الرئيسية، أكثر من ١٠ رحلات أسبوعياً، مما يتيح للأصدقاء السعوديين فرصة زيارة الصين في أي وقت لاستكشاف العادات والثقافة الصينية الفريدة. أصبحت الرياضات الإلكترونية رابطاً جديداً بين شباب الصين والمملكة. وقد استقطبت كأس العالم للرياضات الإلكترونية عدداً كبيراً من العشاق الصينيين إلى المملكة لمشاهدة المباريات. وبعد أيام، سيُقام الأسبوع الصيني على هامش الكأس في الرياض، حيث يقدم تجربة سحر الثقافة الصينية التقليدية في عالمها الرقمي.

٤- لا تكون النجوم والقمر بعيدة إذا نظرنا إلى المستقبل معاً، فستعمل الصين والمملكة على بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

مهما تغيرت الأوضاع الدولية، علينا مواصلة تنفيذ التوافق الاستراتيجي الذي توصل إليه قادة البلدين وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة والدعم المتبادل بثبات. علينا التعاون معاً لمواجهة التحديات، وتعزيز التعددية القطبية المتساوية المنظمة والعولمة الشاملة، وبناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك والانفتاح والتسامح والنظافة والجمال. علينا تعزيز المواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية 2030» على نحو عميق، واستكشاف آفاق التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار والنقل والاتصالات والتكنولوجيا المتقدمة وغيرها. علينا تعميق الصداقة بين الشعبين، وإقامة سلسلة من الأنشطة في «العام الثقافي الصيني السعودي» المتنوعة، ومواصلة بناء جسور التواصل بين الشعبين، حتى تتجذر الصداقة بين البلدين بعمق في قلوب الشعبين وتتنقل من جيل إلى جيل.

يقول العرب: «اللي يشتري الصداقة، ما يبيعها». إن الصداقة الممتدة على مدى ٣٥ عاماً تشبه نخيلاً وارفاً في الواحة متجذراً في أرض خصبة بالثقة المتبادلة، ومثمراً الثمار الحلوة للتقاسم، ومدافعاً عن الرياح والرمال. القنصلية العامة الصينية في جدة على استعداد لمواصلة العمل مع جميع الأصدقاء في المناطق القنصلية جنباً إلى جنب ودفع العلاقات الثنائية إلى الأمام، منطلقة من مناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

أخيراً نتمنى أن تدوم الصداقة بين جمهورية الصين الشعبية والمملكة العربية السعودية إلى الأبد.
00:09 | 21-07-2025

182+1=183.. هي النتيجة العامة للعالم

في 15 يناير 2024، أصدرت حكومة ناورو بياناً رسمياً، وأعلنت فيه اعترافها بـ «مبدأ صين واحدة»، وقطعت ما يسمى «العلاقات الدبلوماسية» مع سلطات تايوان. في 24 يناير، أجرى السيد وانغ يي عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية، محادثات مع نظيره لناورو في بكين ووقعا «البيان المشترك بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية ناورو بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية». أعاد البلدان رسمياً العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء. في 29 يناير، كان علم جمهورية الصين الشعبية يرفرف على أرض ناورو. وهذا يظهر مرة أخرى أن القوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان ليس لها حق الاعتراف، وأن مبدأ «صين واحدة» هو الاتجاه العام في العالم. وهنا، أود تقديم موقف الصين بشأن قضية تايوان لأصدقائنا السعوديين.

1 ــ تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، منذ الزمان إن تايوان ليست دولة، وهذا له حقائق تاريخية عميقة وأساس قانوني. وفي عام 230م، وجدت أقدم السجلات التاريخية عن تايوان في الوثائق الصينية ذات الصلة. ومارست الحكومات المركزية الصينية خلال الأسرة الحاكمة الماضية الولاية القضائية الإدارية على تايوان. في عام 1335، أنشأت أسرة يوان قسم الإدارة بتايوان. في عام 1885، أنشأت حكومة أسرة تشينغ مقاطعة إدارية في تايوان، والتي كانت المقاطعة العشرين للصين في ذلك الوقت. وفي عام 1943، أصدرت الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة «إعلان القاهرة»، والذي نص بوضوح على ضرورة إعادة جميع الأراضي التي استولت عليها اليابان من الصين وبما فيها تايوان. في عام 1945 اشترطت المادة الثامنة من «إعلان بوتسدام» ضرورة تنفيذ بنود «إعلان القاهرة». ووعدت اليابان في وثيقة الاستسلام في عام 1945 والبيان الصيني الياباني المشترك لعام 1972، بالتزامها بالبنود المذكورة من «إعلان بوتسدام». وقد أرست هذه الوثائق ذات الأثر القانوني الدولي أساساً تاريخياً وقانونياً لكون تايوان أرضاً لا تتجزأ من الصين.

2 ــ مبدأ صين واحدة هو الأساس السياسي للصين لإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الأخرى. في أكتوبر 1971، أصدرت الجمعية العامة السادسة والعشرون للأمم المتحدة القرار رقم 2758، الذي أوضح أن حكومة جمهورية الصين الشعبية هو «الممثل المشروع الوحيد للصين في منظمة الأمم المتحدة»، مما يشير إلى أن تايوان ليست دولة ويؤكد وضع تايوان غير سيادية. لفترة طويلة، أشارت الوثائق الرسمية للأمم المتحدة إلى تايوان باسم «تايوان مقاطعة جمهورية الصين الشعبية». كما ينص الرأي القانوني الرسمي لمكتب الشؤون القانونية التابع للأمانة العامة للأمم المتحدة بوضوح على أن «تايوان مقاطعة صينية لا تتمتع بالمكانة المستقلة»، وأن «سلطات تايوان لا تتمتع بأي شكل من أشكال الوضع الحكومي». منذ عام 2016، قررت 11 دولة قطع ما يسمى «العلاقات الدبلوماسية» مع تايوان، وإقامة أو استئناف العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية على أساس مبدأ صين واحدة. حتى الآن، أقامت 183 دولة علاقات دبلوماسية مع الصين. لقد أظهرت الحقائق بشكل كامل أن التمسك بمبدأ الصين الواحدة هو تيار تاريخي لا يمكن إيقافه. واختيار الوقوف مع جانب الصين يعني الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ.

3 ــ إن عزم الحكومة الصينية والشعب الصيني على تحقيق إعادة توحيد الوطن راسخ، منذ وصول الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني إلى السلطة في عام 2016، رفضت سلطات تايوان الاعتراف بمبدأ صين واحدة و«توافق عام 1992» واتبعت بعناد الخط الانفصالي المتمثل في «استقلال تايوان» وتتواطأ مع القوى الخارجية. تتجاهل هذه القوى الرأي العام على جانبي مضيق تايوان، وتستخدم كل الوسائل للعب «بطاقة استقلال تايوان»، وتتدخل بشكل صارخ في الشؤون الداخلية للصين، وتستخدم تايوان كـ«بيدق» للحد من تنمية الصين وتقدمها وعرقلة تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. وهذا هو السبب الجذري للتوتر في العلاقات وتدمير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان في السنوات الأخيرة.

ومع ذلك، فإن عزم الحكومة الصينية والشعب الصيني على تحقيق إعادة توحيد الوطن راسخ.. ولن يتغير ويتأثر بأي شخص أو قوة أو دولة. إن إطاري «إعادة التوحيد السلمي» و«دولة واحدة ونظامان» هما سياساتنا الأساسية لحل قضية تايوان وأفضل وسيلة لتحقيق إعادة توحيد الوطن، وستواصل الصين نضالها من أجل آفاق إعادة التوحيد السلمي بأقصى الإخلاص والجهود، والتعامل مع الأحزاب السياسية والمجموعات والأفراد المعنيين من جميع نواحي المجتمع في تايوان لتحقيق الرسالة العظيمة لإعادة التوحيد السلمي عن طريق تعزيز التبادلات والتعاون وتعميق التنمية المتكاملة وتطوير العلاقات السلمية عبر المضيق. وستتخذ الصين أيضاً جميع التدابير اللازمة ولن تترك أي فرصة أبداً بأي شكل من أشكال لقوى «استقلال تايوان»! القوى الخارجية والعدد القليل جداً من انفصاليي «استقلال تايوان» وأنشطتهم الانفصالية، لا يجوز انتهاك الرأي العام للشعب الصيني ولا رجعة عن اتجاه التاريخ الصحيح. يجب إعادة توحيد الصين وسوف يتم توحيدها في النهاية!

لقد التزمت الحكومة السعودية وجميع نواحي المجتمع منذ فترة طويلة بمبدأ صين واحدة، ووقفت إلى جانب الصين والجانب الصحيح من التاريخ، وتقدر الصين ذلك تقديراً عالياً. وفي ديسمبر عام 2022، أصدر الجانبان الصيني والسعودي البيان المشترك خلال زيارة الرئيس شي جينبينغ في المملكة العربية السعودية. وأكدت المملكة فيه التزامها بمبدأ صين واحدة. مهما تغير الوضع في مضيق تايوان والوضع الدولي، تقف المملكة العربية السعودية مع المجتمع الدولي وتدعم القضية العادلة للشعب الصيني، المتمثلة في معارضة أي أنشطة انفصالية. ستطور الصين العلاقات الثنائية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون والكسب المشترك وتساهم أكثر مع الجانب السعودي في السلام والتنمية للإقليم والعالم.
00:28 | 6-02-2024

المساهمة بالحلول الصينية لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط

لقد استمرت الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لأكثر من شهرين، وقد أسفر الصراع عن عدد كبير من القتلى والجرحى. وقد أثّرت آثارها الجانبية على السلام والاستقرار في الإقليم بشكل خطير. وكانت الكوارث الإنسانية المتكررة في غزة تجذب الاهتمام العالمي وتهز قلوبنا.

منذ اندلاع الصراع، تقف الصين دائماً على جانب السلام والعدالة والقانون الدولي وضمير الإنسان، وتبذل جهوداً متواصلة لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع. خلال فترة الصراع هذه، واصل الجانب الصيني بذل الجهود لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة: حضر الرئيس الصيني شي جينبينغ قمة البريكس الاستثنائية الافتراضية بشأن القضية الفلسطينية وبعث فيها برقية التهنئة إلى مؤتمر الأمم المتحدة لإحياء «اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني» لـ11 سنة متتالية لتبيين موقف الصين العادل الداعي إلى وقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية ومنع توسع الصراع وتنفيذ «حل الدولتين» وتشكيل الموقف العادل الموحد لتحفيز السلام في المجتمع الدولي. أجرى معالي وزير الخارجية الصيني السيد وانغ يي لقاءين مع وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية وترأس الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية لخفض تصعيد الصراع ودفع «حل الدولتين» إلى المسار الصحيح. كما أيضاً، قام مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط بالزيارات الدبلوماسية المكوكية للتعامل مع العديد من الدول لتخفيف حدة التوتر الحالية بين فلسطين وإسرائيل وتهيئة الظروف للحل السياسي. وقدمت حكومة الصين المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني وأرسلت الأمل لسكان غزة الذين يعيشون في خضم الحرب.

إن الصين، باعتبارها رئيساً دورياً لمجلس الأمن في نوفمبر، نجحت في إصدار أول قرار من مجلس الأمن منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع، وهو أول قرار أيضاً يصدره مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية منذ نهاية عام 2016، مما أطلق الخطوة الأولى لوقف إطلاق النار. وأصدرت الصين «ورقة موقف الصين من تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي»، حيث طرحت «الحل الصيني» لتسوية الصراع.

تعتبر القضية الفلسطينية جوهر قضية الشرق الأوسط وتتعلق بالسلام والاستقرار على المدى الطويل في المنطقة وتهم الإنصاف والعدالة الدولية. لطالما أولت الصين اهتماماً بالغاً بالقضية الفلسطينية وتقدم اقتراحاتها لتحقيق الاستقرار طويل المدى في المنطقة. في عام 2022، اقترح الرئيس شي جينبينغ مبادرة الأمن العالمي وأصدر الجانب الصيني «ورقة مفاهيم بشأن مبادرة الأمن العالمي» في هذا العام. وبما فيها خطط محددة إزاء تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتطلب المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لدفع «خطة الدولتين» وعقد مؤتمر سلام دولي بشكل أكبر حجماً وأكثر مرجعية وتأثيراً لحل مبكر وعادل في قضية فلسطين.

قبل عدة أيام، ترأست المملكة العربية السعودية القمة السعودية الأفريقية والقمة السعودية الإسلامية الاستثنائية، واجتمع فيها القادة وشكلوا صوتاً واضحاً موحداً داعياً إلى وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية وتنفيذ «حل الدولتين». قدرت الصين ورحبت بهذا الموقف من الجانب السعودي وجوانب الدول الإفريقية والإسلامية. ونعتقد أن الحوار والتشاور هو أفضل خيار لإنقاذ الحياة والحل الأساسي لحل النزاعات. وإن الصين على استعداد لمواصلة التنسيق مع كافة الأطراف بما في ذلك المملكة العربية السعودية للتعامل مع بعضها البعض وبذل الجهود الدؤوبة لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
00:12 | 26-12-2023

نتكاتف معاً للتغلب على الصعوبات.. وننطلق من النقطة الجديدة بعد المسيرة المشرقة للسنوات العشر الماضية

نعيش في عصر مليء بالأمل، ولكنه عصر مليء بالتحديات أيضاً. الوقوف على مفترق التاريخ، أم التضامن أم التفارق؟ أم الانفتاح أم الإغلاق؟ أم التعاون أم المواجهة؟ ترتبط الخيارات بالمصالح العامة للبشرية، كما أنها تختبر حكمة جميع البلدان.

منذ العصور القديمة، يكون أبسط رغبة للبشرية السلام والتنمية. بعد تجربة حروب وصراعات قاسية، ارتفع وعي شعوب العالم المتمثل في حرص السلام وتوسيع التعاون والتطور المشترك بشكل ملحوظ، وأصبح شوقهم وسعيهم لتحقيق مجتمع المستقبل المشترك أوضح.

في عصر التطور السريع للعولمة والمعلوماتية، أصبح التعايش بين دول العالم أكثر ترابطاً وتفاعلاً ووثاقة من أي وقت مضى. مهما تكون الدولة كبيرة أو صغيرة، متقدمة أو نامية، فإنها تتشكل مجتمع المصالح المشتركة والمسؤولية المشتركة والمستقبل المشترك بشكل متزايد تدريجياً، مع تشابك مصالحها، والتقاسم في السراء والضراء. ولن تتحقق الآمال الجميلة لكل دولة وكل أمة وكل شخص إلا عندما يتم الاهتمام بالمستقبل المشترك للبشرية. مهما كان المستقبل مشمساً أو ممطراً، فإن التكاتف والتضامن وتبادل الكسب المشترك هو خيار صحيح وحيد.

يشهد العالم الحالي التغيرات الكبيرة التي لم يسبق لها منذ مائة عام. تتصادم وتتشابك وتتعقد مشاكل قديمة وجديدة، ويواجه المجتمع البشري تحديات غير مسبوقة. مواجهة الأزمة العالمية، لا يمكن لأي دولة تسوية جميع المشاكل بنفسها مهما كانت قوتها، ويجب عليها أن تشارك في تعاون عالمي. مواجهة عصر متغير، يتعمق عجز السلام باستمرار، ويتوسع عجز التنمية فيه تدريجياً، ويصبح عجز الأمن أبرز، ويصبح عجز الحوكمة أكثر خطورة. ولا تستطيع نظرية العلاقات الدولية التقليدية حل المعضلة التي تواجهها البشرية. وتسار فكرة «حتمية الهيمنة لدولة قوية» و«إجلال القوة» و«لعبة المحصلة الصفرية» في طريق مخالف عن تجاه تقدم العصر. إن المجتمع البشري في حاجة ماسة إلى أفكار جديدة تتوافق مع ميزات العصر وتواكب التيار التاريخي.

في عام 2013، طرح رئيسي الصين شي جين بينغ مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بشكل إبداعي، مما يزود إجابة واضحة للسؤال العالمي والتاريخي والعصري: «أين اتجاه تقدم البشرية؟». يتمثل مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في ترابط المصير والمستقبل لكل أمة ودولة وكل شخص بشكل وثيق، ويقف جنباً إلى جنبٍ في الشدائد، ويشترك في السراء والضراء، ويتعايش بشكل متناغم، ويتبادل التعاون والكسب المشترك. يتجاوز مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية قانون الدائرة الصغيرة لسياسة التكتل ومنطق «القوة تأتي أولاً»، يتجاوز «القيم العالمية» التي تعرّفها دول غربية قليلة، ويواكب المفهوم التيار العصري، ويدعو إلى التآزر العالمي، ويدفع تقدم النظام العالمي إلى اتجاه أكثر إنصافاً ومعقولية.

يطرح مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية الحل الصيني لإصلاح وتكميل نظام الحوكمة الدولي. يتجذر مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في التراث الثقافي الصيني الراسخ، وينبع من ممارسة التحديث الصيني النمط، ويرث التقاليد الممتازة لدبلوماسية الصين الجديدة ويعززها، ويمتص ويستفيد من الإنجازات الحضارية البارزة للمجتمع البشري، ويظهر تراثه التاريخي الطويل وعلامته المميزة للعصر ومحتوياته الإنسانية الغنية. ويجمع المفهوم المهم القاسم المشترك الأكبر لشعوب جميع الدول التي تسعى إلى السلام والتنمية والاستقرار، ويرسم أكبر دوائر متحدة المركز بين الدول ذات الخلفيات الثقافية ومستويات التنمية المختلفة، ويتجاوز الفكر العتيق مثل لعبة المحصلة الصفرية وسياسات القوة ومواجهة الحرب الباردة، وقد أصبح راية واضحة تقود تيار العصر واتجاه التقدم البشري.

رحلة ألف ميل تبدأ بخطوة. خلال السنوات العشر الماضية، عزز الجانب الصيني العولمة الاقتصادية الجديدة بشكل نشط، وتمسك بطريق التنمية السلمية، ودعا إلى بناء العلاقات الدولية الجديدة الطراز، ومارس تعددية الأطراف الحقيقية، وعزز القيم المشتركة لجميع البشرية، وأصر على مساهمة الحكمة الصينية في دفع بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية دائماً. لقد أصر الجانب الصيني على تعزيز البناء المشترك عالي الجودة لـ«الحزام والطريق» دائماً، واقترح ودفع التطبيق لـ«المبادرات العالمية الثلاث الكبرى» من حيث التنمية والأمن والحضارة، وعمل مع المزيد من الدول والمناطق لصب القوة المحركة للتعاون الدولي في كافة المجالات، ومساهمة القوة الصينية لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بالعقيدة الراسخة والممارسة الصلبة. قد أصبح بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هدفاً عاماً تسعى دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية إليها. قد أثبتت التجربة الناجحة على مدى السنوات العشر الماضية مرة أخرى أن بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو خيار حتمي لاستيعاب قوانين التاريخ ودفع التنمية البشرية، وهو اتجاه صحيح لمواكبة التيار العصري وتحسين الحوكمة العالمية، وهو واجب ضروري للتمسك بالتنمية السليمة والسعي إلى تبادل التعاون والكسب المشترك.

لقد أدى اقتراح مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية إلى توافق واسع حول التضامن والتعاون في المجتمع الدولي، وجمع طاقة قوية للتعامل مع التحديات. وبالنظر إلى المستقبل، لا بد أن المفهوم سيظهر قوة الحقيقة الواضحة بشكل متزايد، ودوراً قيادياً أكثر بروزاً، وقوة الفكر التي تتجاوز الزمان والمكان، مما يفتح رؤية جميلة متمثلة في التنمية المشتركة والسلام المستمر والرخاء المستدام للمجتمع البشري. إن مستقبل البشرية مشرق، لكن المستقبل المشرق لن يأتي تلقائياً. ليس بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو أمنية طيبة فقط، بل هو عملية تاريخية تتطلب من أجيال من الناس العمل معاً لتحقيقه. إن الطريق أمامنا صعب وطويل، ولكن المسافة بين القدمين أطول. رغم أن الطريق أمامنا ملتوٍ، فإنه مليء بالأمل أيضاً. وطالما يشترك جميع دول العالم في التضامن، ويتماشى إلى الاتجاه الصحيح لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، فسنكون بالتأكيد قادرين على بناء العالم الذي ينعم بالسلام الدائم والأمن العالمي والرخاء المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال، ونعمل معاً على خلق مستقبل أفضل للبشرية!.
00:02 | 15-10-2023

يخلق التحديث على النمط الصيني آفاقاً جديدة للتعاون الصيني - السعودي في البناء المشترك لـ«الحزام والطريق»

منذ فترة طويلة، اتحد الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقيادتهم لكسر الصعوبات والعقبات على الطريق المتوجه للمستقبل وتعميق الإصلاح وتوسيع الانفتاح بكل حزم، ونجحا في إيجاد طريق التحديث على النمط الصيني، وحققا إنجازات مرموقة بعد التحمل والتخلص من المشقات التي لا تحصى. إن المثل العليا هي خلق عالم يتقاسمه الجميع. باعتبار الصين أكبر دولة نامية، فإنها تضع العالم ككل في عين الاعتبار وتعمل على مشاركة الخبرات والأفكار التي تم تلخيصها في عملية التحديث مع البلدان الشريكة المحتاجة إليها لتحقيق تنمية نفسها مع تزويد المزيد من الفرص الجديدة للتنمية العالمية.

في عام ٢٠١٣، طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ رسمياً مبادرة «الحزام والطريق». على مدى ١٠ سنوات مضت، ركزت المبادرة على تناسق السياسات وتواصل المنشآت وتيسير التجارة وتداول الأموال والتفاهم بين الشعوب، وعمقت التعاون العملي والاستفادة المتبادلة بين الحضارات باستمرار وترجمت الأفكار تدريجياً إلى أرض الواقع وجعلتها نتائج مثمرة. حسب البيانات الإحصائية وقعت الصين أكثر من ٢٠٠ وثيقة لتعاون بشأن البناء المشترك لـ «الحزام والطريق» مع أكثر من ١٥٠ دولة و٣٠ منظمة دولية. أسهمت المبادرة في تحفيز الاستثمار وجذبه بقيمة تقرب من تريليون دولار أمريكي وإنشاء أكثر من ٣٠٠٠ مشروع تعاون وتوفير ٤٢٠ ألف فرصة عمل للدول المطلة وتخليص نحو ٤٠ مليون نسمة من الفقر. من عام ٢٠١٣ إلى عام ٢٠٢٢، ازداد حجم التجارة في السلع بين الصين والدول المطلة من ١.٠٤ تريليون دولار أمريكي إلى ٢.٠٧ تريليون دولار أمريكي بنسبة زيادة ٨٪ سنوياً. تظهر ممارسة الصين للبناء المشترك لـ«الحزام والطريق» على نحو عالي الجودة أنها تشارك العالم بنشاط تجربة التحديث وإنجازاته وتكون دوماً من يبني سلام العالم ويساهم في التنمية العالمية ويحافظ على النظام الدولي ويقدم المنفعة العامة.

في ظل تطوير مبادرة «الحزام والطريق» إلى جودة عالية على مدى عشر سنوات ماضية، استمرت الصين والمملكة العربية السعودية بتعزيز مواءمتهما الإستراتيجية وتعميق الثقة السياسية المتبادلة وتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري في الازدهار. منذ عام ٢٠١٣ أصبحت الصين أكبر شريك تجاري للمملكة. تتكامل الصين والمملكة بعضهما البعض في المزايا الاقتصادية للغاية وتمتلكان إمكانيات كبيرة للتعاون. يفتح الجانبان آفاق التعاون ويبتكران على الدوام في مجالات التجارة والطاقة والبنية التحتية والاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية على «طريق الحرير» والزراعة والتبادلات الشعبية والثقافية وغيرها. على سبيل المثال، في مجالات البنية التحتية والطاقة، أولاً: قامت شركة سي أر سي سي (CRCC) للقطارات ببناء أول خط القطار الخفيف في الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية – قطار المشاعر المقدسة لنقل ضيوف الرحمن، الذي يعتبر مشروع النقل بالسكك الحديدية بأكبر قدرة تصميمية وأكثر وضع التشغيل تعقيداً ومهام التشغيل ثقلاً في العالم، وقد أكمل عملية نقل ضيوف الرحمن في موسم الحج لتسع مرات متتالية بنجاح. ثانياً: أكملت الشركة الصينية مشروع قطار الحرمين العالي السرعة بجودة عالية ومعايير عالية، مما يختصر وقت التنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى ساعتين ويحسّن كفاءة النقل المحلي بقوة ويعزز تنمية التجارة والأعمال في المناطق على طول الخط. ثالثاً: تشترك شركة سينوبك (SINOPEC) الصينية وشركة أرامكو في الاستثمار لبناء مصفاة تحويلية متكاملة في ينبع (YASREF). تستخدم المصفاة ٤٠٠ ألف برميل يومياً من الخام العربي الثقيل لإنتاج أنواع عالية الجودة من الوقود والمنتجات المكررة عالية القيمة، ويبلغ إنتاجها السنوي ٢٠ مليون طن، وقد أصبحت نموذج التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والمملكة. وفي مجالات الطاقة الخضراء والتكنولوجيا الرقمية، أولاً: وقعت شركة سينوبك الصينية (SINOPEC) مع شركة أرامكو السعودية مذكرة التعاون لتعميق الاستثمار ومشاريع الطاقة الهيدروجينية. ثانياً: تعاونت شركة هواوي مع الأكاديمية الرقمية السعودية لتدريب المواهب المحلية في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والأمن السيبراني وتقنية شبكات الجيل الخامس. وثالثاً: وقعت شركة علي بابا والشركة الصينية الأخرى الاتفاقية مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) لتعزيز بناء المدن الذكية وتطوير تقنية الذكاء الاصطناعي باللغة العربية لمساعدة المملكة على استكمال تحولها إلى الاقتصاد الرقمي. في العام الماضي، حضر الرئيسان الصيني والسعودي مراسم التوقيع لخطة المواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية 2030»، الأمر الذي سيعمل بنشاط على تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والقدرة الإنتاجية والطاقة والتجارة والاستثمار والتبادل الثقافي بين البلدين، ومن المؤكد أن سيدفع التعاون العملي الثنائي ويحسّن رفاهية الشعبين.

منذ أن توليت منصبي، أخبرني العديد من الأصدقاء السعوديين أنهم يأملون في التعلم من تجربة التنمية الممتازة للصين في مختلف المجالات من أجل مساعدة المملكة على تسريع إكمال «رؤية 2030». في رأيي، إن أفكار الركائز الثلاث لـ«رؤية 2030»، أي الدولة الأساسية للعالمين العربي والإسلامي، وقوة الاستثمار العالمية، والمحور العالمي الذي يربط القارات الثلاث في آسيا وأروبا وأفريقيا، تتوافق بشكل كبير مع مبادرة «الحزام والطريق». في هذا العام، ستستضيف الصين الدورة الثالثة لـ«منتدى الحزام والطريق» للتعاون الدولي، والذي سيضخ زخماً جديداً في التعاون الدولي في مبادرة «الحزام والطريق». إن الصين على استعداد للعمل مع المملكة العربية السعودية على مواصلة الترويج لمواءمة بين مبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية 2030» لتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك للجانبين في عملية التحديث ولفتح آفاق أفضل لعلاقات الصداقة بين الصين والمملكة العربية السعودية.
00:25 | 27-07-2023

لا يُسمح لمس الخط الأحمر لمسألة تايوان ويستحق دعم صحة التاريخ لها

تحدت بعض الدول على التوالي الخط الأحمر الصيني لمسألة تايوان مؤخراً: التواطؤ مع سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني، إغضاء عن زيارة «العبور» لزعيمة تايوان تساي إنغوين في الولايات المتحدة الأمريكية والتقاء رئيس مجلس نوابها، بيع أسلحة لتايوان، اختلاق الأكاذيب مثل «مسألة تايوان ليست من الشؤون الداخلية للصين» و«يحاول بر الصين الرئيسي من جانب واحد استخدام القوة أو الإرغام العسكري لتغيير الوضع الراهن في مضيق تايوان» و«الصين مسؤولة عن الوضع المتوتر في مضيق تايوان». تتبع بعض الدول الولايات المتحدة وتردد صداها، على سبيل المثال، قلب رئيس دولة ما الصحة والخطأ قائلاً إن مسألة تايوان هي قضية دولية، وقامت رئيسة الحكومة السابقة لبلد معين بزيارة تايوان قريبا. تحاول هذه الدول إرسال إشارة خاطئة خطيرة إلى القوى الانفصالية لـ «استقلال تايوان» من خلال «حيل صغيرة»، من أجل خلق «انقسام دائم» بين جانبي المضيق واستفزاز الأمن والاستقرار في آسيا والمحيط الهادئ، الذي يظهر نيتها ذات غرض خفي بوضوح.

لم تتغير الحقيقة أن مسألة تايوان شأن داخلي للصين. من حيث المبدأ القانوني، تأسست الحكومة الشعبية المركزية لجمهورية الصين الشعبية في 1 أكتوبر 1949 وحلت محل حكومة جمهورية الصين السابقة لتصبح الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. لم يغير تأسيس الصين الجديدة موضوع القانون الدولي وسيادتها ووحدة أراضيها وحدودها المتأصلة، ستواصل حكومة جمهورية الصين الشعبية ممارسة سيادتها على تايوان بطبيعة الحال وفقًا لنظرية «الميراث» في القانون الدولي. ينص «دستور جمهورية الصين الشعبية» على أن تايوان جزء من الأراضي المقدسة لجمهورية الصين الشعبية. وكتب المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني معارضة الحازمة لاستقلال تايوان «وكبته» في «دستور الحزب الشيوعي الصيني». كل ما سبق يظهر التصميم الراسخ للحزب الشيوعي الصيني وجميع أبناء الشعب الصيني على حماية السيادة الوطنية ووحدة الأراضي. ومن حيث التاريخ، من حوالي عام 610م حتى اندلاع الحرب الصينية اليابانية في عام 1894م، انتقل السكان من ساحل الصين الجنوبي إلى تايوان وأنشأوا رسمياً وكالات إدارية تابعة للحكومة المركزية الصينية. بعد الحرب العالمية الثانية، كانت عودة تايوان التي احتلها الفاشيون اليابانيون لفترة طويلة إلى الصين جزءاً مهماً لإعادة تشكيل النظام الدولي، حيث أكد كل من «إعلان القاهرة» و«إعلان بوتسدام» بوضوح سيادة الصين على تايوان. إن أي تصرف لتواطؤ أو دعم «استقلال تايوان» هو تدخل في الشؤون الداخلية للصين وانتهاك بشكل خطير القواعد الأساسية للعلاقات الدولية وحدي النظام الدولي القائم.

يمثل مبدأ الصين الواحدة التواقف العام للمجتمع الدولي. قبل الشهرين، قد أعلنت حكومة جمهورية هندوراس أنها تعترف بوجود صين واحدة فقط في العالم، وأقامت الصين فورا علاقات دبلوماسية رسمية مع هندوراس. في السنوات الأخيرة، قد قطع باناما والجمهورية الدومينيكانية وسلفادور ونيكاراغوا وغيرها من «تحالفات تايوان السابقة» العلاقات مع تايوان واحدة تلو الأخرى، وأقامت أو استأنفت العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. إن 182 دولة بما فيها الولايات المتحدة قد أقامت علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية حتى الآن. لقد وقفت معظم الدول في العالم على الجانب الصحيح للتاريخ، مما يدل على أن مبدأ الصين الواحدة هو توافق المجتمع الدولي واتجاه عام لا يقاوم. ومن بين المنظمات الدولية، تم التأكد من مبدأ الصين الواحدة في القرار رقم 2758 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1971. وتؤكد الأمم المتحدة مراراً وتكراراً على أنها تتعامل مع الشؤون المتعلقة بتايوان على أساس هذا القرار. ينص الرأي القانوني الرسمي لمكتب الشؤون القانونية التابع للأمانة العامة للأمم المتحدة بوضوح على أن «سلطات تايوان لا تتمتع بأي شكل من أشكال الوضع الحكومي». يحق لحكومة جمهورية الصين الشعبية أن تقرر مشاركة تايوان في المنظمات الدولية الحكومية الدولية. لا تسمح المنظمات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية واللجنة الأوليمبية الدولية ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) وغيرها بمشاركة تايوان فيها إلا تحصل على موافقة حكومة جمهورية الصين الشعبية على مشاركتها بالاسم الصحيح أو المناسب. إن تمسك المجتمع الدولي بمبدأ الصين الواحدة يمثل احترام القانون الدولي والاعتراف بمكانة وسلطة الأمم المتحدة. تتبنى أي دولة معايير مزدوجة على مسألة تايوان ستحصد الشوك الذي تزرعه بالتأكيد.

يهدد التواطؤ بين الولايات المتحدة وسلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في الجزيرة السلام والاستقرار في مضيق تايوان. يتوتر الوضع في مضيق تايوان باستمرار في الوقت الحالي، لأن سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي «تعتمد على الولايات المتحدة في السعي للاستقلال» وترفض الاعتراف بمبدأ الصين الواحدة من ناحية. ومن ناحية أخرى، من أجل كبح تطورات الصين، تحرّض الولايات المتحدة ما يسمى بـ «دعم استقلال تايوان لكبت الصين»، وتدعي أنها تلتزم بـ«مبدأ الصين الواحدة» بينما تتواصل مع الحزب الديمقراطي التايواني التقدمي. في الوقت نفسه تقول إنها لا تؤيد «قوى انفصالية» استقلال تايوان، بينما تبيع أسلحة متطورة لتايوان وتتغاضى عن سعيها للاستقلال بالقوة. ظلت سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في السلطة لأكثر من 6 سنوات، ويستمر في تبديد الأموال المكتسبة بعرق ودم التايوانيين بمبلغ 22 مليار دولار أمريكي لشراء الأسلحة من الولايات المتحدة بدلاً من التركيز على تحسين معيشة الشعب، الأمر الذي يربط الشعب التايواني بعربة «استقلال تايوان» ويجبر الشباب التايوانيين على الضحية لاستقلال تايوان كوقود للمدافع. أبدت سلطات تايوان حسن النية تجاه الولايات المتحدة، لكن ما حصلت عليه في المقابل كان اقتراحاً سخيفاً من السياسي الأمريكي لتفجير شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) لمنع بر الصين الرئيسي من مهاجمة تايوان. وفقاً لاستطلاع الرأي الأخير في تايوان، فإن 56.6% من الناس لا يعتقدون أن الولايات المتحدة دولة تحافظ على كلمتها، و55.4% من الناس يعتقدون أن الولايات المتحدة تستغل تايوان فقط، وما يقرب من 40% من الناس يعتقدون أن المساعدة العسكرية الأمريكية ستدفع تايوان إلى الحرب. ففي نظر معظم التايوانيين، عززت الولايات المتحدة هيمنتها وكسب سياسييها الأصوات لأنفسهم تحت شعار الحفاظ على السلام في مضيق تايوان. يرفض الشعب الصيني في جانبي المضيق معاً أن القوى المناهضة للصين التي تترأسها الولايات المتحدة تتواطأ مع قوى استقلال تايوان في محاولة إثارة الأمواج في مضيق تايوان الهادئ وخلق العوامل غير المستقرة.

يجب أن أتحدث عن الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية جامعة الدول العربية عندما أشير لمسألة تايوان الصينية. وبجهود مشتركة للسعودية وأعضاء الدول العربية الأخرى، تم الاتفاق في الاجتماع على عودة سورية إلى جامعة الدول العربية. وسيسهم هذا الشأن في التضامن الإقليمي والتنمية والإنعاش والسلام والاستقرار منسجماً مع المصالح الطويلة المدى للدول العربية. ينبغي لهذا الشأن أن يدعو للفرح، ولكن الخارجية الأمريكية أدانت جامعة الدول العربية لقبولها سورية مرة أخرى، قائلة إنها لا تؤيد حلفاءها وشركاءها في الشرق الأوسط بشأن مثل هذه التصرفات، وفي الوقت نفسه أعلنت تمديد العقوبات أحادية الجانب ضد سورية فورياً. هذا السلوك مثل الإكراه الدبلوماسي وتقسيم الوحدة الإقليمية من خلال خلق الصراعات وتقويض عملية الحوار يتمثل في تايوان وليبيا واليمن وغيرها من الدول بوضوح.

الشرق الأوسط تملكه شعوبه، يجب أن تقرر شعوب الشرق الأوسط شؤونه بشكل مستقل. إن حل مسألة تايوان شأن خاص بالصينيين فقط، ولا يحق لأي دولة أخرى التدخل فيه. يعتبر مبدأ التوحيد السلمي، دولة واحدة ونظامان هي أفضل طريقة لتحقيق إعادة التوحيد عبر المضيق والأكثر فائدة للمواطنين على جانبي المضيق وللأمة الصينية بأكملها. إن التمسك بمبدأ الصين الواحدة هو توافق دولي، وإعادة التوحيد الكامل للصين اتجاه تاريخي صحيح. وسيواصل الجانب الصيني التبادلات الودية مع دول العالم على أساس الالتزام بمبدأ الصين الواحدة واقفة على الجانب الصحيح من التاريخ معاً. نريد أن نحذر قوى «استقلال تايوان» و«القوى الخارجية المناهضة للصين»: إن مسألة تايوان هي خط أحمر للصين، ولن نغمّض أبداً عمن يريد إثارة ضجة حول مبدأ الصين الواحدة. لن نتراجع أبداً أمام من يتخذ خطوات بشأن سيادة الصين وأمنها. فإن هذه التصرفات شأن اللعب بالنار، ومن يلعب بالنار سيحرق نفسه حتماً.
21:30 | 20-05-2023