أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1699.jpg&w=220&q=100&f=webp

عيسى الزرعوني

أخوة في السماء والأرض

من يريد أن يعلم أين تقع أوروبا الجديدة، فعليه أن يرى دول الخليج العربي، وماذا يصنع الطموح فيها، الذي امتد من الأرض إلى السماء.. فصناعة الأحلام وتحقيقها أصبح منهجاً لدى قيادة المملكة، ووصول «ريانة برناوي» أول رائدة فضاء عربية وسعودية لمحطة الفضاء ما هو إلا مثال واحد مما يصبو إليه سمو الأمير محمد بن سلمان بأن التميّز صناعة سعودية.

بداية كلام ريانة بـ«السلام عليكم من الفضاء» وتباشير مُحيّا رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي وهو يقدم التمر في استقبالها مع رائد الفضاء «علي القرني» -وهو السعودي الثاني بعد الأمير سلطان بن سلمان- ولسان حال «النيادي» يقول: أهلاً بالأحبة أهلاً بريحة أرضنا، مرحباً بأخوة الأرض والسماء..

هذه المرة الأولى 3 رواد فضاء عرب في اللحظة نفسها داخل محطة الفضاء الدولية، حتماً ستغيب وحشة المكان وبُعد الأرض وأهلها، لوجودهم جنباً إلى جنب في أبحاثهم ومشوارهم العلمي والمهني، وتسامرهم في أوقات فراغهم البسيط، لتستكمل الدولتان البحوث العلمية في الفضاء ووضع تجارب عملية تستفيد منها البشرية.

وأتذكر جملة أول رائد فضاء وطأت قدمه سطح القمر عام 1969 الأمريكي «نيل أرمسترونج»:

«إنها خطوة صغيرة لإنسان، ولكنها قفزة عملاقة للبشرية!».. وخطوات النيادي والقرني وبرناوي، قفزات في طموح الشباب العربي، والاعتقاد بأن بعض التخصصات والمجالات بعيدة عنّا ولأناس غيرنا، هيّ مجرد وهم الآن.. فهذا الشغف الذي يدور في ذهن الحكومة السعودية والإماراتية، وتحطيم الأرقام الصعبة، ما هو إلا مزمار يطرب عقول المجتهدين في أرجاء الأرض العربية بأننا سنضع وجودنا في كل المجالات وبسواعدنا الوطنية ولا ينقصنا شيء طالما نمتلك الرؤية ونسعى لها.

إننا في هذه اللحظات التي لن تُنسى نعيد تشكيل محطة الفضاء الدولية وتضع المملكة العربية السعودية بصمتها مرة أخرى، لتألف السماء الحديث العربي وكلامه، وتعطي أول رائدة فضاء عربية وسعودية «ريانة برناوي» أكبر الأمثلة بأنها أخت الرجل في عمله وبحثه وطموحه، وتصبح الإلهام لكل امرأة في العالم العربي بأن كلمة مستحيل كتبها الكسالى.
00:13 | 24-05-2023

هل أنت راضٍ؟

أود أن اتحدث عن الجوع الذي لا يشبع داخل أنفسنا، وأنه صار لا يشبعنا ما في أيدينا، وأن عدم الرضا هي السمة السائدة..

ترى أشخاصاً ناجحين في عملهم وتجارتهم وأسرتهم، ويأكلون ويلبسون من أفضل الأماكن، إلا أن العبوس سيد الموقف، لماذا؟!

«أريد أن أصبح أفضل، ويُشار إليّ بالبنان»، وعندما تحدثه عن القناعة وأن يحمد الله على ما عنده، يرد عليك بقول الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز «إن لي نفسا تواقة وما حققت شيئا إلا تاقت لما هو أعلى منه».. الطموح جميل لا أحد يمنعك، ولكن استمتع بنجاحاتك الحالية، لأنك في هرولتك المحمومة نحو المزيد من التألق والمزيد من النجاح وشراسة المنافسة التي تصل لمستويات تتخطى مبادئك من أجل الوصول فقط، ويا ليتك تصل وتكتفي وتشعر بالسعادة، بل تحطم كل شيء معك، أوقاتك مع أسرتك ومع نفسك وصحتك وأحياناً سمعتك، لأنك تريد البريق لا ينطفئ من حولك..

في الماضي كانت معايير السعادة والرضا، ومقاييس النجاح والإنجاز، تُقاس بأدائك الأسري وتواصلك الاجتماعي، عن كونك ابناً باراً، وزوجاً طيباً، أو أُمّاً صالحة..

الآن يريد أن يتسم بالاستثنائية، أن يحقق إنجازات خارقة، أو يحصد شهادات فارقة، وأكبر مخاوفه أن يكبر مغموراً لا يعرفه أحد سوى أسرته وزملاء عمله..

لماذا أصبح النجاح يُقاس بحجم «الصخب» الذي يخلقه، لا «الأثر» الذي يصنعه؟ وأن يعيش حياة «عادية»، وألا يكون بطل زمانه، واستثنائياً وصاحب مانشيتات في الصحف والمواقع الإلكترونية، حتى أصبح «هَوَس الترند» هو الشغل الشاغل، ويشاركون أي موجة ترند، المهم أن يبرز ويحقق شهرة زائفة حتى يُقال هذا هو صاحب العمل الفلاني أو الفعلة الفلانية، ولا يهم إن كانت مُشرفة أو «سواد وجه»، المهم أن يدخل التاريخ، ولا يعلم أن «أبا جهل» أيضاً دخل التاريخ، ولكن من أي باب!

أريد أنا وأنت والجميع بأن نكون ناجحين ومؤثرين في مجتمعنا ونحقق الوفرة في المال والعيال والصحة، حتى نصل للسعادة، ولكن كيف سنصل للسعادة من دون رضا؟

يجب أن نتذكر أن الرضا النفسي هو الهدف الحقيقي في هذه الحياة، وأنه يمكن الحصول عليه عن طريق العمل على تطوير الذات والاهتمام بالنفس، وعن طريق الحفاظ على الروابط الاجتماعية الصحية.

علينا أن نتذكر أن السعادة الحقيقية لا تأتي من الخارج فحسب، بل تأتي من الداخل، وهو ما يحتاجه الكثير منا في هذا العالم الذي يتسم بالتنافس والتسلط.
00:05 | 15-05-2023