أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1475.jpg&w=220&q=100&f=webp

لواء محمد مرعي العمري

بين حق المواطن في العمل.. وخبرة الوافد

أصبح تعريف الفساد فضفاضاً بتعدد السبل واختلاف الطرق المتبعة لارتكابه، ولكنه يكون أخطر عندما يصبح «فساداً مقنعاً» بحيث يتمُّ من خلال استغلال بعض الإجراءات لجهاتٍ يفترض أن تكون أحرص وأغيَر على الوطن من غيرها للحيلولة دون أن يمرق العبث من خلال إجراءاتها فيصبح واقعاً نعيشه، كما هو الوضع القائم في استقدام العنصر الأجنبي وتمكينه من الحصول على فرصة العمل في الوقت الذي يتم إقصاء أبناء الوطن وحرمانهم من تلك الفرص تحت مبرراتٍ واهيةٍ، ولطالما تم تداول هذا الأمر ولم يعد خافياً على أحدٍ.

فعندما يفِدُ إلينا من أسعدتهم حظوظهم وبتواطؤ من بني جلدتهم ممن سبقوهم إلى هذه الأرض المباركة بعد إنهاء الترتيبات لاستقدامهم، ويصل الأجنبي ويباشر وظيفته في أيامٍ معدوداتٍ، فقد تصبح الأبواب مشرعةً أمامه ليجد نفسه في فترةٍ وجيزةٍ أضحى مسؤولاً عن بعض العاملين، ويكون من بينهم ابن الوطن الذي بات مصيره بيد رئيسه الأجنبي، وهذا للأسف واقعٌ ملموسٌ في شركات ومؤسسات القطاع الخاص.

نعم.. إنها الحقيقة المؤلمة التي لا بد من وضعها على منضدة المكاشفة والصراحة لتتبع الطرق التي يسلكها كلُّ من يريد الحصول من الوافدين على فرصة عملٍ في وطننا، مع أن تعرُّج تلك السبل وانحناءاتها لا يحولان دون وصوله إلينا بسرعة تفوق «سرعة الضوء». وفي المقابل المواطن السعودي (من الجنسين) المؤهل علمياً وعملياً، وعلاوةً على تأهيله حتماً سيكون لديه من المحفزات والطموح المتدفّق ما يدفعه بعد الحصول على الاستقرار الوظيفي والاجتماعي في وطنه أن يبدع ويبتكر في مجال عمله والشواهد كثيرة، لكنه يفاجأ عندما يتقدم للوظيفة بأنها قد وضعت أمامه أصناف العراقيل، وتفنن واضعو شروط القبول في (تطفيشه) بحجة عدم وجود شهادة الخبرة الكافية. ومن المضحك المبكي أن واضعي تلك العوائق عادةً يكونون من الوافدين فيختلقون الشروط التعجيزية لقبوله، سعياً في الاحتفاظ بتلك الوظائف لأقاربهم ومعارفهم من بني جنسهم وربما كان باتفاق مسبقٍ للحصول على مكاسب شخصيةٍ يجنونها ممن يقع عليه الاختيار للقدوم للمملكة، ثم يقنعون صاحب الصلاحية بأن لديهم الكوادر المؤهلة والجاهزة لدخول سوق العمل مباشرةً وبأجورٍ أقل فيسيل لها لعابه ويقع في الفخِّ (ويبصم) بالموافقة على استقدامهم وبعدما يحصلون منه على (الريق الحلو والضوء الأخضر) لا يترددون أن يوجهوا من اختاروهم إلى كيفية الحصول على شهادات الخبرة (المزوَّرة طبعاً) بثمنٍ زهيدٍ قد لا يتجاوز قيمة إحدى وجبات طعام الوافد في محطات طريق قدومه إلى المملكة.

وأعتقد أنه بات لزاماً أن نكون جادِّين في معالجة هذا الخلل إذا ما أردنا فعلاً تصحيح مساراتنا لنواكب تطلعات القيادة الحكيمة في تفعيل الرؤية المنشودة التي بحول الله سوف تأخذنا إلى الآمال والتطلعات، لكن ذلك لن يتحقق ما لم تبادر الجهات المعنيّة إلى تقصي الحقائق وكشف المستور عمَّا تعانيه الكثير من الشركات والمؤسسات من سطوة العنصر الأجنبي، وما لم تقم تلك الجهات المعنيّة بدورها كما ينبغى فحتماً سوف تتعثر كثيرٌ من الأهداف المنتظرة.

(خاتمة):

لا تدعْ غيرك يلوِّنُ حياتَك، فقد لا يحملُ بيدهِ سوى اللون الأسود.

كاتب سعودي

Muhammad408165@gmail.com
23:58 | 16-12-2020

بيعة التأكيد.. لريادة العالم

غداً سوف يترأس خادم الحرمين الشريفين قمة G20 والتي تأتي في ظل معطياتٍ متباينةٍ عن الأوضاع التي تعصف بالعالم كظروف الانتخابات الأمريكية - وإن كانت منطقياً قد حسمت لصالح الديمقراطيين، لكن المخاض العسير غير المسبوق لتسليم مقاليد رئاسة أمريكا للرئيس المنتخب ينذر بوقوع تداعيات وتصادماتٍ غير معهودةٍ، أو كالظروف الصحية التي فرضتها جائحة كورونا على العالم دون استثناءٍ، أو الممارسات غير المنضبطة التي تتولَّى كِبرها بعض التنظيمات الفوضوية والإرهابية تحت ستار الدين كما يحدث من حركة الإخونجية على مستوى العالم والتي تتنامى مع إتاحة المناخات الخصبة لها كما يقرّره النظام التركي الحالي أو من خلال الأموال المغدقة من أنظمة لا تعرف أبسط مبادئ الحفاظ على كينونتها واستغلال ما تحت أيديها لخير أوطانها ومواطنيها.

وعندما أقول في العنوان بأن بيعة السعوديين لقيادتهم هي ليست للتجديد وإنما للتأكيد فلم أجافِ الحقيقة، فالمعلوم أن التجديد يكون عادةً عندما يعتري ما يراد تجديده البلى أو انتهاء الصلاحية، وهذا ولله الحمد ما لا يوجد في العلاقة الروحية الفريدة بين قيادتنا وشعبها الوفي الذي يبادل اهتمامها به وبذلها السخي كما سيأتي لاحقاً - بالولاء الذي لا يوجد له مثيل في كل أرجاء المعمورة.

وبالتالي فالذكرى السادسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي كما تقدم تأتي في ظروفٍ استثنائيةٍ بكل المقاييس ليست للتجديد وإنما لتأكيد علاقةٍ راسخة القواعد شامخة البناء. وللقارئ الكريم المنصف بنظرةٍ واقعية أن يعي حقيقة ما أومأت إليه، ودونكم بعض الأمثلة الحيَّة القريبة عوضاً عن أن هذا هو ديدن قيادة هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس مروراً بأبنائه الملوك الذين تولوا دفَّة الأمور من بعده رحمهم الله جميعاً بحكمةٍ واقتدارٍ حتى عهدنا الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين.

نعم.. لقد تجلت علاقة القيادة بالمواطن بل حتى بمن يعيش على أرض المملكة في أصدق معانيها عندما اجتاح وباء Covid-19 العالم، وقد رأينا كيف أصاب الهلع معظم دول وشعوب الأرض حتى في الدول التي تعتبر نفسها هي العالم الأول وشاهدنا جميعاً كبريات المتاجر وقد أغلقت والحياة في كثير من الدول كيف أصابها ما يشبه الشلل التام تبعاً لما أعلن من استشراء الوباء حتى تجاوزت الإصابات في بعض تلك البلدان حاجز المليون كما تابعنا الهستيريا في تطبيق المعايير الصحية والمفاهيم التي شاعت حتى قرأنا ما تردد بأن دولاً في أوروبا اعتمدت مفهوم ما يعرف (بمناعة القطيع، بل وحتى تقرير القتل الرحيم). بينما في السعودية العظمى ما إن يصل نبأ تواجد أو إصابة أحد المواطنين الذين كانوا خارج الوطن مع بداية الجائحة حتى سارعت الدولة ممثلة في سفاراتها وقنصلياتها في مختلف الدول إلى توجيه النداءات للمواطن السعودي بمراجعة سفارة بلاده ووفرت له السكن في أفخم الفنادق وتوفير كل ما يحتاجه تمهيداً لإنهاء فترة التحقق من تجاوزه الحالة ثم إنهاء ترتيبات عودته، وكذلك الحال للأجانب الذي يتواجدون في المملكة حظيوا بالرعاية الصحية المجانية المتكاملة بل حتى من كان وجودهم غير نظامي تم التعامل معهم بأسمى معاني الإنسانية وشملتهم الرعاية والعناية من خادم الحرمين الشريفين الذي أصدر توجيهاته بهذا الصدد.

لذلك حُقَّ لنا كسعوديين أن نقول بكل ثقةٍ أن ذكرى البيعة التي تتزامن مع ترؤس المملكة لمجموعة العشرين وعقد القمة الافتراضية على أرضها هي أبلغ دليلٍ على أحقية بلادنا بأن تتبوأ المكانة المرموقة بين دول العالم وأن البيعة للقيادة تأكيدٌ لا تجديد.

كاتب سعودي

Muhammad408165@gmail.com
01:58 | 20-11-2020

قبائل يام: ولاءٌ وانتماءٌ

خلال اليومين الماضيين، تناقلت بعض وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مكررة يظهر فيها بعض شُذَّاذ الآفاق من المأجورين الموالين لزعيم عصابة الحوثي المارقة في اليمن، وهم يرددون ولاءهم وتبعيتهم المطلقة لذلك الزعيم الأخرق بعدما خان مجتمعه ووطنه وارتضى لنفسه بأن يكون ألعوبةً في أيدي الأعداء لتدمير مقدَّرات أرضه وتقتيل وتشريد أبناء جلدته. وكان الحضور المزعوم لأولئك السذج تمثيلية وفبركة بزعم المشاركة في إحياء بدعة ما عرف بالمولد النبوي.

وما دعاني لكتابة هذا المقال هو ما حوته تلك المقاطع من افتراءات وأباطيل بإقحام اسم قبيلة عريقةٍ عُرفت بولائها لوطنها وقيادتها وضحَّت على مر العصور بالغالي والنفيس من الرجال والأموال للدفاع عن حياض الوطن، وتلك هي قبيلة يام.. يام الشموخ والإباء والوفاء بالعهود والمواثيق مع ولاة أمر هذا الوطن الغالي منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا.

ولعل من نافلة القول الذي لا يحتاج لبراهين أن ما أكتبه ليس بالأمر الجديد، أو ما لم يكن معلوماً لدى الدولة -أيَّدها الله- عن ولاء قبيلة يام، شأنها في ذلك شأن كل قبائل ومواطني مناطق المملكة، حيث يرتبط أبناء هذا الوطن بقيادتهم بعلاقةٍ فريدةٍ قوامها الحبُّ التلقائي غير المتكلِّف والسمع والطاعة، كما أن قبائل يام لا تنتظر تزكيةً من أحدٍ إطلاقاً، فشواهد التاريخ خير برهان.

غير أنني أكتب ما أدين لله به انطلاقاً مما عرفته عن أبناء قبيلة يام في منطقة نجران.. نجران النخوة والشهامة.. نجران التاريخ المجيد، التي عشت فيها طفولتي ودراستي حتى أكملت الثانوية، وريعان شبابي، وفترة من شرف خدمتي العسكرية لوطني كانت في تلك المنطقة العزيزة، فقد عشت بين أهلها الأوفياء الأعزاء على قلبي.

ولذلك، فمن الإنصاف ومن الواجب أن أدوُّن مشاعري بعدما شاهدت وسمعت تلك الفرية وذلك التدليس الممنهج الذي لن يجني من خطط له سوى الخيبة والخسران. وتلك رسالة إفلاس حوثية موجهة للداخل اليمني أكثر من أي شيء آخر.

ومن يدرك المحاولات اليائسة لأعداء وطننا الحبيب ومحاولة ضرب هذا النسيج الاجتماعي المتماسك وهذه العلاقة الوجدانية بين المواطن وقيادته لن يعوزه فهم ومعرفة من يقف وراء هذه الممارسات المكشوفة في شراء الذمم بالمال القطري القذر الذي عاث فساداً في جُلِ البلاد العربية لتحقيق أطماع وتطلعات من لا يروق لهم استقرار هذه البلاد المباركة، بل واستقرار المنطقة كلها. وحتما، نقول بكل ثقةٍ واعتزاز، موتوا بغيضكم، خبتم وخاب مسعاكم وستبقى يام الولاء والانتماء.. يام الشرف والإباء عصيَّة على أهدافكم الدنيئة وخططكم الواهية، وستبقى بلادنا منيعةً ضد أطماع الحاقدين، فكلّ من حاول النيل من علاقة المواطن السعودي بقيادته قد انكشفت خططه وتبخَّرت أحلامه وذهب إلى مزبلة التاريخ ولم يحصد سوى الحسرة والندامة.

كاتب سعودي

Muhammad408165@gmail.com
00:04 | 2-11-2020