أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://www.okaz.com.sa/okaz/uploads/global_files/author-no-image.jpg?v=1

نايف الفهادي

تأسيس للإنسان وركيزة للقيم

أن يجد الإنسان يقيناً وقيماً وثباتاً، وهوية جامعة، في عصور من الاضطراب والشك، وتضارب المصالح الضيق. أن يصحو على مستقبل يتشكل اليوم في رسوخ الرؤية، وخير البشرية، وصالح الكوكب أجمع، في أوقات تبدو حتى أشد القيم رسوخاً عرضة لرياح التكسب والحشد السياسي، وأن يجد الإنسان تاريخاً ممتدًا لثلاثة قرون من البناء الدؤوب، والإخلاص المستمر، وتسلسل عظيم من قادة ورجال ونساء أسلموا لبنات البنيان بعزم حتى انتهت لنا اليوم. فثمّ الهوية التي تفسر بناء الإنسان وعمران الأرض، والمستقبل الذي يعني بذل اليوم لخير ومصلحة أجيال الغد، والولاء الذي يسخر ضيق الذات لسمو الغايات. ثمّ الوطن.

يعني الاحتفال بيوم التأسيس، بالذات، احتفالاً بما ترسخ لدى مواطن هذه الأرض، رجلاً أو امرأة، شيخاً أو طفلاً، وبما يحتاجه إنسان هذا العصر تحديدًا، من يقين الركيزة الأولى، ومما كابدته وتجشمت عناءه طوال ثلاثة قرون أجيالٌ كان محركها الإيمان المخلص لا سواه. إن مفهوم الحق، الذي غُرِست على ضفافه راية الوطن ونخلته، المتجاوز لضيق أفق الصواب السياسي، وتغير المفاهيم والقيم تبعًا لتغير المصلحة الآنية، جاء من عراقة ثقافة أصيلة، تلقفها رجال يؤمنون بها الإيمان الحق المتجدد، غير المتغير تبعاً لمزاج الفرص المؤقتة. جاء من رسالة إلهية تنفسناها فطرة وسلوكاً قبل أن نخطو أول خطواتنا على هذه الأرض، فلا نترك موكب الإنسان نهباً للتجارب وطوفان الأهواء، ولا سفينة الوطن مجالاً لتجاذب المصالح وعنجهية النوايا الطارئة.

لا أقرأ في التاريخ سيرة تشبه سيرة هذا الوطن ورجاله، حيث الامتداد الغني، كما لو أن الرجال الأوائل، أئمة وملوكاً، قد عملوا على قلب رجل عزوم واحد، وكما لو أنهم اتفقوا بلا رجعة على مرجعٍ من قيم عربية وإسلامية أصيلة، فلم يحيدوا عن كرم ونخوة، وإباءً أمام المعتدي ولين جانب مع الأخ والصديق، وصلابة في وجه الجهل والفوضى ويداً لينة للتوافق والنمو. كما لو أن ثلاثة قرون قد كتبت في صفحة واحدة من خير الإنسان، وحق القيم، ويقين الوجهة.

وقلما أجد حاضراً مشرقًا، كحاضر وطني في يوم تأسيسه الخالد. في تجدد المعنى، والفخر بهوية حملتها الإرض وإنسانها، وفي كلمات قائدها، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، وفي الأمل المتمثل برؤية ولي عهدها، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، إنه حاضر الفخر بالهوية، والتاريخ، والقيم، معاً في يوم خالد واحد.

*سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان

18:18 | 22-02-2023

عام استثنائي.. حدث استثنائي.. وتفوق استثنائي

ليست المرة الأولى التي يبدع فيها شباب بلادي، هم دائماً بكل فخر محل الثقة في كل المناسبات، لكن هذا العام كان التحدي أمامهم استثنائيا بسبب الجائحة التي عطّلت الحياة على كوكبنا وأربكت أولويات البشرية... لقد وجد السعوديون أنفسهم أمام مسؤولية قيادة أقوى 20 اقتصادا في العالم في مواجهة جائحة لا يعرف أحد على وجه الدقة كيف يمكن مواجهتها، وإلى أي مدى ستوغل في آثارها الكارثية.

وفي الوقت الذي انكفأت فيه الدول والمجتمعات على نفسها وتعالت الجدران في العالم الذي كان مفتوحا، في مواجهة الوباء الخطير، أدركت قيادة بلادي أن واجبها اليوم هو قيادة العالم، عبر مواجهة شجاعة لتحدٍ استثنائي، فسارعت إلى إطلاق العديد من المبادرات تحت شعار «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع» في مواجهة «الانكفاء على الذات وتفويت الفرص»، لذلك ركزت في مبادراتها على حشد دول المجموعة لتقديم العديد من المبادرات في سبيل مواجهة التحدي، إذ تعهدت دول المجموعة بشجاعة في بداية الجائحة بأكثر من 21 مليار دولار لتلبية احتياجات التمويل الفورية، وضخ ما يزيد على 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي لدعم الشركات وحماية سبل العيش للأفراد، وتوسيع شبكات الحماية الاجتماعية لحماية المعرضين لفقدان وظائفهم ومصادر دخلهم، وتقديم دعم طارئ للبلدان الأكثر عرضة للخطر في العالم، وتوفير ما يزيد على 14 مليار دولار لتخفيف أعباء الديون على البلدان الأكثر عرضة للخطر، إضافة إلى توفير أكثر من 300 مليار دولار من خلال بنوك التنمية، وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

إن الشباب في بلادي وهم يودعون هذا الحدث الاستثنائي تغمرهم مشاعر الامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على منحهم الثقة والدعم ليكونوا في مستوى الحدث، نحو عالم أقوى وأكثر متانة واستدامة.

سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان

KSAembassyJP@
23:55 | 26-11-2020

مؤتمر المانحين.. غوث المملكة الذي لا تحده الأزمات

تبني الأمم العظيمة مستقبلها ليس بسواعدها فحسب، بل وبمبادئها الواضحة التي تزيدها الأزمات جسارة ووضوحاً، وتقرر مصائرها بالتزاماتها التاريخية، التي لا يزيدها الزمن إلا رسوخا وموثوقية.

ساعات قليلة فصلت بين إعلان التحالف العربي الذي تقوده المملكة اعتراض طائرتين مسيرتين أطلقتها مليشيات الحوثي الإرهابية في سماء المملكة، في مسعى تخريبي واضح يتلاءم مع السلوك التي ينتهجه الفكر الفوضوي اللا سلمي المحرك لتلك الجماعة، وبين المؤتمر الافتراضي للمانحين للجمهورية اليمنية الذي دعت إليه، ونظمته المملكة العربية السعودية، في مسعاها الحميد والدائم لحث الجهود لدعم مسيرة الإنسان اليمني الشقيق، في معترك حربه وصموده ضد الفوضى، وعوامل الدمار الإقليمية.

ما بين الحدثين، صفحات من الصمود والكفاح لبناء الأمم، وصهر الجهود لخير الإنسان، بين الحدثين يد قوية مرابطة، ويد مانحة ومسؤولة تعيان جميعاً أن الأزمات تتطلب التصدي للواجب، والمنح الرشيد البناء، في مقابل أيدٍ عابثة، تخرق الهدن، وتنقض العهود، وتعيث فساداً وفوضى في عالم لا تنقصه الأزمات، وعلى حساب إنسان متعطش للغد، لكتابة المستقبل جنباً إلى جنب مع الأمم المجيدة.

إن تصدي المملكة لدورها الإقليمي عبر أذرع إغاثية وإنسانية متكاملة، تتبادل أدوار الغوث والبناء والتنمية وإعادة الإعمار، إحدى ثماره تجاوز ما منحته لجارها الشقيق ١٧ مليار دولار، خلال السنوات الست الماضية، لتعلن التزامها الواضح بالغد مقابل أزمات اليوم، وبالنمو مقابل الهدم، وبمصير وخير الإنسان مقابل الفوضى، ولتعلن أن المبادئ لا تؤجل، والمستقبل لا ينتظر.

تكاملت جهود المملكة بحشد الدول الصديقة في عام استثنائي لم تستطع أزماته غير المسبوقة حجب سواعد العمل الفتية، حيث مظلة دؤوبة لا تكل تواصل أعمالها تحت عنوان استضافة المملكة لمجموعة العشرين، وتحت اهتمام حكيم واستثنائي من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، تحت قيادة حكيمة تعلن بلا كلل أن نمو الغد يبدأ من خير الإنسان، في كل مكان.

* سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان
00:49 | 4-06-2020