أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1373.jpg&w=220&q=100&f=webp

عبدالعزيز منيف بن رازن

قضية هرمت.. وتوجر بها

على مدار عدة عقود والقضية الفلسطينية أو كما يقول المتاجرون بها صراع عربي إسرائيلي لم يتم حسمها لطرف على حساب الآخر، وإنما الرابح الأكبر من هذه المتاجرة هم من تلاعبوا بها وأقحموا أنفسهم من دون مبرر سوى الظهور بمظهر شرطي المنطقة، وإن كانوا في حقيقة الأمر نمورا من ورق (...).

ولم تثمر المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين سوى سفك الدماء من الطرفين، وتوارثت الأجيال المتتابعة الحاجز النفسي، فلا دولة أقيمت ولا لاجئين عادوا، ولا شرعية دولية طبقت (وأعني القرار 242)، وإنما ما حدث هو خلق حالة من العداء لمجرد العداء.

ولم يقتصر هذا العداء والحاجز النفسي على الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، بل عمّ منطقة الشرق الأوسط والدول العربية التي لا تربطها أي حدود مع إسرائيل أصلاً. ولكن نما هذا العداء من منطلق التعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وبحكم العروبة والدم.

غير أن عدداً من الدول العربية وجدت نفسها بأن سياسة العداء والمقاطعة لم تجدِ، فتجاهل العدو هو في حد ذاته هزيمة، لذا بادرت عدة دول في الخليج وخارجه إلى مد جسور السلام مع تل أبيب ليس خضوعاً ولا خنوعاً وإنما من منطلق معرفة وتقييم الآخر وكسر الحاجز النفسي، وتتناول القضية الفلسطينية بوعي أكثر اتزاناً بعيداً عن الشعارات الرنانة مع الاحتفاظ بمبادرة المملكة العربية السعودية أو ما يسمى مبادرة السلام العربية 2002 ببيروت التي لا تزال الرياض تشترطها مقابل السلام مع إسرائيل.

فالقضية الفلسطينية لا تحتاج لمواجهات مسلحة أو حرب ضروس من أجل حلها، أو تعقيدات في المفاوضات تؤدي إلى انهيارها وإنما تحتاج إلى مزيد من الحوار وأن يكون الطرفان يريدان سلاماً حقيقياً وعادلاً وشاملاً في منطقة الشرق الأوسط، دون تعنت الطرفين ليظهرا بمظهر المنتصر الذي يحصل على كل شيء.

لقد انغرست في العقلية الفلسطينية مبادئ وأفكار بالية نتيجة الانقسامات الفلسطينية الفلسطينية وأن الحرب هي الخيار الوحيد، رغم أن العرب خسروا أربع حروب كبرى مع إسرائيل فماذا جنت هذه الفكرة حتى اليوم، وأنا على ثقة أنه لو تغيرت هذه الأفكار سوف يصلون لنتائج مختلفة تماماً.

كما أن المنطقة لا تتحمل حرباً جديدة لا تبقي ولا تذر، لاسيما في ظل انكماش العديد من الاقتصادات جرّاء انتشار فيروس كورونا وأصبحت مواجهة الوباء الشغل الشاغل، من هنا أصبح السلام ملحاً، وأكثر ضرورة من ذي قبل.

الإشكالية التي لا يراها الفلسطينيون أن خلق فجوة مع الإسرائيليين دفعت دولاً أخرى غير عربية ولا تعنيها من الأساس القضايا العربية الشائكة أن تركب الموجة، على غرار الفرس بهدف الوصول إلى القدس عبر بعض العواصم العربية المبتلاة بقيادات ذات انتماء مجوسي صفوي، وهذه من أكبر الأفكار المخادعة التي أفقدت القضية الفلسطينية والحوار العربي الإسرائيلي الاتجاه الصحيح.

وفي الختام، فإن الحل لهذا الصراع الطويل الذي شهدته أجيال وتوفيت على إثره أجيال أخرى هو البدء الفوري في مفاوضات برعاية عربية وخليجية.
00:00 | 10-11-2021

السعودية وقيادة السوق العالمي للنفط في 3 سنوات

ليس من الطبيعي أن أتناول قضايا الشأن الاقتصادي في مقالاتي، غير أن السياسة الاقتصادية الحكيمة، وما حققته القيادة الرشيدة من مكتسبات في رفع سعر برميل النفط، رغم خروج العالم من أزمة اقتصادية طاحنة، دفعني إلى تناول هذه الإنجازات.

فقد تمكنت المملكة من رفع سعر النفط إلى أعلى مستوى له منذ 3 سنوات، حيث بلغ سعر البرميل 80 دولاراً، ولم يكن الوصول إلى هذا الإنجاز بالأمر الهين، فقد اتبعت الرياض سياسة القوى الناعمة مع روسيا، من جانب، وسياسة تصالحية مع أعضاء منظمة «أوبك+».

في المقابل، تترقب الإدارة الأمريكية اجتماع منظمة «أوبك» لكون الدول الأعضاء سوف يناقشون زيادة المعروض النفطي، ليبلغ 400 ألف برميل، في حين تترجى واشنطن المملكة لزيادة المعروض النفطي ليصل إلى 800 ألف برميل يومياً، خاصة في ظل العقوبات المفروضة على النفط الإيراني.

وتشير تقارير غربية إلى أن الولايات المتحدة تعاني من اختناقات اقتصادية تتمثل في ارتفاع سعر البنزين، وتوقف إنتاج النفط الصخري داخل الولايات المتحدة، بسبب إعصار «إيبا»، حيث أدى إلى توقف إنتاج أكثر من 35 ألف برميل نفط يومياً.

من هنا فإن الولايات المتحدة تيقنت جيداً أن مصالحها الاقتصادية أصبحت مع المملكة، دون أي دولة أخرى من أعضاء منظمة «أوبك»، في حين تفرض السعودية حنكتها السياسية والاقتصادية في زيادة المعروض النفطي ببطء من أجل الحفاظ على ارتفاع سعر البرميل من جانب، ومن جانب آخر تريد المملكة ألا يصل سعر البرميل إلى 100 دولار لأن هذا معناه قلة الطلب على النفط.

كما أن وصول سعر البرميل إلى 100 دولار يعني إقبال العالم على النفط الصخري الأمريكي، من هنا تريد الرياض تفويت هذه الفرصة على واشنطن، التي ترغب في الترويج لنفطها الصخري، حيث تريد المملكة العودة إلى إنتاج ما قبل جائحة فايروس كورونا وهو 9.8 مليون برميل ولكن بشكل تدريجي.

هذه السياسة التي تتبعها المملكة، دفعت العديد من الدول الغربية إلى الإسراع لاسترضاء الرياض، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فرنسا حيث أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالاً هاتفياً بالأمير محمد بن سلمان، وهي رسالة لواشنطن أنها لا تنتظر منها مواقف إزاء الملف النووي الإيراني، حيث تدرك السعودية مع من وإين توجد مصلحتها.

ومع الأسف سوف تلعب واشنطن بورقة النفط، خلال اجتماع الديمقراطيات الذي سيعقد في شهر ديسمبر المقبل، للحديث عن ديمقراطيات الشرق الأوسط، حيث سوف تحاول الضغط على المملكة واللعب بورقة الحريات من أجل زيادة سعر النفط ليصل إلى 100 دولار.

ولدى المملكة نشاط دبلوماسي على أعلى مستوى خلال الفترة المقبلة، حيث سوف تحتضر أهم 3 اجتماعات دولية خلال الربع الأخير من العام الجاري، حيث سوف تحضر المملكة قمة مجموعة العشرين الشهر المقبل، ومؤتمر الديمقراطيات في شهر ديسمبر، وكذلك قمة المناخ والذي سيضم أكثر من 179 دولة حول العالم.

وفي الختام، فإن هذه الحنكة السياسية والاقتصادية التي تتمتع بها المملكة في إدارة الملفات الكبرى والشائكة أثبتت بما لا يدعو مجالاً للشك أنها دولة أفعال لا أقوال وترفع لواء قيادة العالم.
00:01 | 7-10-2021

«عيد ميلاد 36 عاماً يقابله إنجاز عظيم»

بروح الشباب المفعمة بالحيوية يسابق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) الزمن من أجل تحقيق رؤيته الطموحة 2030، والتي بدأت ثمار مخرجاتها تظهر على أرض الواقع، فقافلة البناء والتنمية والتقدم والتطور والتحديث التي يعمل عليها الأمير الشاب تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل الذي يريده لوطنه العزيز، ولدولته الأبية، ولشعبه الكريم.. هذه هي أهدافه السامية التي يريد تحقيقها ويتطلع لرؤيتها.

وتتمثل رؤية الأمير الشاب لعام 2030 في إيجاد مصادر دخل للمملكة غير نفطية لإحداث طفرة عمرانية وزراعية وصناعية هائلة داخل المملكة، تضمن مستقبلاً مزدهراً للمواطنين ولأبنائهم، لكي تصبح المملكة دولة تعانق السماء ومصنّعة تعتمد على إمكاناتها وقدراتها الذاتية، متجاوزة الاعتماد على النفط. فنحن في مرحلة مهمة تتمثل في المشروع الذي أطلقه ولي العهد، الذي عهدنا عنه أنه رجل أفعال لا أقوال، وهو رؤية المملكة 2030 وعمادها الرئيسي شباب وشابات الوطن الذين هم مرتكز الرؤية الحقيقي، حيث إنه جيل الأمير محمد بن سلمان الشبابي.. جيل المهمات الصعبة والمتعددة، جيل الرؤية والتحول الوطني التاريخي.

تعال معي أخي القارئ الكريم نستعرض سوياً بعضاً من إنجازات الأمير الشاب داخلياً وخارجياً منذ أن تولى منصب ولي العهد في يونيو 2017، حتى نعطي كل ذي حق حقه، ولعل أبرز هذه الإنجازات هي حملة الإصلاحات غير المعهودة، من خلال إطلاق سموه حملة لمكافحة الفساد لاقتناع الرجل بأنه لا تنمية في دولة كبرى إلا بعد اجتثاث جذور الفساد ومحاسبة الفاسدين.

ولم يُستثن من الحملة أي مسؤول مهما كان منصبه لتشمل الحملة التي أطلقها سموه قبل خمسة أعوام أمراء ووزراء ورجال أعمال وموظفين حكوميين، إذ تم استدعاء أكثر من 400 شخصية. وبخط موازٍ لمكافحة الفساد كانت هناك التنمية من خلال إطلاق مشروع «نيوم» على البحر الأحمر، لتحويل المملكة إلى منافس عمراني قوي لدول المنطقة وجعل المملكة محطاً سياحياً عالمياً بحزمة استثمارات تصل إلى 500 مليار دولار أمريكي، على مساحة 26.5 ألف كيلو متر مربع، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلو متراً، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2500 متر، سيركز على 9 قطاعات استثمارية متخصصة، على أن تنتهي المرحلة الأولى منه في 2025.

كما حمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عملية إنشاء شركة سعودية للصناعات العسكرية، بشكل وطني خالص، على عاتقه، حيث تمكن من إنشاء هذه الشركة، وذلك انطلاقًا من جهوده المستمرة في السابق لإعادة تنظيم أعمال وزارة الدفاع التي يتولى رئاستها، وفي إطار اهتمامه المستمر بقطاع الصناعات الحربية.

ولا يستطيع أحد أن ينسى فضل سمو الأمير في أنه صاحب فكرة طرح أسهم من شركة «أرامكو» للاكتتاب، وهو ما دفع وكالة «بلومبيرج» الأمريكية اختيار سموه ليكون ضمن أكثر 50 شخصية تأثيرًا في العالم، في عام 2018، والتي تركت أثرا واضحا على الاقتصاد العالمي.

ولم ينس الأمير محمد بن سلمان إشراك المرأة في العمل لأهميتها المجتمعية من خلال تمكين المرأة وتعيينها في مناصب مهمة والسماح للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من 24 يونيو 2018 في قرار جاء بعد عقود من الحظر، وحمل القرار بصمات الأمير الشاب.

وخارجياً، وضع الأمير ابن سلمان صوب عينيه تعزيز العلاقات العربية من جانب والعالمية من جانب آخر، وبموافقة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله ورعاه – عمل ولي العهد على إعادة الحكومة الشرعية في اليمن ومحاربة أذرع إيران من خلال إطلاق عملية عاصفة الحزم عقب توليه منصب وزير الدفاع مباشرة، من منطلق التزام المملكة والدول الداعمة لها بضرورة إنقاذ الشرعية في اليمن، من الخطة التي تنفذها إيران هناك من خلال مليشياتها التي أطلقتها في اليمن، وتحاول الانقلاب على الشرعية.

ومن مصر إلى بريطانيا ثم إلى أمريكا، في جولة مكوكية قام بها ولي العهد، في إطار تعزيز العلاقات الدبلوماسية، وتعزيز العلاقات الخارجية للمملكة في إطار الحملة التي قادها الأمير، بدأ بزيارة للقاهرة التقى فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لمناقشة العديد من الملفات المشتركة وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين، كما قام سموه بزيارات متعددة لليابان لحضور قمة العشرين والهند وباكستان وأمريكا الجنوبية لدعم أواصر التعاون بين المملكة والعالم.

وبموافقة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أعلن الأمير محمد بن سلمان، عن تأسيس التحالف الإسلامي، في عام 2015، وذلك بهدف مجابهة الإرهاب في جميع النواحي سواء العسكرية، السياسية، الاجتماعية، الاقتصادية، والإعلامية. ويتكون هذا التحالف من مجموعة دول وصل عددها إلى 44 دولة، والتي أعلنت أنها على أتم الاستعداد للمشاركة بأقصى ما تمتلك من إمكانات وقدرات عسكرية واقتصادية وإعلامية لمحاربة الإرهابيين في جميع أركان العالم الإسلامي.

ودعم الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، تنظيم القمة العربية الإسلامية الأمريكية، والتي كانت عبارة عن مجموعة من الاجتماعات التي تمت بين الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس دونالد ترامب، وذلك بهدف تقوية الروابط بين البلدين والتعاون في مجال مكافحة التطرف والإرهاب واجتثاثهما.

كل هذه الإنجازات تمت في أقل من 5 أعوام من تولي سمو الأمير منصب ولي العهد، والقادم أكثر بإذن الله.. إنها حقاً مملكة شابة تستمد روحها من شباب الأمير محمد بن سلمان.
23:45 | 31-08-2021

ابن حثلين والمنظمة الدولية للإبل.. نعم هكذا تورد الإبل

تابعت باهتمام التصريحات المبشرة بالخير من قبل رئيس المنظمة الدولية للإبل فهد بن حثلين، ونائبه، لجميع الملاك والمهتمين بهذا المجال، في ما يتعلق بتوقيع اتفاقية بين المنظمة الدولية للإبل والجمعية العالمية للشباب، حيث إن الهدف منها مشاركة جميع شباب العالم للاهتمام بتربية ومستقبل الإبل.

وللوصول لهذا الهدف المنشود، فإن هناك عدة وسائل منها إدخال التقنيات الحديثة في عالم الإبل، لجذب شباب العالم، وكذلك من خلال تنظيم مؤتمر دولي للشباب خلال العام المقبل، تتمخض عنه لجنة دولية مخصصة لشباب دول العالم.

وجاء التركيز على جيل الشباب، لما له من دور في تحقيق التنمية المستدامة، ونشر هذه الثقافة الكبيرة والعريقة بين شباب دول العالم، غير أنه على مراكز البحوث العلمية وكذلك الإدارية المشاركة الفاعلة والجادة من خلال إعداد دراسات عن بناء الهيكل التنظيمي، والارتباط المالي والقانوني.

ولا شك أن مشاركة الشباب السعودي ستكون مثمرة، لكون غالبية سكان المملكة من جيل الشباب، كما أن المملكة من الدول الرائدة في مجال تربية الإبل والعناية بها ورعايتها.

وبالتأكيد فإن مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل له دور كبير في جعل الاهتمام بهذا الموروث الثري على نطاق واسع ومشاركة جميع الأوساط الخليجية مما جعل هناك تنوعا وتحسينا في الإنتاج نتيجة الانتقاء والتقييم للفحول والأمهات التي أصبحت ذات قيمة سعرية عالية، ووصلت بالإبل من المحلية إلى العالمية، من خلال تنظيم مسابقات في قلب أوروبا، وكذلك التقييم العادل لكل عرض.

إن المملكة لم تدخر جهدا سواء على الصعيد المحلي أو العالمي من أجل إظهار هذا الموروث الكبير، الذي ذكر اسمه صراحة في كتاب الله لما يتمتع به هذا المخلوق الكريم من جمال وعظمة البنيان، إذ يقول سبحانه في كتابه الكريم: «أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ».

ولعل إنشاء المنظمة العالمية للإبل ما هو إلا نتاج وثمار جهد مبذول من قبل المملكة، من أجل بحث مستقبل الإبل ونشر ثقافة تربيتها ورعايتها والاهتمام بموروثها الثقافي، والطريقة المثلى لتطوير قطاع الإبل، كما تُسهم في تواجد المنظمة الدولية للإبل ضمن المنظمات المعترف بها دولياً.
23:54 | 14-08-2021

«قل لي من تتابع أقل لك من أنت»

مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بحلوها ومرها، انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة «الفاشنيستات»، ومن لا يعرف توصيف هذا المصطلح الدخيل على لغتنا العربية هو يطلق على فتيات الإعلانات والترويج على مواقع التواصل، والتي بدأت عفوية من قبل مجموعة من الفتيات، لاستعراض ما يملكن مما أعطاهن الله لتصوير أكلات وماركات معينة.

ومع التطور تحولت العفوية إلى عمد من خلال تصوير أكلة معينة وماركة معينة، ومن ورائها معلنون ومؤسسات أصحاب مصالح يدعمون هذا المنتج أو الماركة، بموجب عقد واتفاق، نتيجة ازدياد المتابعين لهؤلاء «الفاشنيستات» ممن اشتهرن، وأصبح لهن جماهير على السوشيال ميديا.

والسؤال الذي يتبادر للذهن هو ما مؤهلات تلك «الفاشنيستات»؟، وللإجابة على هذا السؤال المنطقي، من يمضي وقتاً ليس بقليل لرصد معايير تلك الشركات والمؤسسات لاختيار «الفاشنيستات»، يلاحظ أن معيار الشكل والجمال يأتي في المقام الأول للاختيار، ثم القدرة على الاستعراض، وهنا تتخلى الأنثى عما ميزت به في مجتمعاتنا العربية عن الغربية.

أما ثالث هذه المعايير فهي القدرة على الاقناع، حتى ولو كانت السلعة المعروضة تافهة، إلى جانب الجرأة التي تتفاوت من واحدة إلى أخرى والتي تصل أحياناً إلى درجة الوقاحة والتدني بالأخلاق إلى أبعد حد، من أجل جذب انتباه الجمهور وهو الأمر الذي ترغب فيه الشركة أو المؤسسة المعلنة.

أما الوظيفة التي تقوم بها تلك «الفاشنيستات» فهي مدح مبالغ فيه في السلع المراد عرضها من عطور وشنط وإكسسوارات وساعات وذهب و.....، وهنا تسقط الضحية وهى الجماهير الغفيرة التي تنساق وراء هذه المغريات بكلمة واحدة وهي: «لازم تشتروه»، حينها تغيب العقول.

وهنا أريد أن ألفت انتباهك عزيزي القارئ، إلى أن «الإعلان المادي الشيطاني» يستخدم المرأة أسوأ استخدام ممكن أن تراه، وتتبع معي هذا التدريج المريب لاستغلال المرأة، فكانت البداية مع استخدام صورتها على الغلاف ثم فتاة الفيديو كليب إلى فتاة السوشيال ميديا، فآخر ما يفكر فيه هذا الإعلان هو الأخلاق والمبادئ والقيم لأن الهدف هو كيفية تحقيق مبالغ مادية وثراء فاحش، وفيه يكون جسد المرأة سلعة دون أي اعتبارات أخلاقية.

وبدون تجريح «ربما» فإن «الفاشنيستات» ومدمني المخدرات وجهان لعملة واحدة، لأن كلاً منهما يحتاج لمعالجة خاصة، لأنهم بشر ولأن الدين النصيحة حتى ولو وقعوا في خطأ رغم تفاوته، ومن هنا فإنه ينبغي التطرق إلى السلبيات التي تتركها «الفاشنيستات» في مجتمعاتنا العربية والخليجية على وجه الخصوص.

وأول هذه السلبيات هي المجاهرة بالمنكر، لا أقصد هنا أن الإنسان معصوم، ولكن المجاهرة بالخطأ هي المشكلة الحقيقة، لكون بها جرأة على دين الله وتحدياً لقيم وأخلاق وأحكام شرع الله، وهم ينطبق عليهم قوله تعالى:«لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ».

ويجمع علماء النفس والاجتماع على أن من تدخل هذا المجال البغيض ستعاني حتماً من أمراض نفسية في المستقبل، حتى تصل إلى شخصية معقدة ويتفاوت ذلك من شخص إلى آخر، فهي تريد أن تصل إلى درجة الهوس بالكمال لتجعل من نفسها عروس «باربي إنساني كاذب»، حيث أصبح الاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر والأخلاق.

أما انعكاسات تلك الظاهرة على المجتمع فإنها تؤدي إلى تشويه قيمة «الحياء» حيث تحول الستر إلى قطعة قماش شفاف ومن المؤسف أن تجد غربيات عندما يدخلن الإسلام تجدهن ملتزمات بمتطلبات العفة، فهمن تمردن على تقاليد مجتمعاتهن الشرقية والخليجية والإسلامية.

إن الحل في مواجهة هذه الظاهرة هو التفريق بين الشهرة كغاية وبين الشهرة كوسيلة، بمعنى أن الناجين والكادحين وأصحاب الأعمال الخيرية في المجتمع الذين يدعون إلى النجاح وفعل الخير، يجب تأييدهم ومساعدتهم أما من يريدون الشهرة كغاية بهدف جمع الأموال على حساب قيم ومبادئ المجتمع فهو أمر مرفوض.

وعلى سبيل المثال لا الحصر بيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت السبب وراء شهرته هو الإنجاز الذي قدمه، والطفرة الكبيرة في عالم الكمبيوتر، و«ستيفن هوكينج»، ذلك الفيزيائي الكبير الذى كان يعانى من التصلب اللويحي، والذي أبدع في النظريات العلمية.

وعربياً، فقد أثّر ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في كثير من الشباب ليس في السعودية وحدها وإنما على مستوى العالم العربي والإسلامي من خلال عمله الدؤوب، وجهده المبذول في إحداث نقلة وطفرة كبيرة لصالح وطنه في بضع سنين وخلق رؤية طموحة ومستقبل واعد، فأصبح الملهم محمد بن سلمان، وأصبحت بعض شعوب دول عربية كلبنان مثلاً تتمنى أن يحكمها مثل الأمير «محمد بن سلمان» حامل لواء رؤية 2030.

وكذلك «سليمان الراجحي»، رجل الأعمال الخيري المعروف الذي لا يختلف اثنان على مساهمته في الاقتصاد السعودي، ولاعب كرة القدم المصري محمد صلاح لاعب نادي ليفربول، الذي اشتهر وارتبط اسمه بالقيم الأخلاقية.

وأخيراً الإنسان يقلد من يحب ومن المؤسف أن تكون قدوة الفتيات تلك «الفاشنيستات»، فالحكمة القديمة تقول: «قل لى من تصادق أخبرك من أنت»، أما اليوم: قل لى من تتابع أقل لك من أنت.
00:48 | 2-08-2021

«توطين الصناعات العسكرية».. الحلم أصبح واقعاً

بخطى ثابتة وواثقة تسير المملكة العربية السعودية في طريقها المضيء نحو تطوير منظومة الصناعات العسكرية وإنتاج معدات عسكرية حديثة محلية الصنع بأيدٍ سعودية خالصة، تنافس الدول التي يشار إليها بالبنان في هذا المجال الحيوي والمهم.

ولعل الاهتمام بهذا القطاع لم يكن وليد اللحظة أو ببعيد عن رؤية المملكة 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان في 2016، بل كانت محور اهتمام القيادة الرشيدة، حيث تم إنشاء الهيئة في 17 مايو 2017، لتطوير ودعم ‏‏الصناعات العسكرية في المملكة وتعزيز اكتفائها الذاتي.

وخلال أحد اللقاءات الحوارية، أكد ولي العهد أنه لا يعقل أن تكون المملكة في المرتبة الرابعة في عام 2014 على مستوى العالم من حيث الإنفاق العسكري، والثالثة عالمياً في عام 2015، وليس لدينا صناعة داخل المملكة، ليبدأ الحلم في التحقق، ليشهد هذا القطاع حراكا غير مسبوق يقوم على دعم وتمكين المصنعين المحليين، وتطوير الشركات المحلية الواعدة لتكون رائدة في مجالها، ودعم الشركات الوطنية الكبرى لتعزيز موقعها عالمياً.

وقد أشرتُ خلال لقاء مع برنامج «هنا الرياض» على قناة الإخبارية، الذي يقدمه الإعلامي الفذ «مفرح عسيري»، إلى أنه اتساقاً مع هذه الأهداف المرجوة قفزت نسبة التوطين بالهيئة من 2% في عام 2016 إلى 8% بنهاية العام الماضي 2020، ومع اكتمال الرؤية في عام 2030 ستكون نسبة التوطين المستهدفة هي 50%.

كما أكدت خلال اللقاء على أن من أهم الفوائد الاقتصادية التي ستعود على أبناء هذا الوطن المعطاء، هو توفير فرص عمل مناسبة للشباب والفتيات على حد سواء، فمنذ أن تم الإعلان عن الهيئة وفرت وظائف لأبناء وبنات الوطن، ومع وصول نسبة الـ50% في عام 2030 سوف يتم توفير مئات الآلاف من فرص العمل.

ومن منطلق خدمتي السابقة في المؤسسة العسكرية -التي أشرف بالانتماء إليها-، ألخص لك عزيزي القارئ الأهداف الإستراتيجية والجيوسياسية لهذه الهيئة التي تتمثل في تحقيق متطلبات الأمن القومي عبر توفير كافة احتياجات القوات المسلحة في أي وقت دون الاعتماد على الخارج، وهو ما يمثل ردعاً لأي محاولة للمساس بأمن المملكة واستقرارها أو تهديد مصالحها، وكذلك المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنحو 14 مليار ريال مع إمكانية التصدير إلى دول العالم وما يترتب عليه من تحقيق موارد إضافية للموازنة العامة.

ولم تمض سوى 5 سنوات من تأسيس الهيئة حتى تمكنت من تدعيم إنتاج العديد من المعدات الثقيلة والذخائر من العيار الثقيل والخفيف والقنابل اليدوية وذخائر الدبابات، وأنظمة التسليح عن بعد (الجوية – البرية – البحرية) وأنظمة راجمات الصواريخ والأنظمة المضادة للطائرات وغيرها، حيث تم عرض العديد من هذه المعدات بمعرض الدفاع الدولي (أيدكس 2021).

هذا الإنجاز السريع للهيئة يذكرني بكلمات معالي محافظ الهيئة أحمد العوهلي حينما قال: «يزخر القطاع بقدرات وإمكانيات كبيرة تعزز من تحقيق أهداف التوطين، وتعمل على بناء قاعدة سلاسل الإمداد لدعم المستثمرين والمنشآت الصغيرة والمتوسطة في كافة مراحل التصنيع المحلي بمنظومة الصناعات العسكرية بالمملكة».

إن المتتبع للقفزات الهائلة التي تحرزها الهيئة في مجال التصنيع العسكري، خلال هذه المدة القصيرة، لا يستبعد أبداً أن نجد مقاتلات على الطراز الحديث تحلق في سماء المملكة من صناعة سعودية خالصة نفتخر بها ونصون بها تراب الوطن.
00:02 | 4-07-2021

«حقل الجافورة».. نبع خير جديد

لا يخفى على أحد أهمية ودور المملكة كأحد أهم منتجي البترول في العالم، ومع اكتشاف حقل الجافورة ستتحول المملكة إلى عصر جديد في تصدير الغاز الطبيعي، سيجعل الكثير من الدول المصدرة للنفط تعيد ترتيب أوراقها، خاصة أن رؤية المملكة للمستقبل النفطي أصبحت تتجه لتعزيز الاقتصاد نفطياً وصناعياً، عن طريق دعم المشروعات الصناعية والاستثمارية، وهى الرؤية التي تضمن تنوعاً اقتصادياً يوسع من دائرة الصادرات خارج إطار النفط والمحروقات، خاصة أن الصناعة ترتبط بشكل وثيق بالمحروقات في ظل اتجاه العالم للصناعة.

وأود التأكيد هنا على أن إنتاج النفط لن يتوقف، فالتحول لن يكون بنفس الزخم مقارنة بالاستثمارات النفطية، لكنه سيكون تحول بنسبة «ضئيلة» مع تحول مستقبل الطاقة، الذي سيظل وسيطاً ومحفزاً للصناعات المحلية والمنتجات الاستهلاكية والمصدرة للخارج.

وعلى كل الأحوال، لن تؤثر الثورة الصناعية على النفطية في ظل المخاوف من التغير المناخي للمستقبل النفطي؛ لأن صناعة النفط خاصة بالمملكة مشرقة وجزء لا يتجزأ من التحدي المنتظر لتغير المناخ، وهو الأمر الذي تتعامل معه السعودية بجدية شديدة لتتحول لدولة صناعية بجانب دولة مصدرة للطاقة.

والأمر سيعود بنتائج إيجابية رائعة منها أنه سيوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للمواطن، كما أنه سيضع المملكة بالمرتبة الثالثة عالمياً كواحدة من أهم وأكبر الدول المنتجة للغاز مع حلول عام 2030، وهو ما يعكس حالة التحدي والقوة التي تعيشها المملكة خاصة بعد رؤية الغرب بأن استثمار حقل الجافورة أمر يكاد يكون مستحيلا بسبب احتياج الحقل للماء المعالج والرمال، ما جعل عملاق النفط أرامكو تستعين بمياه البحر وتكتشف محلياً نوع الرمال المطلوبة لاستثمار المشروع والعمل بكد واجتهاد للانتهاء منه.

وتعتبر تلك الطفرة النفطية غير المسبوقة ما يميز السعودية في جعلها الدولة الوحيدة بين الدول المنتجة للنفط التي تحافظ على فائضها النفطي الذي يعوضها في حال حدوث أي نقص بإمدادات الأسواق العالمية عند حدوث كوارث طبيعية أو حروب، وهو ما بدأت بالفعل تلوح به أزمة انتشار فايروس كورونا العالمية، بعد انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها مسجلة تراجعا بلغ نسبة 5% وهي نسبة لم تحدث منذ عام، وسط ترقب ومخاوف كبيرة بشأن تداعيات تلك الأزمة الغامضة التي ضربت معظم دول العالم، وهددت منتجي النفط بشكل رئيس بسبب تخوف الدول المنتجة للنفط من تراجع الطلب على الطاقة.

هذه الضربة الاقتصادية الموجعة بدورها ستفتح أبوابا لاضطرابات إقليمية خاصة بعد تضرر الصين؛ وهي واحدة من أكبر الدول المستوردة للنفط، إذ سينخفض تصدير النفط للصين من مليوني برميل يومياً إلى 500 ألف برميل إذا استمرت الأزمة لفترة طويلة بسبب تراجع الطلب، الأمر الذي يعني تراجعا حادا في الإيرادات العامة قد يصل إلى 4 مليارات دولار شهرياً بواقع خسارة 137 مليون دولار يومياً، ومع التفكير في كل الاحتمالات المرجحة لتوابع فايروس كورونا فإن الاستقرار الاقتصادي أمر مرجح أيضاً إذا ما وُجد حل سريع لتلك الأزمة التي تعمل عليها منظمة الصحة العالمية بشكل جاد.

وبدورها، تبذل أرامكو جهداً مضنياً في طمأنة الأسواق إقليمياً وعالمياً لإعادة الأمور لمسارها الطبيعي، حتى لا تتأثر أسواق النفط بشكل دراماتيكي بالأحداث السياسية والاقتصادية على الصعيدين، بجانب وضع السعودية استراتيجية جديدة لقطاع الطاقة ستمكنها من تحويل محطات الكهرباء من المنتجات النفطية إلى الغاز وهو أهم خطوات ترشيد الوقود التي ستخفض بشكل تدريجي تعرفة الاستهلاك للمواطن مستقبلاً، مع ضرورة تحفيز القطاع الصناعي للمساهمة في الناتج المحلي لتنويع الاقتصاد وتخفيض فرص الاعتماد الكلي على النفط حتى لا يتأثر المواطن بشكل كبير بالأزمة، وهو ما بدأ بالفعل العمل عليه من الصندوق الصناعي السعودي عن طريق تحفيز المنشآت الصغيرة وريادة الأعمال لخلق بيئة صناعية قوية تحقق أهداف رؤية 2030 وبرامجها الوطنية.

* مستشار بمركز الدراسات العربية الروسية

FaisalKadosssff@
00:09 | 25-10-2020

العثماني المتعجرف

كعادته في دس السم بالعسل، ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطاباً أقل ما يقال عنه أنه بمثابة الإعلان عن مخططاته الخبيثة والمؤامرات المشبوهة التي يعتزم نسجها خلال العام المقبل، فمن خلال قراءة متأنية لخطابه أمام مجلس الأمة التركي بمناسبة افتتاح العام التشريعي الجديد تتبين عدة نقاط.

فأردوغان تحدث خلال الخطاب عن العقيدة السياسية التركية الجديدة تجاه دول الخليج بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، فبمنتهى العجرفة وجه «أردوغان» رسائل تحقير لدول المنطقة وعواصم أوروبية من بينها فرنسا، واليونان.

الرجل يعاني من سيكولوجية نفسية هي: «الحب والكره» تجاه دول الخليج، وفي هذا الخطاب قسم دول الخليج على طريقة الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن إذا ما كنت معي فأنت ضدي، ودول معادية وأخرى غير ذلك.

ومن المؤسف أن يعتبر أردوغان المملكة العربية السعودية من الدول «غير الصديقة» وكذلك الدول الحليفة للرياض، وهو وصف أصله مراكز الأبحاث التركية، وخطاب أردوغان بمثابة كشف للنوايا الخبيئة، بل إعلان كراهية لدول المنطقة خلال السنوات المقبلة.

وعقب إعلان أردوغان كراهيته للمملكة صراحة، من الضروري أن تكون هناك وقفة على المستوى الشعبي والاقتصادي مع تركيا، بمعنى أن يكون لرجال الأعمال في السعودية دور يتمثل في مقاطعة المنتجات التركية طالما الرئيس التركي بالحكم، من منطلق ردة الفعل إزاء هذا الخطاب الأعمى الذي لن يقبل منه ألف اعتذار.

وعلى صعيد الإعلام الخارجي، لابد من فضح جرائمه بحق الشعوب العربية، مثل مجازره بحق الشعب السوري، وضد الأكراد بإقليم كردستان العراق، وفى ليبيا من خلال انتهاك السيادة الليبية وإرسال المرتزقة السوريين لتكون أشبه بحرب عربية - عربية سببها ذلك المتعجرف، المثير للفتن والضغائن والكراهية في المنطقة.

لقد طفح الكيل من «أردوغان» وأرى أن خطابه الأخير بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بل قطع شعرة معاوية مع دول الخليج، بيده الملطخة بدماء الأبرياء في كل منطقة بدول العالم على درب أجداده الذين سفكوا دماء الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى.

وفي الختام فحسب الدراسات بالعلوم السياسية والدبلوماسية فإني أرى تهديد الرئيس التركي ليس أهلاً للرد عليه وإنما لكشف خبث ما بداخله من نزعة دموية، من غير أن يلقي لذلك بالاً، إذ ينطبق عليه قوله تعالى في محكم التنزيل: «وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ».

* مستشار بمركز الدراسات العربية الروسية

FaisalKadosssff@
00:23 | 4-10-2020

ما هكذا تورد الإبل يا «شنقيطي» !

عندما أراد الله عز وجل من فوق سبع سماوات أن يكشف المنافقين امتحن قلوبهم بالاختبارات العديدة لكي يميز الخبيث من الطيب، فالمواقف هي التي تكشف معادن البشر.

ومؤخرا فوجئت ببعض من يصفون أنفسهم بعقلاء السياسة بأنهم أقرب إلى الشماتين عندما حدثت واقعة طائرة مسيرة معادية بالقرب من مدينة أبها، ليعبروا عن آراء أقرب ما تكون للإسفاف، خاصة ممن يدعون أنهم أساتذة في الأخلاق السياسية.

بئس أنصاف الرجال هم من يشمتون في الدول حينما تتعرض لاعتداء؛ يكنّون فى قلوبهم العداوة والبغضاء وما تخفي صدورهم أكبر، بل أقل ما يتم وصف هؤلاء بأنهم من يعشقون جمع الإعجابات على موقع تواصل غير مبالين بالكلمات المسمومة التي يقذفون بها شعوباً وأمماً راقية.

وحقيقة تغريدة «محمد المختار الشنقيطي» الأخيرة تختصر كل فكر هؤلاء لمن لا يعرفهم، فيهللون لطائرة القتل ويشنعون بطائرة النقل، لا يعنيهم حجم الشر الذي يصيب بلادنا ما دام يخدم شعار قلوبهم السوداء التي لا يخرج منها إلا الحقد والضغينة لبلاد الدين والعروبة والخير.

لقد ضرب «الشنقيطي» بالأخلاق والعلوم السياسية عرض الحائط، عندما هلّل للطائرة التي أرسلتها مليشيات إرهابية متطرفة مدعومة من إيران، وقد تتسبب في إيذاء مسلمين مدنيين عزّل وهي الأقرب لوجدانه إذا كان لديه وجدان أصلاً، فالذي لا يبالي بقتل المسلمين الأبرياء لا يستحق أن يكون إنساناً من الأساس.

وهنا أتساءل كيف مُنح ذلك الشخص لقب أستاذ الأخلاق السياسية وهذا منطقه وتفكيره بعدما اتضح أنه نقيصة وعالة على العلم وأهله، وتتعاظم المشكلة كثيراً حينما يكون تلاميذه ممن يحملون فكره أساتذة جامعات من بعده.

ولكن من الواضح أن من يحرك هذه الألسن والأقلام هو الأموال وليس الضمير أو المواقف السياسية، أعمت قلوبهم وعيونهم دولارات معدودات، وباعوا ضمائرهم بثمن بخس، جعلوا من الحق ضلالاً ومن الطيب خبثاً.

وفي الختام، فإني على ثقة كبيرة بأن كذب هؤلاء الذين يتزعمهم «الشنقيطي» من خلال منصة قناة الجزيرة وحسابه النتن لن يصدقه أحد قدر أنملة، فالحق أحق أن يتبع، وما هؤلاء إلا كغثاء السيل الذي لا ينفع ولا يضر (وقد خاب من حمل ظلما).

* مستشار بمركز الدراسات العربية الروسية

FaisalKadosssff@

00:20 | 3-09-2020

«نيوم».. «مالديف الشرق الأوسط»

تترفع المملكة العربية السعودية عن الصغائر، وتشكيك المريبين في مشروعاتها التنموية الضخمة، وذلك بالعمل الجاد والمتواصل ليكون خير رد على هؤلاء ممن يحقدون على إنجازات السعودية وخططها الطموحة في بناء حاضر ومستقبل مشرق للأبناء والأحفاد.

ولعل مشروع «نيوم» خير دليل وأفضل رد على من أدعوا زوراً وبهتاناً بأن المشروع لن يحقق النتائج المرجوة، فترد المملكة بالأفعال لا بالأقوال، ومؤخراً أرست شركة نيوم عقداً مع شركة الإنشاءات العالمية الرائدة «بكتل» لتصميم وتطوير وإدارة مشروعات البنية التحتية الرئيسية في المنطقة، لتطوير بنية تحتية متكاملة ومنظومة تنقل متقدمة تتسم بكفاءة اتصالية عالية تشمل جميع المرافق الخدمية المصاحبة للربط بكل سلاسة بين مدن نيوم الإدراكية التي سيتم إنشاؤها.

والمدن الإدراكية هي الجيل القادم من المدن الذكية، والمعززة لمجتمعاتٍ تقنية ومستدامة رقمياً، وتتميز بأنها تستفيد من البيانات بنسبة عالية من أجل توفير معيشة استثنائية، والارتقاء بجودة حياة السكان ومواصلة تحسينها إلى جانب دعم قطاعات الأعمال.

وما زاد حقد الحاقدين، وبؤس المتربصين، عندما ظهرت ملامح مشروع «نيوم» كوجهة سياحية عالمية أقرب ما تكون لجزر المالديف الساحرة، في وقت يُنظر لدول أنها رائدة تعجز عن توفير أجهزة التنفس الاصطناعي للمصابين من مواطنيها بفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19».

وهنا أوجه تساؤلاً واضحاً وصريحاً للنابحين والمدعين بفشل المشروع ما موقفكم الآن، هل ستستمرون في طغيانكم تعمهون أم ثقلت ألسنتكم في النطق بكلمة الحق كشيطان أخرس، كما تدعي قناة النباحة الصفوية، التي لا تتوقف عن النطق بالكذب والتدليس وشهادة الزور من خلال استضافة المغرضين والمريبين مدفوعي الثمن المسبق !

إن نظرة تلك الفضائية النباحة لمشروع «نيوم» العملاق بهذا الشكل المسيء، ربما لشعورها بالنقص الشديد، بعدما استولت على خيرات وطن خليجي بمرتزقة وافدة ضررها أكبر من نفعها، لتهمش أبناء الوطن في تلك الدولة الخليجية التي استبدلت بالمواطن الأجنبي وبالطيب الذي هو أدنى !

ورغم كل هذه المحاولات المستميتة من فضائية الفتنة إلا أن فخرنا هو عزة وكرامة وطننا، التي تعمل القيادة الرشيدة والحكيمة على إنمائه رافعة رايته عالية خفاقة إلى أعلى العلا.. فإلى الأمام يا وطني ولا عزاء للحاقدين.

*الباحث بمركز الدراسات العربية الروسية
13:23 | 15-08-2020