-A +A
خالد سيف
اسمحوا لي أن أسرد لكم في هذه السطور فصلا من فصول التاريخ.. رغم أنني أكتب زاوية في صفحة رياضية.. ولكن للمقال علاقة وثيقة بحدث رياضي غير مسبوق له جذور عريقة.. وأصالة تضرب في عمق التاريخ.. ولا بد من إدراك الوضع مبكرا قبل أن تستفحل الواقعة.. خاصة وأن الأخطاء واضحة وفادحة.. وتمس شريحة كبيرة من المجتمع الرياضي..

والشمس لا تُحجب بغربال..


القصة بدأت عندما دخل نفر من الإنس أحد الحصون المنيعة.. الذي كان من الصعوبة بمكان حتى الاقتراب من أسواره.. حدث ذلك في عز القايلة على مسمع ومرأى الحاضرين.. وربما بمباركة البعض منهم.. وفي غفلة.. من الجميع.. تدهور الحال.. ربما عن جهل أو سوء تصرف.. ومكابرة.. وارتفعت أصوات المجانين.. بعد أن شعروا بالخطر.. وحاصروا المكان.. ولم يسعفهم الوقت لاقتحام حصون القلعة.. بعد أن أحكم الغرباء قبضتهم وأوصدوا المداخل والمخارج.. وعجزوا عن إيجاد حلول لإنقاذ ما يحدث من انهيار.. حتى وقع الفأس في الرأس.. وأصبح المستحيل حقيقة.. والمشهد قاتما.. والمستقبل مجهولا.. ينذر بكوارث.. لا يحمد عقباها.. واستيقظوا على واقع مرير.. وأدركوا حينها أن القلعة سقطت.. بعد فشل أساليب المقاومة العقيمة.. وتوالت بعدها سلسلة من الأحداث المفزعة.. حين تعرضت بعض مقتنيات القلعة وأصولها للتفريط ووصل الأمر للمتاجرة... ولم يستسلم المحاربون القدامى وقاموا بعدة مواجهات مستميتة.. مع من يطلقون عليهم دخلاء.. إلا أنهم فشلوا في الحصول على مبتغاهم.. على الرغم من صيحاتهم التي وصل صداها إلى أصقاع المعمورة.. ونداءاتهم التي اخترقت طبقة الأوزون.. مخفضين من حجم مطالبهم ومتحججين أنها عادلة.. يطالبون برحيل من تسبب في الكارثة..

ومن هول الصدمة.. حاول البعض منهم التعايش مع الواقع دون جدوى.. والبعض الآخر لم يستطع حتى استيعاب ما يدور.. وتجرعوا مرارة الهزيمة بكل ألم وحسرة.. بانتظار عدالة الأرض.. وفرج الرحمن.. لاستعادة فرحة الانتصار.. على من رقص فوق جراحهم وسرق أحلامهم.. وشوه تاريخ كيانهم.. بتفرد وسوء تصرف.. ووصل الحال إلى أن أصبح الطريق إلى القلعة موحشا..

والحديث عن ما حل بها يدمي القلوب المفتونة التي توقف بعضها عن النبض والبعض الآخر أصيب بالخفقان.. فهل من منقذ نافذ ينتشل القلعة ويعيد ترميمها وتوهجها.. ويعيد للمجانين عقولهم؟