-A +A
عبده خال
أعلنت سفارتنا بإسطنبول العثور على المواطنة السعودية التي اختفت منذ أسبوع بعد تنسيق مع السلطات التركية هناك.. ولأن أسباب الاختفاء لم تنشر بعد بقي اختفاء المواطنة محل عناية الدولة، وبغض النظر عن الملابسات المصاحبة للاختفاء كان من الأجدر الإصغاء للتحذيرات المتلاحقة بأن إسطنبول بلد تستهدف السياح السعوديين تحديداً، ومع أن الكثيرين لم يصغوا لتلك التحذيرات فلربما يكون هذا الاختفاء سبيلاً لأن تُفتح الآذان على مصرعيها لاتخاذ الحذر والتنبه لمن أراد الانسياق خلف حريته الشخصية فإن عليه تحمل ما سيجده في البلد الذي تم تحذيره من السفر إليه، فمن أراد الحرية الشخصية عليه التحرك وفق ما يحقق له تلك الحرية من غير الاستنجاد بالدولة حين يقع في ما تم التحذير منه.

هذا في المبتدأ.. ولو أردنا الحديث عن الملاحظات والأقوال التي صاحبت ذلك الاختفاء فسنجد العديد من الآراء الصائبة والخاطئة، والمستغلة، والمحرضة، والمتداعية.. عشرات الآراء قيلت، ومهما تم استنساخ رأي بعينه وتوزيعه على أن ما حدث يقف خلفه سبب بعينه، يمكن للمرء معرفة أن المصدر واحد سواء كان المصدر محرضاً أو فزعة (مع الخيل)، ومن الآراء التي تم استنساخها بأن الاختفاء جاء بسبب إسقاط الولاية أو حصول المرأة على جواز سفر وتمكينها من السفر منفردة، ومن أمسك بهذه الأسباب غاب عنه أن المرأة المختفية كانت مع أسرتها ولم تسافر بمفردها.. ومع أن المحرضين ضد القرارات العديدة بتمكين المرأة في خوض حياتها الخاصة يعلمون تماماً أن نفثهم لم يعد يجدي، فربضوا خلف أي حادثة تحدث لكي يحملوا قرارات تمكين المرأة المسؤولية، وهم بهذا يتناسون أنهم يعلقون تحريضهم على حادثة فردية لها ظروفها الخاصة بينما هناك آلاف السيدات ذاهبات آيبات من غير حدوث أي شيء يذكر.


هي حادثة واحدة أخرجت مخزوناً مهولاً من بحر الكلمات المتلاطمة التي سرعان ما تنتهي بانتهاء الحدث وتعاود الانتظار عل حدثاً قادماً يكون مؤيداً لأفكارهم التي رسبت في الواقع ولم تطفُ إلى الآن.