-A +A
عبده خال
كانت ساحات وسائل التواصل الاجتماعي تضج بالمذهبية إبّان الصحوة وكذلك نشاط الإخوان، وكنا نشتكي من محاولة ترسيخ الفرقة الاجتماعية بواسطة محاور عدة تم رفعها كوسائل للعزف على مشاعر ووجدان الناس.

ولأن الحركة التصحيحية التي جاءت للحد من دواعي الفرقة تلمست تلك الجوانب أو لأن الناس استوعبوا معنى التسامح وحرية كل فرد أن يعيش وفق أفكاره من غير غضاضة بأن يتشارك الجميع في التعايش السلمي.. وهذه الجزئية تحديداً هي صمام الأمان في عدم تفرق المجتمع، ومع تجميد التنابز المذهبي، كانت هناك قرارات عدة ملزمة في تثبيط التعنصر بين الرجل والمرأة.. وحين تلتفت وزارة الإعلام إلى التعنصر القبلي أو المناطقي أو الإقليمي فهي بهذا تغلق منفذاً كبيراً يؤدي على بقاء العنصرية كآفة مضرة على المجتمع وعلى الانتماء الكبير للوطن.


حيث (بدأت الوزارة بحجب المواقع الإلكترونية التي تحمل أسماء قبائل أو مدن أو أماكن عامة) وهذه الخطوة ما هي إلا تنفيذ لنظام النشر الإلكتروني، وذلك لما ورد في المادتين الخامسة والسادسة من نظام النشر الذي يحضر تلك الأيقونات الاجتماعية المضرة.

وحجب هذه المواقع سيؤدي لاختفاء كل المظاهر الاجتماعية المحفزة للتفريق بين أفراد المجتمع، كما أن ذلك سيغيب المفاخرة بأشكال من الأنماط الاجتماعية التي سرت بيننا كميزة بينما هي من الصفات العصبية التي تقوي عنصر الفرقة.

والمؤمل أن يستوعب الجميع أن الانصهار ما هو إلا انصهار داخل الوطن، بينما القبيلة هو انتماء ضيق يشكل مجاميع تعتد بذاتها مقابل كيانات أخرى، وهذا لا يتناسب مع مفهوم الوطن، فالانتماء القبلي كان في زمن سابق قبل ظهور المفهوم الأوسع لاحتواء الجميع، وأول دائرة كبيرة أحاطت بالجميع هي دائرة الانتماء الديني ككتلة واحدة لا يفرق بينهم أي شيء، إلا أن حركية المجتمعات (من خلال السياسة) وانفصال دول عن دول أصبح وطن كل تكتل اجتماعي هو الدائرة المحيطة بكل ما يهم أفراد ذلك الوطن من غير تميز عرقي أو مذهبي أو قبلي.

* كاتب سعودي