-A +A
خالد السليمان
اكتفى خمسيني نيجيري بالزواج من 3 فتيات في ليلة واحدة بدلا من 6، بسبب عدم امتلاكه المال الكافي، للوهلة الأولى تتصور أن الفتاة الشابة في أي مجتمع لا تقبل الزواج من رجل معدد يبلغ من العمر أكثر من ضعف عدد سنوات عمرها إلا بحثا عن رغد العيش والثراء، لكن أن تقبل الزواج برجل فقير يضمها إلى زوجتين أخريين في نفس الليلة ويتوعدها بثلاث أخريات فهذا أمر غريب !

الخبر الصحفي الذي تناول هذا الزواج الجماعي، يفسر بعضا من هذه الغرابة عندما يشير إلى أن الزوج كان يسعى لتحطيم رقم في موسوعة الأرقام القياسية النيجيرية، سبق وأن سجله قبل شهرين رجل ينتمي لنفس منطقته اقترن بزوجتين في نفس الليلة !


الرجل تعهد بالعمل سريعا على تأمين المال الكافي لإتمام خططه بالزواج من خطيباته الثلاث الأخريات ليكتمل عقد زوجاته الست، لكنني حقيقة لا أعرف كيف سينجح في ذلك ولديه 3 زوجات شابات سيتنافسن فورا على استنزافه ماليا وبدنيا وصحيا وعقليا ونفسيا وذهنيا وروحيا ؟!

تعدد الزوجات أمر لطالما اعتبر من الغرائب المستعصية على الفهم في المجتمعات الغربية، ونادرا ما ناقشت أوروبيا أو أمريكيا ولم يسألني عن التعدد في مجتمعنا، وكنت دائما أجيب بأن الأصل الزواج بواحدة، والغالبية العظمى من الرجال عندنا بالكاد يستطيعون الزواج بواحدة حتى يعددوا، وبررت الحكمة من التعدد بأنها من باب الوفاء لزوجة مريضة أو عاجزة لا يجب أن تطلق وتترك وحيدة لضغوط الحياة، لكن الخبثاء منهم سرعان ما يوجهون السؤال الثاني لماذا لا تعدد المرأة خاصة مع تقدم العلم في تحديد الهوية الجينية الذي يسقط حجة معرفة الأب، فكنت أتخذ موقفا دفاعيا حتى اكتشفت لاحقا أن هناك طوائف مسيحية تعيش في أمريكا وتحت مظلة قوانين الحماية والحرية الأمريكية تسمح بالتعدد وليس مثنى وثلاث ورباع، بل وخماس وسداس وسباع، فانتقلت من الدفاع للهجوم !