-A +A
عبده خال
ليس غريباً بقاء كتب التطرف والتشدد في مؤسساتنا العلمية، وليس غريباً الإقبال عليها في وعاء فكري ظل متسيداً حياتنا الاجتماعية والدينية طوال 50 عاماً..

والخبر الذي نشر بالأمس عن سحب 20 كتاباً من أحد المعاهد العلمية في منطقة عسير ما هو إلا نموذج لذلك التواجد، ومن المعلوم أن الفكر الإخواني تغلغل في مفاصل التعليم حتى فرخ ذلك الفكر المتعاطفين معه، والمواجهة لا تكون بالسحب أو الإلغاء أو التعتيم، بل ببث الأفكار الناقضة لكل فكر إرهابي سعى -أو لايزال في سعيه - لتخريب عقلية الشباب ببث الكراهية للحياة من خلال نصوص ليست سوى آراء رجال تحولوا إلى مقدسين في أذهان العامة.


وهذا يقودني أيضاً إلى حسابات بعض المشايخ التي وصلت إلى الملايين من الناس، فهي مواقع أكثر خطورة من الكتب، وهذا لا يعني المناداة بإغلاقها فهذا ضد مفاهيم العقل المتسامح مع أي فكرة تدعو إلى الخير والعدل والمساواة، لكن الدعوة تكون بتخليص الناس مما ران على صدورهم من أفكار الكراهية والنبذ والإقصاء لكل فكر يحث على التعايش والتسامح.

إن الموقف السلبي لتلك الحسابات من قضايا الوطن هو المنهج الإخواني، وعمق مبادئ لتلك الجماعة التي تتخذ من الكمون وسيلة في عدم مناصرة القضايا التي تغاير المنهج الإخواني، وستنشط هذه المواقع عندما يكون الحدث باعثاً على إحياء أفكارهم.. ينشطون بجميع الوسائل مستخدمين بث الافتراءات والتحريض على كل من يكشف عنهم الخباء.

إن الحسابات المليونية هي أكثر حركية في كسب المناصرين، وصمت تلك الحسابات ليس موقفاً فكرياً، وإنما تحريضي حين يكون المستهدف هو الوطن.. وأعتقد أن تلك الحسابات اختطفت كثيراً من الناس، والحل الأمثل لمواجهة هذا الاختطاف دخول العقول المستنيرة إلى هذه الحسابات من خلال بث الأفكار القادرة على زعزعة قناعات المتعاطفين والمؤمنين بذلك النهج، فالفكر لا يتحلل إلا بفكر قادر على النقض والبناء.