-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
ثمة موقف في الحياة يواجه الكثيرين منا، إذ نجد رجلا -قد نثق فيه- يتحدث عن شخص آخر، ذاكراً ما فيه من العيوب الأخلاقية والخلقية، مستغلاً إثارة عواطف من حوله ضد هذا الشخص، ونحن -بلا وعي- نقع في فخ تصديقه، ونجعل كلماته حقائق مسلماً بها، وأمراً واقعاً.

إنه ضعف الإيمان، وتذبذب اليقين، وهلامية الشخصية، إذ لو قوي إيماننا، وثبت يقيننا، وقويت شخصيتنا، ما سقطنا في تلك الرذيلة التي ينهانا الله تعالى عنها، ويحذرنا الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- منها، حيث لم نتبين ونتثبت مما سمعنا، بل واكتفينا بما سمعناه من طرف واحد، وقد يكون الطرف الآخر الذي ذكرت عيوبه على غير ذلك تماماً، نعم، كثيراً ما يلجأ شخص ما إلى آخر يطلب منه مصلحة ما، ولا يجد منه استجابة، فيعمد إلى تشويه صورته، وقد يكون الدافع نفسياً، متمثلاً في الحسد، وهذا ما تتسم به كل شخصية ضعيفة ومهترئة، لم يتمكن الإيمان من قلبها.


نحن لم نتثبت مما سمعنا، بل سمحنا لأنفسنا أن نقع في شراك الغيبة والنميمة، وأعطينا الفرصة لهذا المفتري كي يشوه صورة إنسان شريف عفيف، لمجرد أنه يتمتع بثقتنا وتصديقنا لما يقول.

أخطر ما في واقعنا الاجتماعي هو سرعة التصديق، وبطء التبين والتثبت، فنقع في المحظور، ونسهم في ارتكاب جريمة بشعة في حق «الإنسان»، أيّاً كان هذا الإنسان.

علينا أن نراجع علاقاتنا بين حين وآخر، وأن نعقل ما نسمع، ونتدبر ونقلب الأمور على كل وجه، فكل قول غير قول المعصوم عليه الصلاة والسلام يحتمل الصدق والكذب. والله المستعان على ما يصفون.