-A +A
أنمار مطاوع
امتازت سياسة الدولة السعودية، منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز، بالحكمة والتروي وعدم إصدار حكم أو قرار أو تصريح -حتى لو كان شجبا أو تنديدا- إلا بعد دراسته من كافة جوانبه ورؤية أوجه الإصلاح فيه للدين والوطن.

وزاد على الحكمة أيضا الحلم. فقد تميزت قيادات المملكة -خصوصا في عهد الدولة السعودية الثالثة- بصفة الحلم. وفي حالات كثيرة كان يحق لها أن ترد على المتحذلقين من حولها.. وهي قادرة على ذلك، ولكنها تصفح وتسامح وتتحلى بالحلم.


الحكمة والحلم لا يعنيان التسيب والركاكة والضعف، ولا يعنيان الجهل وعدم المعرفة. فالحنكة السياسية السعودية تضاهي كثيرا من دول العالم الأول الذي تمرس في السياسة. ولكنهما يعنيان التمسك بأخلاق الإسلام في كل شؤون الحكم، ومراعاة أوامر الله سبحانه وتعالى في إدارة البلاد والعباد.

عندما حكم الملك سلمان جاء بكل مهاراته الإدارية الشاملة.. جاء بامتداد تاريخ من التمرس في إدارة عاصمة لدولة عربية وإسلامية كبرى حوّلها خلال إمارته لها إلى تحفة المدائن.. فنمت في ذهنه فضيلة الحزم في السياسة. وحزم سلمان رادع. فأصبحت الحكمة والحلم والحزم هي فكر السياسة والحكم السعودي. لهذا، لا يمكن أن تتخذ المملكة العربية السعودية موقفا أو قرارا إلا وهو نابع من حكمة وحلم وحزم. وحزم سلمان رادع.

على الدول التي تنتقد مواقف المملكة أن تُراجع هي مواقفها، فليس أسوأ من دولة تتخذ السعودية موقفا ضدها. فهذا يعني أن الفضيلة قد استنفدت حكمتها وحلمها وآن الأوان لحزمها. وحزم سلمان رادع.

عندما يتعلق الأمر بدول الجوار، فإن المملكة تراعي في سياساتها الداخلية والخارجية مصالح تلك الدول. احتراما لحقوق الجار واحتراما للقيم الاجتماعية والثقافية المشتركة بين شعوبها. علما، أن السياسة السعودية لا تتدخل في شؤون أحد وترفض رفضا قاطعاً التدخل في شؤونها.. وهي لا تسيء إلى أحد.. وترفض رفضا قاطعا أن يسيء أحد إليها. ورغم التدخلات والإساءات والتجاوزات.. تصبر وتتحلى بالحكمة، ولكن في النهاية حين تُستنفد كل وسائل وطرق السياسة الناعمة.. حزم سلمان رادع.