-A +A
خالد السليمان
من الخطأ تصور أن روسيا انفصلت عن المشروع الإيراني في سوريا، أو أن موسكو انتقلت من معسكر الشر إلى معسكر الخير، أو أن نلبس روسيا اليوم ثوب المحايد الساعي لجمع الأفرقاء على حل عادل في سوريا!

روسيا هي روسيا لم تتغير، ومازالت تعمل على تثبيت مصالحها في المنطقة، وهي اختارت النظام السوري حليفا والنظام الإيراني شريكا، ونجحت في ترويض وتحجيم وتطويع المتمرد التركي، وبالتالي لا يجب أن نذهب بعيدا في آمالنا بأن الجهود التي تقودها روسيا اليوم ستنتهي بحل عادل يعطي الثورة السورية ما يقابل الثمن الباهظ الذي دفعته من دماء ودمار!


لكن من اللافت غياب الدور العربي تماما في هذه المعمعة، فلا حضور لدول الجوار العربية ولا دور لجامعتهم الصورية!

حتى الأتراك لم يمثلوا السوريين ومصالحهم، حتى وإن حاولوا تسويق مظهر أنهم عنصر الخير في المعادلة الثلاثية، فللأتراك كما للإيرانيين إرث قديم من أطماع التوسع ومد النفوذ وتحقيق المكاسب القومية الإقليمية!

أعود للمتفرج العربي لأستشعر أشد اللحظات عزلة وهوانا وقلة حيلة في التاريخ العربي الذي شهدته شخصيا، يقول آباؤنا إن نكسة ٦٧ كانت أكثر لحظات الانكسار العربية، لكنني لا أجد مثل هذه اللحظات التي نعيشها اليوم انكسارا والعرب يتفرجون على ما يقرره الآخرون داخل أسوارهم فيما هم يتفروجون من خارج هذه الأسوار!