-A +A
تركي الدخيل
عبرت مجازر حلب عن ذروة الوحشية المعاشة بهذه الحقبة من تاريخ البشرية.

عاش السابقون مجازر هولاكو، وهتلر، وستالين - الذي قتل عشرات الملايين، وصل بعضهم إلى تقدير ضحايا ستالين بـ50 مليون إنسان- بينما في العصر الحديث نتذكر مجازر ميلوسوفيتش ضد البوسنيين، وجرائم عيدي أمين ضد الأوغنديين، والآن نشهد أفاعيل الحرس الثوري، وحزب الله، وبشار الأسد ضد السوريين، وتحديداً في حلب.


اللافت أن المستشار الخاص للمبعوث الأممي بسورية راح يحاضر علينا بتاريخ حلب، وأنها مدينة يمتد تاريخها لأربعة آلاف سنة، ولكنها دمرت بأربع سنوات! وهذا التصريح يشير إلى تضاؤل دور الأمم المتحدة!

العالم والفيزيائي الكبير ستيفن هوكنج يشعر بـ«القرف»، عبر عن ذلك بندائه الشهير قبل مدّة، نداء لما تبقى للعالم من حسٍ إنساني... قال: «من الضروري أن نعمل معا من أجل إنهاء هذه الحرب وحماية أطفال سورية، فالمجتمع الدولي يقف متفرجا فيما يحتدم هذا الصراع مُجهِضا كل أمل، وأنا بصفتي أبا وجدا أُتابع عن كثب معاناة أطفال سورية، عليَّ أن أقول: كفى! إن مبدأ العدالة الكوني قد لا يكون مترسخا في علم الفيزياء، لكنه لا يقلّ أهمية بالنسبة إلى وجودنا».

عار العالم والتاريخ هذا الذي يجري بحلب، نعم إنه الشعور بـ«القرف» كما عبر العالم الجليل، زمن يتلذذ القاتل بسفك دم طفل، ويبحث الطائفي عن كبد الآخر ليمضغها!