-A +A
عبده خال
في أحيان أتبلد وأوازي كفيّ بقرني جمجمتي محركا أصابعي ومرددا: أنا مش فاهم!

ويبدو أن ثلة المواطنين مش فاهمين أش اللي صاير مثلي تماما.


وبالشعبي القح: أش فيه؟

إذ تتلقفنا مجموعة من الأخبار كل منها ينذر بخطر فادح أو أزمة خانقة أو اهتزازة عنيفة أو تهويل الخبر بأننا سوف نسير في منعطف حاد يخشى علينا الوقوع في الانعطاف.. نتلقى تلك الأخبار من كل وسيلة إعلامية، وكل تلك الأقاويل لا نجد أحدا ليقول لنا أو يفصل سيرة ما هو حادث أو سيحدث.

على فكرة نحن كمواطنين ما زلنا عند قناعاتنا القديمة بأن دولتنا بها من الثراء ما لا تهزه الريح، فإن كان ذلك الجبل تمر به عواصف فلا يمكن إرعابنا بحمل تخمينات أو توقعات على تلاشينا بين لحظة وأخرى.

فإن كانت الحرب الفعلية في الجنوب وحرب الإرهاب والتحالف الدولي وتدني أسعار النفط قد جففت المدخرات فلايزال لدينا فوائض واستثمارات وصناديق وأصول وديون ضخمة لدى الآخرين ومصادر دخل عديدة ومتنوعة بحيث تجعلنا صامدين ريثما تعبر العواصف أو نجد حلولا تعيد الثبات الاقتصادي الذي كنا عليه.

ولأن الزمن زمن مكاشفة فليخرج كل مسؤول ليقول لنا ما الذي سيكون عليه المستقبل القريب وما الخطوات التي يتم اتباعها، وماذا علينا أن نفعل كمشاركين في إنجاح تلك الخطوات؟

حقيقة، ما نتلقاه من أخبار تجعلنا كـ(الأطرش في الزفة)، إن وجوب معرفة الواقع يذكرني بالجملة التي كنا نسمعها من أساتذتنا عندما كانوا يوزعون علينا أسئلة الاختبار وأصواتهم تلعلع في مسامعنا:

- معرفة السؤال هو نصف الإجابة.

ونحن ليس لدينا سؤال نفهمه لكي نعرف نصف الإجابة.

ولأن السؤال والإجابة غائبان نسألكم بالله أن تسارعوا لإدخالنا إلى قاعة الامتحان ووزعوا علينا الأسئلة!

وكل الخشية أن تكون الأسئلة على طريقة الرياضيات الحديثة، لأن معظمنا درس على نمط الهندسة التخيلية، وأذكر أنني تلقيت سؤالا في الثالث الثانوي يطالبني بتخيل دوران دائرة نصف قطرها 5 سنتيمتر تدور حول عمود طوله 8 سنتيمترات، وأذكر أنني مزقت ثلاثة فروخ ولم أجب، لذا وزعوا أسئلتكم عسى أن نتبادل الغش لنفهم (أش القصة).