-A +A
خالد السليمان
تحركت هيئة النقل أخيراً لمواجهة ظاهرة توصيل الركاب دون ترخيص عند صالات وصول المطارات، وبدا لأول مرة أن هناك جدية في التصدي لهذه الظاهرة المشوهة لمطاراتنا، جدية لم أفهم لماذا غابت طيلة هذه السنين ما دام الأمر تم بهذه البساطة خلال أيام ؟!

لا يهم الآن معاتبة الماضي بقدر إصلاح الحاضر للوصول إلى مظهر حضاري عند استقبال السواح والزائرين، فلا شيء أهم من الانطباع الأول الذي يجده الواصل عند بوابات المدن، فأن يحاصرك الكدادة وأنت تشق طريقك بين أمواجهم البشرية كان سلبياً ومشوهاً، ولا يعكس صورة بلد ينهض برؤيته الطموحة ليرسم صورة مشرقة بين دول العالم !


منع الكدادة من ممارسة نشاطهم بعشوائية وفوضوية لا يعني حرمانهم من كسب الرزق، بل سيجدون مسارات مفتوحة للحصول على التراخيص المطلوبة لممارسة نشاط توصيل الركاب، إما بالاستثمار في سيارات أجرة مرخصة أو عبر التسجيل في تطبيقات توصيل الركاب، ولا أظن أن الحصول على الرخصة والعمل بشكل نظامي يضر أحداً، بل على العكس سيجدون في النظام حماية لحقوقهم وتنظيماً لعملهم يغني عن التنافس الفوضوي على الركاب !

ترخيص نشاطات نقل الركاب ضروري لأسباب عديدة، أهمها أمن وسلامة الركاب وتلافي الركوب مع مجهولين، وكذلك حماية حقوق ومصالح الممارسين النظاميين للنشاط، فلا يعقل أن يتكلف أشخاص للحصول على تراخيص ممارسة النشاط وينتظرون في مواقفهم المخصصة لأوقات طويلة ثم يزاحمهم أشخاص غير مرخصين بمنافسة غير عادلة يقتنصون الركاب عند بوابات صالات الوصول !

باختصار.. الكل رابح من تنظيم نقل الركاب في المطارات !