-A +A
خالد السليمان
حوارات زوجة وابنة زعيم داعش أبو بكر البغدادي على قناة العربية، تسلط الضوء من جديد على الهشاشة التي قام عليها هذا التنظيم في بناء تكوينه وتشكيل دولته، وتعيد طرح الأسئلة حول كيفية تمكنه من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي وتهديد أمن المنطقة !

فالبعض يرى أن قيام تنظيم داعش ودولة الخلافة المزعومة لم يكن صدفة، وأن هناك شبهات تحيط بمواقف دول وحكومات وأجهزة استخباراتية بالظروف التي سهلت قيام دولة داعش، وما زال رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي يتعرض للاتهامات، بسبب انسحاب القوات العراقية من مدينة الموصل ليستولي عليها البغدادي ويتخذها عاصمة لدولته، ويعتلي منبر جامعها التاريخي ليعلن من عليه خلافته التي كانت نقطة بدء مرحلة مفصلية في فترة من أحلك فترات المنطقة سواداً ودموية !


معظم حديث الزوجة والابنة كان عن الهوس الجنسي الذي هو جزء من عقيدة الدولة الداعشية، هوس لم تسلم منه ابنة الخليفة نفسه التي زوجت لأحد مساعديه وهي لم تتجاوز الثانية عشرة من عمرها، هذا الهوس الجنسي يوضح أحد عوامل تجنيد الأتباع وحشرهم ما بين سبايا الدنيا وحور عين الآخرة، فنحن أمام تنظيم جنسي تشكل تجارة السبايا وتبادل وتنقل الفتيات بين أحضان مقاتلي التنظيم ركناً أساسياً في ثقافة علاقات منسوبيه وحياتهم اليومية !

تنظيم بهذه الضحالة السياسية والدونية البشرية لم يكن ليصمد في زمننا الحاضر، ولم تكن لتقوم له دولة تنجح لعدة سنوات في تهديد أمن دول المنطقة، وحكم مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسورية بالصدفة !

باختصار.. سيأتي يوم تتكشف فيه أوراق دولة داعش كما تعرّت شهوات قادته !