-A +A
خالد السليمان
ألغى إيلون ماسك الطائر الأزرق، لكن الخطوط السعودية لم تلغِ مقعدها الأزرق الذي ما زال يحتل بعض طائرات رحلاتها بين المدن الرئيسية. كنت أظن أنه حكر على رحلات الرياض الدمام، لكن فوجئت بأن هذا المقعد يطاردني حتى في رحلات الرياض جدة، ولم أفهم حتى الآن لماذا أدفع نفس قيمة المقعد الحديث في المقعد العتيق ؟!

أفهم أن تحديث المقاعد يجري وفق خطة زمنية وأن بعض الطائرات إما مستأجرة أو على وشك الإحالة للتقاعد ولا تستحق كلفة التحديث، لكن هذا لا يعفي شركة الطيران من وضع تسعيرة عادلة لنوعية مقاعد الرحلات، ما دامت بررت رفع أسعارها في السابق بتطبيق مبدأ التكلفة العادلة فما المانع من خفض قيمة تذاكر رحلات المقعد الأزرق ؟!


في رحلة العودة ركبت طائرة قديمة لكن مقاعدها أفضل من المقاعد الزرقاء، وصادف أن جلس بجواري أحد الكباتن المخضرمين، فعبّرت له عن حزني على حال خطوطنا الغالية فقد كنت شاهداً على تطور ملحوظ ومبشر في أدائها مع برنامج النجوم الخمسة، ولا أعرف ما الذي حصل حتى انتكس هذا المشروع وانتكس معه أداء الخطوط السعودية ؟!

قلت له إن لدي ارتباطاً عاطفياً بالخطوط السعودية، لكن العاطفة وحدها لا تكفي لكسب الولاء والرضا بل الخدمة الجيدة والمقاعد المريحة، واليوم لم يعد لدي من ذكرى حسنة عن خطوطنا العزيزة سوى دقة مواعيدها التي ما زلت أجدها في جميع رحلاتي، ورحابة صدر طاقم خدمتها ومشرفيهم السعوديين، غير ذلك في تعثر من واقع تجاربي الشخصية، وبرنامج الفرسان المتميز الذي أرجو أن ينجو من المطبات الهوائية المفاجئة !

قلت له لماذا ترسل الخطوط السعودية للركاب رسائل «أكواد» الإنترنت في حين أنه لا توجد خدمة إنترنت على متن الطائرة ؟! ولماذا أصبحت رسالة مشرف الرحلة الصوتية وهو يعتذر عن عدم وجود خدمة الإنترنت قرينة بالرسائل الصوتية لدعاء السفر ؟!

باختصار.. من حسن حظ الكابتن أن زمن رحلة الرياض قصير وإلا كانت ملاحظاتي ستستغرق زمن رحلة نيويورك !