-A +A
حمود أبو طالب
منذ بدء الحملة السعودية لإجلاء العالقين في السودان بعد نشوب الحرب وتقطع السبل بهم والعالم يراقب هذه المشاهد الإنسانية بكثير من الإعجاب، قام سفراء بعض الدول في المملكة بتسجيل مشاعرهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات تُعتبر شهادات مهمة للعمل الإنساني السعودي، وقدم بعض رؤساء الدول شكرهم للمملكة اعترافاً بمبادرتها الأخلاقية تجاه مواطنيهم، إضافة إلى ما عبر عنه الناس العاديون الذين تم إجلاؤهم من خلال اللقطات التي رصدتها وسائل الإعلام المحلية والدولية.

ما حدث يشعرنا جميعاً بالفخر بوطننا، ويؤكد أن لدينا مبادرات نوعية قد لا تستطيع بعض الدول القيام بها، أو ربما لا تفكر فيها، ففي مثل هذه الظروف تفكر الدول عادةً بمواطنيها أولاً ولا لوم عليها في ذلك، لكن المملكة بخلاف ذلك تفكر في كل إنسان محتاج بالإضافة لمواطنيها، وتهيئ كل الظروف الممكنة لانتشال كل مكلوم ومحتاج طالما هي قادرة على ذلك، ولكي يعرف الجميع كيف تلامس مثل هذه الأعمال الإنسانية قلوب البشر فقد تصدرت صور استقبال القادمين في ميناء جدة الصفحات الأولى لصحف عالمية، وتكفي صورة إحدى منسوبات القوات المسلحة وهي تحتضن أحد الأطفال أثناء نزول أسرته من الباخرة، تلك الصورة التي أصبحت أيقونة تجسّد العمل الإنساني للمواطن السعودي وحكومته دون تصنّع أو رياء.


قصة إجلاء النازحين وتوفير كل احتياجاتهم أثناء مكوثهم في المملكة هي قصة إنسانية بامتياز، قابلة لأن تتحول إلى عمل وثائقي تأريخي، مثل قصص أخرى عديدة جديرة بالتوثيق. أحياناً الذاكرة الإنسانية ضعيفة في خضم الأحداث المتوالية، وبالتالي لابد أن ننعش ذاكرة المستقبل بحفظ وتوثيق القصص السعودية الإنسانية العظيمة.