-A +A
عبده خال
في هذه الأيام ثمة انشغال أممي لتحديث «ساعة يوم القيامة» وتحديد مصير البشرية، سيكون التحديث وفق معطيات ما يموج على سطح هذه الكرة الأرضية، وبسبب المتغيرات العنيفة من حروب وتغير مناخ وأمراض ونشر فايروسات عابرة للقارات، يتم تحديد ساعة القيامة بعد أن بقيت عند 100 ثانية حتى منتصف الليل خلال السنوات الثلاث الماضية، وربما يتم تقليص المائة ثانية تلك.

الغرابة أن الناس يستعجلون إنهاء الحياة بالموت، فعبر القرون الأولى كان التنبؤ بانتهاء العالم مادة خصبة للتنبؤات ولم تنتهِ هذه المسابقة عبر سريان الزمن، وفناء أمم، وولادة أمم حتى في زمن الرسالات كانت كل أمة تنظر المخلّص لكي تقوم القيامة، فلماذا هذا الاستعجال؟


الاستعجال لا يعنى الاكتفاء من الحياة ومباهجها وإنما يقف خلفه يقيناً أن هناك حياة أكثر رغداً عما هي عليه الآن من حروب وأمراض وفقر.

وقد انتقلت التنبؤات بانتهاء الحياة من الأسطورة والحكايات المروية إلى العلم الشكلي، فليس هناك معادلة تقف على نتيجة ذلك الانتهاء وإنما بصورة رمزية.

وفكرة ضبط ساعة قيام القيامة بدأت في عام 1947 كحالة رمزية تحذر الناس من مخاطر الحروب النووية، ومع كل فترة زمنية يتم تحديد الساعة وفق الظروف التي من الممكن تدمير الكون.

ويبدو أن الإنسان عاشق لأحداث الرعب لنفسه ولغيره.

ولو اطمأن الإنسان أن ساعة القيامة لكل فرد منا تقوم بموته، وانقضاء أجله ومع انقضاء أجل الفرد فلا يعنيه قيامها أو تأخرها وكلما كان الإيمان راسخاً أن ساعة القيامة في علم الله لا يعرف أي مخلوق ساعتها، فهي من أمر ربي تأتي بغتة من غير أي إشارة أو تنبيه... كما أراد البعض جعل علامات كبرى وصغرى لها، فأشراطها هي ظرفية كونية لقيامها بغتة.

(هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) سورة الزخرف.