-A +A
خالد السليمان

حرضتني فقرة كتبها الزميل العزيز محمد اليامي في مقال نشر هذا الأسبوع: «ولا اقتراب من أحد دون استيعاب لغته وثقافته، وأساليب تواصله، بل أساليب حياته الجديدة»، على أن أروي قصة تواصل للابن عبدالعزيز البالغ من العمر 11 عاماً مع أطفال شاركوه عضوية نادٍ ترفيهي خلال إجازة هذا الصيف!

يروي عبدالعزيز أنه كوّن صداقات عدة -وما أسهل تكوين الأطفال لصداقاتهم- وكان من بين صداقاته فتاتان تبلغان من العمر 12 عاماً أخبرته إحداهن لاحقاً أنها تنتمي لما يسمى بمجتمع الميم، بينما قالت الأخرى إنها غير متيقنة بعد ولم تحدد ميولها، فقال للأولى إنه يحترم خيارها الشخصي لكنه لا يدعم ذلك ولا يتقبله في ثقافته، ودائماً أنصح وزوجتي أبناءنا باحترام ثقافات وخيارات الآخرين دون أن يكون ذلك ملزماً بتبنيها أو القبول بها، الفتاة ردت بأنها تحترم رأيه وتفهم نظرة الدين الإسلامي للمثلية، أما غير المتيقنة فكانت ردة فعلها ملكية أكثر من الملك، فثارت عليه وأخبرته أنها لا تريد صداقته ولا محادثته مرة أخرى!

روى لي عبدالعزيز القصة وهو يسخر من ردة الفعل قائلاً بعفوية: من قال أصلاً إنني أبيها تصادقني أو تكلمني، لكنني وخلف ابتسامة التشجيع تشكّلت على وجهي ملامح دهشة من أن أطفالاً في هذا العمر يخوضون في هذا الموضوع، فقد كانت الطفولة بالنسبة لي ملاذاً آمناً للمرح ولا شيء غير المرح، وأن أجد طفلة في هذا العمر تقرر ميولها وتتحدث عنه بكل جرأة فهذا مؤشر على بعد المسافة التي قطعها المجتمع الغربي في هدم أسواره وإباحة مساحاته حتى بالنسبة لأطفاله!

المقلق هنا أن الكبار يستطيعون الاقتراب من الآخرين وتقييم علاقاتهم بهم دون تأثر، لكن المسألة ليست بهذه السهولة بالنسبة للصغار الذين يتأثرون ويقلدون!

باختصار.. أصبحت مسؤولية الوالدين أكبر في التقرب من أطفالهم، وأعظم في مراقبة مساحات طفولتهم!