-A +A
حسين شبكشي
بات من نافلة القول الحديث المستمرعن المشاهد المختلفة الدالة على التغيير والتطور في ما يحصل في السعودية اليوم من واقع جديد يبعث على التفاؤل والأمل، ومن إحدى هذه المسائل اللافتة والابتهاج والاحتفال لكل ما يدعو إلى السرور والابتسام والإيجابية. ومؤخرا لفت نظري الكم المهول من الإعلانات والأخبار الخاصة بالاحتفال بمناسبة يوم الحب، وما صاحبه من استعدادات في المقاهي والمطاعم المختلفة والمحال الخاصة ببيع التجزئة، ولا يخفى على أحد من الزوار أو المقيمين أو مواطني المملكة العربية السعودية التوسع الهائل في مشاهد المطاعم والمقاهي التي انتشرت بشكل واسع في مختلف جغرافية السعودية، وأصبحت تشكل ركنا اجتماعيا أساسيا في المشهد الاجتماعي وكذلك جزءا من الاقتصاد الوطني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهي فرصة للتوظيف والاستثمار بلا شك، وأصبح فيها التنافس كبيرا وفيه قدر مهم من الاحترافية والمهنية التي تبشّر بالخير للنمو في هذا القطاع الحيوي. ومن الممكن التفاؤل بشيء من العمل الجاد على أننا بصدد تكوين ثقافة مقاهٍ ومطاعم سعودية أسوة بما كان يحدث في ثقافة المقاهي في فيينا وروما وباريس وبغداد ودمشق والقاهرة على سبيل المثال. وما عند اليوم نرى قصص النجاح تكون بقدر تفاعل المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي وردود أفعالهم ومن يتبعهم من المعجبين إلا أننا في ذات الوقت يجب الإشادة بمن كانوا المبادرين الأوائل في هذا المجال الحيوي، وهنا أستذكر حديثا لي مع شاب كان قد بدأ رحلته في مشروع يقدم فيه القهوة والطعام، واقترحت عليه أن يستمع إلى تجربة أحد الرواد والمبدعين في هذا المجال، وأعني هنا هاني العطاس، فهو قصة نجاح مميزة ويشار إليها بالبنان ومضرب الأمثال ويعتبر أحد صنّاع البهجة الأوائل في البلاد.

وكوّن هاني العطاس نهجا إداريا صارما يعتمد فيه على الغوص في التفاصيل والمتابعة الدقيقة لكل مراحل العمل حتى يتحول المنتج النهائي إلى حالة من الرضا والقبول والتميز لدى المستهلك، وانعكس ذلك على الواجهة الجميلة لمؤسساته، ونفس الشيء ينطبق على ما قدمه من إبداع وتميز في مجالات المأكولات والمطاعم التي قدم فيها باقة مميزة من أهم المطابخ اليابانية والصينية واللبنانية والهندية والإيطالية والإسبانية وغيرها، قدّم ذلك كله بتميز وإبهار جعلاه مضربا للأمثال وقصة إبداع محلية مميزة. كنت قد طلبت من هذا الشاب متابعة قصة النجاح وأتمنى على هاني العطاس أن يدوّن قصة نجاحه في كتاب أو حلقات تذاع على وسائل التواصل الاجتماعي لتكون بحق منهجا لعشرات الشباب الراغبين في الدخول في هذا المجال الواعد ليعلموا أن قصة النجاح لا تأتي بالصدف ولكنها تأتي بالعمل الدؤوب والمتابعة.