-A +A
منى العتيبي
عدتُ بالأمس إلى زيارة الحرم المكي الشريف بعد انقطاع دام شهرين، وفي العودة -حقيقةً- سرّني ما رأيتُ من تنظيمٍ وروعةِ اتقانٍ ازداد وازدان براعةً ودقةً في تطبيق الإجراءات الاحترازية، التي تضمن بدورها حفظ سلامة زوّار بيت الله الحرام من الإصابة بكورونا العصر، وللأمانة، كم أتمنى أن تطبق هذه الإجراءات في هذا الطور من التنظيم والترتيب خاصةً في عملية الدخول والخروج من وإلى الحرم وحجز مواعيد الزيارة عبر تطبيق توكلنا.

ولأن بطبعي وطبع الكثير من الناس الابتعاد عن أماكن الازدحام، فكانت تفوتني الكثير من الزيارات للحرم المكي الشريف؛ وذلك تجنبا للمضايقات التي قد تحدث مع الزحام الشديد، وإنه من الجميل أن تدوم هذه البروتوكولات الاحترازية لما بعد الجائحة وتزداد تطورًا وتقدمًا؛ بحيث تحقق كافة رغبات الناس في الزيارات المكرورة.


هذا ولم يكن التنظيم التقني لعملية الدخول والخروج من الحرم المكي هو الملحوظ فقط خلال زيارتي، وإنما أبهرتني أيضًا فكرة تطوير توزيع مياه زمزم من عربات منظمة وموزعة بشكل مقنن يخدم جميع الزائرين في صورة تكاملية آمنة دون الحاجة إلى التجمعات والزحام حولها، هذه الصورة أيضًا يمكنها أن تستمر بعد الجائحة وبصورتها الرائعة هذه التي غطت جميع ساحات ومرافق الحرم المكي الشريف.

ولا أنسى رجال ونساء الأمن وأدوارهم الملحوظة في التقدم والتطور لحمايتنا وحماية أمننا الصحي خلال تأديتنا لفرائضنا.. لحظة! هل قلتُ نساء؟!

نعم؛ لأول مرّة أشاهد نساء الأمن على أرض الواقع ومن سمع ليس كمن رأى؛ لذلك أرفع قبعة الفخر لبنات جنسي اللاتي أعرف تمامًا مدى تمكنهن من أداء أعمالهن بجدارة في أي صورة ومكان، وما شاهدته من وجودهن في أمن الحرم كان بمثابة الاعتزاز؛ حيث شهدت الدقة والتألق والتفاني في العمل والحرص على تلبية جميع احتياجات الزائرين والزائرات لبيت الله، كما لمست المهنيّة والجدية في الأداء سواء في مصلى النساء أو في صحن الطواف تحديدًا بزيّهن الموقر وملامحهن الرسمية بما يتناسب مع دورهن المنوط في عملهن.

ختامًا: تمكين المرأة لخدمة بيت الله يزيدها شرفًا ورفعةً ومسؤوليةً في تقديم المزيد والمزيد لهذا الوطن العظيم، شكرًا سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لهذا النيل المبارك.