-A +A
سلطان الزايدي
لا يمكن لأيّ لاعبٍ مهما بلغت قدراته الفنية أن يخرج عن النص الانضباطي للفريق، وهذه الحقيقة حين لا تكون حاضرةً في ذهن أيّ لاعبٍ مهما بلغت أهميته، ستكون نتائجها عكسيةً عليه بالمقام الأول ومن ثم على الفريق، وسيخسر الكثير من أنصاره مهما بلغ حجم محبته، ولعل ما يحدث من «حمد الله» في النصر خير مثالٍ على ذلك، حمد الله الذي يعيش هذه الفترة أسوأ حالاته الفنية ربما في كل مسيرته الكروية، وكان من المفترض أن يبحث عن أسباب تدني مستواه بدلًا من إثارة المشاكل داخل البيت النصراوي، ومن المشاكل المزعجة لأي فريقٍ حين يشعر أحد اللاعبين أنه أكبر من الفريق، وأن الفريق لن يسير للأمام دون وجوده، هذه الحالة المرتبطة بالغرور وحبّ الذات لا يمكن أن تعيش في نفس المستوى، فالعامل النفسي في منافسات كرة القدم مهمٌّ ويحتاج إلى أمورٍ كثيرةٍ، من أهمها أن يدرك لاعب كرة القدم أن الكرة لن تبتسم له في كل فتراته، بل سيأتي وقتٌ وتخذله، حتى وهو يؤدي العمل المطلوب منه في فترات التدريب، فما بالكم بمن يهمل عمله الفني، ويترك لنفسه حرية زيادة الوزن والتقاعس عن القيام بواجباته البدنية والفنية ليخسر الكثير من عطائه داخل الملعب لشعوره بأن الفريق لن يحقق الانتصارات بدونه.

إن ما يفعله «حمد الله» في النصر أشبه بمن يبحث عن القفز من المركب دون أن يكون له دورٌ في عملية الإنقاذ والنجاة، وهذا أمرٌ مذمومٌ ولا يليق بأخلاقيات المهنة وشرفها، وبكل التفاصيل التي تدعم روح الفريق الواحد؛ لذا يجب أن يكون هناك ردة فعلٍ مناسبةٍ من الإدارة لإيقاف تلك التجاوزات المتكررة من قبله، ويجب أن يفهم أن النصر ككيانٍ لا يقف على أحد، وقد عاش كل سنواته العظيمة يصنع النجوم، ويقدمهم للوسط الرياضي بسبب تاريخه وجماهيره العريضة؛ لذا من المهم أن يتعلم «حمد الله» معنى الوفاء لهذا الكيان وجمهوره، ويعمل جاهدًا على أن يصنع الفرح والنصر لهم أو يقدم اعتذاره عن الاستمرار مع الفريق، وفي كلا الحالتين يكون قد قدّم نفسه بشكلٍ مناسبٍ يليق به وبموهبته.


وبعد كل الأحداث المتتابعة التي تحدث في النصر في الفترة الأخيرة يجب أن تكون الوقفة كبيرةً من الجميع لحماية النصر، وإعادته لوضعه الطبيعي بعد كل هذا الإنفاق لتجهيز فريقٍ قوي، ولعلّ من أهمها الانضباط وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وبأن الجميع تحت النظام، ولا يمكن لأي أحدٍ مهما بلغت جماهيريته أن يتجاوز على النظام أو يستثنى منه، وهذا الدور منوط بإدارة الفريق هم مَن يجب أن يحفظوا النظام ويراعوا قواعد الانضباط، والانصياع للتعليمات طالما أن المسألة تدار وفق بنود عقدٍ احترافيٍّ موضوعٍ مسبقًا، ومتفق عليه من كل الأطراف، ففي العمل يبقى كلُّ شيءٍ مرهونٌ بالقدرة على تطبيق النظام وترسيخه من خلال منظومة العمل.

ودمتم بخير،،،