السؤال الذي يتبادر بشكل مباشر إلى ذهن القارئ للعنوان: هل حقاً نملك هوية ثقافية في جامعاتنا السعودية وإذا كانت الإجابة نعم، ماهي ؟، أعلم أنه من الصعب تحديد الإجابة كون أن الهوية للتعليم العالي لا ترتكز على مبادئ أساسية، كونها أي -الهوية- تتبدل بتغير آلية عملها، عنوان المقال يعود لجزء خصصه الباحث عالم الاجتماع السعودي الدكتور عبدالرحمن الشقير في كتابة «رأس المال الثقافي»، أشار الشقير في كتابه إلى أن تعريفات الهوية أظهرت بأن الإطار العام للتعليم الجامعي بدأ تاريخه بالتركيز على التعليم من أجل التعليم، وبان بوضوح الجامعات التي ترسخ هويتها الدينية والجامعات التي ترسخ هويتها في العلوم والآداب ثم تحول التعليم الجامعي إلى التعليم من أجل سوق العمل مقابل ذلك أهملت الهويات الأخرى المغيبة وغيبت الهويات السائدة، ويرى الدكتور الشقير أن هذه الفكرة ضيعت هوية التعليم الجامعي.
سبق أن أشرت لتعريف الهوية كما عرفها إبراهيم مدكور، وهو عالم لغة مصري ومختص بالفلسفة، الهوية على أنها «حقيقة الشيء من حيث تميزه، وتسمى أيضاً وحدة الذات»، أما الفيلسوف الكندي تشارلز تايلور؛ فيرى أننا ما دمنا بكامل قوانا العقلية فنحن قادرون على إدراك ذواتنا وهذا يكسبنا القدرة على تحديد هويتنا، إذ يقول «الهوية تعني من نكون، فهي المكان الذي ننتسب إليه، إنها تجسد بحق الخبرات والتجارب السابقة التي تضفي معنى على أذواقنا، ورغباتنا وخياراتنا ومطامحنا، ومن ثم فإن إدراكي للهوية يعني أنني قد جعلت الهوية موضوعاً للحوار مع الآخرين، وبذلك فإن هويتي تعتمد إلى حد كبير على علاقاتي التحاورية مع الآخرين».
لا أود أن أكون قاسية بحكمي على الجامعات السعودية، لكن شيئا صحيا أن نطرح الأسئلة، أين دور الجامعات السعودية الثقافي اليوم والمساهم في بناء (الهوية)؟ والذي لم ألحظه بالشكل الذي يجب أن يكون فاعلاً، أعني دور الجامعة في الحراك الثقافي، في خلق هوية خاصة بها يكاد يكون معدوماً ومقتصراً على جامعة بنسبة قليلة متفوقة عن بقية الجامعات!، التعليم العالي لدينا يحتاج أن نشرك به عاملون في الثقافة لا عاملون فقط بالمعادلات الرياضية والذين يتعاملون مع الطالب وكأنه رجل آلي يبرمج بطريقة ما، لماذا لم يعط علم الاجتماع حقه؟! لم نلتفت للتاريخ كما يجب، لم نشرك العلوم الإنسانية بنشاط طلابي وثقافي مهم على مستوى الجامعة مثلاً، حقاً نحتاج أن نفكر بالمخرجات المعنوية، المخرجات الحيوية، ليس بالشيء السليم أن تقتصر مخرجات التعليم العالي على التفكير في المادة البحتة فقط!
arwa_almohanna @
سبق أن أشرت لتعريف الهوية كما عرفها إبراهيم مدكور، وهو عالم لغة مصري ومختص بالفلسفة، الهوية على أنها «حقيقة الشيء من حيث تميزه، وتسمى أيضاً وحدة الذات»، أما الفيلسوف الكندي تشارلز تايلور؛ فيرى أننا ما دمنا بكامل قوانا العقلية فنحن قادرون على إدراك ذواتنا وهذا يكسبنا القدرة على تحديد هويتنا، إذ يقول «الهوية تعني من نكون، فهي المكان الذي ننتسب إليه، إنها تجسد بحق الخبرات والتجارب السابقة التي تضفي معنى على أذواقنا، ورغباتنا وخياراتنا ومطامحنا، ومن ثم فإن إدراكي للهوية يعني أنني قد جعلت الهوية موضوعاً للحوار مع الآخرين، وبذلك فإن هويتي تعتمد إلى حد كبير على علاقاتي التحاورية مع الآخرين».
لا أود أن أكون قاسية بحكمي على الجامعات السعودية، لكن شيئا صحيا أن نطرح الأسئلة، أين دور الجامعات السعودية الثقافي اليوم والمساهم في بناء (الهوية)؟ والذي لم ألحظه بالشكل الذي يجب أن يكون فاعلاً، أعني دور الجامعة في الحراك الثقافي، في خلق هوية خاصة بها يكاد يكون معدوماً ومقتصراً على جامعة بنسبة قليلة متفوقة عن بقية الجامعات!، التعليم العالي لدينا يحتاج أن نشرك به عاملون في الثقافة لا عاملون فقط بالمعادلات الرياضية والذين يتعاملون مع الطالب وكأنه رجل آلي يبرمج بطريقة ما، لماذا لم يعط علم الاجتماع حقه؟! لم نلتفت للتاريخ كما يجب، لم نشرك العلوم الإنسانية بنشاط طلابي وثقافي مهم على مستوى الجامعة مثلاً، حقاً نحتاج أن نفكر بالمخرجات المعنوية، المخرجات الحيوية، ليس بالشيء السليم أن تقتصر مخرجات التعليم العالي على التفكير في المادة البحتة فقط!
arwa_almohanna @