-A +A
سلطان الزايدي
بطولة دوري كرة القدم مسابقة صعبة وقوية وتحتاج مجهودََا بدنيََا وذهنيََا ونفسََا طويلََا وتحضيرات مضنية يصعب تحملها؛ لذا هي تعتبر البطولة الأصعب في كل العالم، والفريق الذي يحصل عليها بكل تأكيد هو فريق بطل متى ما حضرت العدالة والنزاهة، وحين أشترط وجود العدالة والنزاهة فأنا أستشهد ببعض الحالات التي حدثت في بعض الدول الأوروبية مثل الدوري الإيطالي والعقوبات التي طالت يوفنتوس الإيطالي بعد كشف التلاعب الذي حدث في الدوري في سنة من السنوات، هذا يعني أن المنافسات لا تخلو من وجود حالات مشابهة في أي مكان من العالم، بعضها تظهر للعلن وتصدر بها عقوبات، والبعض الآخر قد يكون موجوداً، لكن لا توجد أدلة تثبت حالات التجاوز والإخلال بالقانون والأنظمة.

إن موضوع العدالة ليس بالضرورة أن يكون محصورََا في مخالفات تحكيمية أو تنظيمية تصب في مصلحة فريق معين، فهناك جوانب أخرى تحضر مع الظروف ويمكن تمريرها للمجتمع الرياضي على أنها ظروف خارجة عن السيطرة بسبب قضية عامة يشتكي منها العالم بشكل عام، مثل جائحة كورونا الآن التي تضرر منها أندية كثيرة في كل العالم، إما من خلال وضع اللاعبين وعقودهم أو من خلال فترات الاستعداد والتجهيز، لفترة زمنية بالتأكيد ستكون مختلفة عن ما قبل كورونا.


كرة القدم هي عشق الملايين في كل العالم، ولها شعبيتها الطاغية، وجمال التنافس فيها يكمن في تحقيق كل اشتراطات العدالة وتساوي الفرص، لا يعني هذا أن تقوم الجهات المنظمة أو المشرعة لقوانين اللعبة وتفاصيلها التنظيمية أن تتدخل في حل مشاكل الأندية مهما كانت الظروف قاسية، لكنها مطالبة بوضع قوانين واضحة يلتزم فيها الجميع، وتكون مقياسََا للعدل طالما تستهدف الجميع.

في الدوري السعودي الجميع رحَّب بعودة منافسات الدوري من جديد بعد توقفها الإجباري، وكان من المهم أن تكون العودة وفق ضوابط معينة تساعد الجميع على تجاوز المرحلة، فالاتحاد السعودي عمل في هذه الفترة عملََا جبارََا بالتعاون مع وزارة الرياضة في إنجاح قرار العودة بتوفير كل السبل التي تضمن للجميع عدالة المنافسة والشواهد كثيرة، لكنه أخفق في موضوع «مايكون» اللاعب البرازيلي المحترف في صفوف النصر والقادم من ناد تركي، وكان من المفترض أن يستند على التوجيهات الصادرة من الاتحاد الدولي في هذا الشأن، بمعنى أن يخاطب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بحالة اللاعب «مايكون» مع النصر والمعوقات التي يواجهها من النادي التركي، فليس من العدل أن لا يستفيد النصر من الفترة التي كان متعطلاً فيها الدوري بسبب جائحة كورونا، فاللاعب مرتبط بعقد عمل في النصر لم تكتمل فترته بسبب ظرف قاهر، هذا الظرف الصحي القاهر تضرر منه العالم كله، وحين توضع القوانين والأنظمة فهي توضع ليستفيد منها الجميع. هنا النصر لم يستفد، وسيتضرر من غياب عنصر أجنبي مهم، وسيكمل الدوري بعدد أقل من الأجانب، وبالتالي عدالة المنافسة غير متوافرة وهذه حقيقة.

كل عام وأنتم بخير...