-A +A
عبده خال
في مسلسل قديم بطولة نهاد قلعي (حسني البرزان) ودريد لحام (غوار) وأعتقد أنه مسلسل (صح النوم)، كان الصحفي حسني البرزان لا يستطيع إكمال مقالته التي تبدأ بقوله:

- إذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث في إيطاليا فيجب أن نعرف ماذا يحدث في البرازيل!


وظل في حيص بيص من غير إكمال المقالة بسبب كثرة المشاكل التي تصب على رأسه من قبل غوار.

وأكملنا طفولتنا من غير الاستماع لتكملة أو لم نعرف ما الذي كان يحدث في الدولتين في تلك الفترة الزمنية..

ويبدو أننا سنكمل حياتنا ونحن نكتب:

- إذا أردنا أن نعرف ما الذي يحدث في الصين فيجب علينا أن نعرف ما الذي يحدث في أمريكا.

وبغض النظر عما يقال إن مرض كورونا مصنّع خارج الصين، فإن العالم بأسره يهتز فرقاً لمرضها.

هذا الخوف شارة رعب لو حدث للصين أي حالة دمار طبيعي أو حرب أو خسف أو أي معيق لصادراتها، فهي دولة منثورة في كل بيت من بيوت العالم، إذ تكفلت بإنتاج كل شيء، على طريقة المثل الشعبي (من الإبرة إلى الصاروخ).. وهي قوة اقتصادية وبشرية طاغية التمدد، وتتسلل الأخبار تصريحاً وتلميحاً أن ثمة حرباً اقتصادية تمارس من تحت الطاولة بين أمريكا والصين.. ونحن كشعوب مستهلكة لم يعد يعرف سوقنا المحلي سوى الصناعة الصينية، فقد تم تجفيف كل الصناعات العالمية ولم يعد متربعاً على العرش إلا السلعة الصينية.. ومع انتشار مرض كورونا المرعب توقفت حياة كثير من الدول التي تعتمد أسواقها على السلع الصينية، فقد كف التاجر والعميل عن استيراد أي شيء من الصين (في هذه الأيام).

وليكن هذا المرض جرس إنذار، فماذا سيحدث لو توقفت الصين عن التصدير لأسواق العالم -لأي سبب من الأسباب- تحديداً الدول المستهلكة لكل شيء، ماذا سيحدث لها؟

هو سؤال من مجاميع (التحبيشات) التي تضاف لأكلة سيئة الإعداد والتقديم، ومع ذلك هي فكرة لتصور الواقع الذي سنعيشه لو توقفت الصين عن إمدادنا بقداحة أو إبرة أو صاروخ لو لزم الأمر.