-A +A
فواز الشريف
ما إن تحتدم منافسة بين فريق وآخر إلا ووقعا في قبضة المتعصبين ورغم الأجواء والإثارة التي يصنعها التعصب من وجهة نظر البعض إلا أن رحابة الانتماء وجمال التشجيع أكثر إثارة وأجمل جوا.

يقال في الكثير من ثقافات «الكرويين» إن الجمهور هو الوقود المحرك لفريقه لكن كثيرا من الإدارات خادعت مدرجاتها واستخدمتها كحائط صد أمام الوقوع في الكثير من الأخطاء والعثرات والفساد أحيانا.


وحين نتابع بتمعن فيما يحدث بين الهلال والنصر خارج المستطيل الأخضر ندرك ضيق الزاوية التي يطل منها البعض أو يعيش فيها، حيث لا تتجاوز ثلاث لجان جدلية وأعني المسابقات والحكام والانضباط، وإذا أردنا تضييق الدائرة أكثر سنجد خيارات المنتخبات من اللاعبين وانعكاس ذلك على نتائجها.

في المقابل، نجد دائرة الأهلي والاتحاد أكثر ضيقا وفراغا فنحن نتابع تسول البعض اهتماما بحجم الهلال أو تقديرا بحجم النصر، والأول غرقان في شبر ماء والثاني مختلف مع نفسه يدوران أي الأهلي والاتحاد وجماهيرهما في حلقة مفرغة من الفشل الذاتي، ومع هذا يطالبون من الآخرين عدم تقزيم حضورهم رغم أنهم إدارة وفريقا ولاعبين وجمهورا أسهموا بشكل أو بآخر في ما يحدث لهما.

ومع أن الوحدة لديه فرصة العمر التي لم تحدث سوى مع بدايات كرة القدم في بلادي ليكون الممثل الأول لمنطقته سابقا بذلك الاتحاد والأهلي إلا أن فريقهم لا يزال هشا ويفتقد الداعي والمقتضى لتصدر المشهد ذاته هو الحال مع التعاون الذي تراجع عن المواسم الماضية ليس من باب النتائج فقط بل حتى على مستوى الشخصية، حتى الفريق الشبابي الذي مثل جيله الذهبي في التسعينات الميلادية ما لم تمثله مختلف الأجيال إلا أنه عجز عن معرفة مشيته ومشية الحمامة.

الإدارات في الأندية تخادع الجماهير وتفتقد أهم معايير الشفافية وهو الوضوح والصراحة لكل ما يحدث وما سوف يحدث، ورغم تفوق التقنية لخلق وسيلة تواصل مباشر مع الجماهير عجزت هذه الإدارات ومراكزها الإعلامية عن خلق برامج وتطبيقات تساعدهم على الاشتراك في صنع القرار والاتفاق على مستقبل الخطوات والتعاون في ما بينهم.

نحن تبهجنا التنافسية القائمة على فارق النقطة بين الهلال والنصر على مستوى سلم الدوري لكن ما لم نكن جزءا من تخفيف هذا الضغط فلن نكون جزءا من خنق مستوى الطرح أكثر وتحويل الأمر من برنامج تلفزيوني هادف إلى مصارعة «الديوك» كما هو الحال في معجم الطيور.

إن وضع تنافس النصر والهلال على هذا المستوى سلب منا أجمل لحظات التنافس بل إن الوضع أصبح أشد حساسية من أي وقت مضى.

أنا وعشاق حلاوة كرة القدم في حيرة من أمرنا طالما الحال بقي على ما هو عليه.