-A +A
حسين شبكشي
في تاريخ المملكة العربية السعودية ثلاث تجارب إدارية مميزة وناجحة، ولا تزال مصدر فخر واعتزاز حتى اليوم، وجميعها تشكل قيمة مضافة لا يمكن إنكارها، والمقصود هنا هي تجارب أرامكو والخطوط السعودية ومستشفى الملك فيصل التخصصي. لأنهم كانوا نتاج منهجية إدارية ناجحة ومميزة من العالم الصناعي الأول تم بموجب التعاقد معها والاستفادة من نقل الخبرة والدراية حتى تشكلت مع الوقت خبرة وطنية مميزة والأساس كان الاستعانة بخبرات إدارية عالمية مميزة وناجحة ورائدة في مجالها بلا مجاملة ولا أسباب أخرى غير موضوعية.

تذكرت هذا وأنا أغادر من مطار الملك عبدالعزيز بجدة بعد تجديده بشكل معماري جميل، واستخدام أحدث وسائل التقنية فيه، وهو المطار الذي تأخر افتتاحه كثيرا ولكنه تم افتتاحه وهذا الأهم. ولكن حتى الآن تبدو مسألة تشغيل المطار بها الكثير من الاجتهادات الفردية والتي تصل أحيانا إلى مرحلة العشوائية، في افتقار ما يبدو إلى المنظومة الإدارية الحاسمة التي من الممكن أن تقدم القيمة المضافة المطلوبة، هذا المطار سيكون أمام التحدي الجديد والذي رفع سقف عدد المعتمرين المنشود إلى 30 مليونا في العام (يشارك المطار مطارات المدينة والطائف وينبع) وهي قفزة مهمة تستوجب جاهزية إدارية استثنائية. وكان الناس قد تفاءلت بالتعاقد الذي كان مع شركة مطارات شانجي التي تدير أفضل مطارات العالم بسنغافورة، ولكن التعاقد تم إلغاؤه ولم يتم استبدال الشركة وبقي الاعتماد على التشغيل الذاتي. بعيدا عن العواطف وبالكثير من تحكيم العقل، ليس لدينا خبرة محلية في إدارة المطارات العملاقة ذات الكثافة الركابية (وهذا هو تصنيف مطار جدة اليوم بحسب الطاقة الاستيعابية الجديدة المستهدفة)، كما تتم الاستعانة بمدرب كرة قدم عالمي لإدارة المنتخب، وخبير مصرفي لقيادة البنك أو إداري عالمي مميز لإدارة صرح اقتصادي جديد، من المفترض أن يتم التعاقد مع شركة إدارة عالمية للمطارات ولها سجل ناجح وذلك لأجل نقل التجربة وتوطين الخبرة بعد ذلك وحتى يتماشى الإنجاز الهندسي المبهر للمباني مع التشغيل الأمثل للمطار.


* كاتب سعودي

hashobokshi@gmail.com