-A +A
حسين شبكشي
مع زيادة علامات الطمأنينة، التي تأتي مع الارتفاع المستمر في معدلات تلقي جرعات اللقاح للعودة إلى الحياة الطبيعية بمختلف صورها، تزداد الرغبة في المشاركة في مختلف المناسبات الكبرى، التي تؤكد وتدل على ذلك. ولعل أحد أهم تلك المناسبات المرتقبة هو معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي أعلنت وزارة الثقافة السعودية عن انطلاقته في الخريف المقبل، وتحديدا في شهر أكتوبر. ويجيء معرض الرياض المنتظر بعد أن بدأ النبض يعود مجددا في جسد حراك معارض الكتب أخيرا، وذلك بعد أن أقيم معرض أبو ظبي ومن ثم الإعلان عن إقامة معرض القاهرة في الشهر القادم، وذلك بعد الغياب القسري بسبب تفشي جائحة كوفيد – 19 وآثارها المدمرة. وما يرفع درجة التوقعات وكذلك سقف الطموحات هو كون الجهة المنظمة للمعرض والقائمة عليه هي وزارة الثقافة ووزيرها الأمير الشاب المميز بدر بن فرحان، الذي عرف عنه الأداء المتقن والمميز في كل المشاريع والمبادرات التي تطلقها الوزارة. وهذا أول معرض بعد انتقال كامل مسؤولية معارض الكتاب إلى وزارة الثقافة بعد أن كانت تقتسم مسؤوليتها مع وزارة الإعلام، ومعرض الكتاب مطالب أن يكون واجهة تعكس التوجه الثقافي الجديد في السعودية الجديدة. واجهة تقدم وتدعم المواد التي تشجع نهج احترام العلم والتعايش والتسامح ونبذ العنصرية والتمييز والتنمر بشكل مؤثر وفعال وجذاب يليق بكافة الأعمار من الجنسين. وبما أن السعودية مشغولة بصناعة المستقبل لأجيالها القادمة فكل الأمل أن يكون شعار المعرض القادم هو ثقافة المستقبل وتوجيه الدعوة إلى كبار المتخصصين في علوم المستقبل مثل الأمريكي ذي الأصول اليابانية ميتشو كاكو وراي كورزويل ومالكولم جلادويل وديفيد وود على سبيل المثال لا الحصر طبعا. السعودية خطت نهجا مميزا في جذب كبار الأسماء في مناسبات الاقتصاد والرياضة والترفيه، وكل الأمل أن ينال معرض الكتاب المقبل نفس النصيب في هذا التوجه المهم. عقود طويلة جدا من الزمن انغمسنا فيها في التركيز حصريا على الماضي وتقديسه حتى فقدنا بوصلة الحاضر، وبالتالي بتنا في ركب اللحاق بالمستقبل. معرض الكتاب المقبل في الرياض من الممكن أن يكون فرصة حقيقية وجادة جدا للتصالح ثقافيا مع المستقبل. أهلا بمعرض الكتاب. طال الانتظار!