-A +A
أريج الجهني
في مساء الثلاثاء الموافق ٧ يناير ٢٠٢٠ استقبلنا في «عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود نائب أمير منطقة مكة المكرمة، الذي اختار جريدة «عكاظ» لأن تشهد أول حوار إعلامي مع سموه بقيادة الزميل جميل الذيابي، وعدد من الكُتاب والمهتمين ومتدربي «عكاظ»، كان لقاءً غير عادي مع شخصية مختلفة جداً، أساسها العلم الرصين والفكر الحكيم والقول المتزن والرؤية المشرقة.

تحدث سموه الكريم عن أهم إنجازات الإمارة ومشاريعهم السابقة والقادمة بلغة قيادية عكست مستوى المعرفة وعززت القيمة الأخلاقية غير العادية التي تحلى بها الأمير بدر وهي (إنكار الذات) والحديث بـ(نحن) لا (أنا)، بجانب التهذيب الفائض في العبارات والتقدير الممتد للماضي والحاضر، وحرصه الشديد على تأكيد دور من سبقوه، وأيضا دور من هم معه.


سألت بشكل مباشر، عن هوية مكة، ولماذا نشعر نحن السعوديين بأننا غائبون عن هذه المدينة باستثناء الحج والعمرة، وكانت إجابته بمنتهى الشجاعة والوضوح بأنهم يعملون الآن وبشكل حقيقي على صناعة فرص وظيفية للسعوديين، والتحول لمدينة ذكية، وأكد أن غرس القيمة الروحانية لمدينة مكة يتحقق بالتعاون والتكاتف من الجميع، وقد طرحت أيضاً عن مدى جدية وزارة التعليم في تعميق هوية مكة في نفوس النشء، ورحب سموه بالتعاون مع الوزارة والجامعات، وقال أبوابنا مفتوحة للجميع، ونرحب بكل فكرة تطويرية.

وفي الحديث عن التطوير تطرق لمنحى رائع، إذ قال نحن في المملكة العربية السعودية جميع ما نقوم به هو تطوير، أما الإصلاحات فقد يراد بها ما قام على أصل فاسد، وهذه البلاد لم تقم إلا على الخير وأساسها خير، هذه العبارة تجعلك تفهم جيداً أنك أمام شخصية قيادية غير عادية، ودورنا أن ندعم هذه الشخصيات التي تفتح أبوابها وعيونها وآذانها للجمهور.

مكة وجدة والطائف كانت حاضرة في حديث سموه، بل تشعر وكأنه أب يحكي عن بناته الثلاث بعز وفخر وزهو، هنيئاً لأهل مكة به، وهنيئاً لوطننا بهؤلاء القادة الذين عاهدوا الله على خدمة هذا الوطن وصدقوا، الأمير بدر لا يتردد بزيارة (بناته الثلاث) في يوم واحد! دون كلل أو ملل، هذا الحس الناضج في التعاطي مع المدن وأهلها هو ما يفتقده البعض.

كلمة أخيرة لكل مسؤول: غادروا أماكن راحتكم، تجولوا في مساحات سلطتكم، وبدل أن تلعنوا الظلام كونوا بدراً.

* كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com