-A +A
حسين شبكشي
الأخبار المبهجة باتت قليلة أو فلنقل نادرة، وعندما تجيء لا بد من تسليط الضوء عليها بالقدر المناسب. ويأتي خبر انضمام البروفيسورة السعودية الدكتورة خولة الكريع إلى جامعة هارفارد الأمريكية العريقة، وذلك بعملها في معهد دانا فاربر للسرطان، والمعهد هو أحد مراكز التميز العلمي والأكاديمي المعتمدة من جامعة هارفارد العريقة مثله مثل مستشفيات ماس جنرال، برمنجام وومنز، وبيث إسرائيل، وبوسطن تشيلدرنز. في عالم الجامعات تعتبر هارفارد الاسم الأول فيها بلا جدال. فكليات الأعمال والقانون والحكومة والطب دوما ما تتصدر قوائم أفضل الكليات لسنوات متتالية، ومعهد دانا فاربر للسرطان يعتبر واحدا من أهم ثلاثة مراكز للسرطان في أمريكا، يعمل فيه عدد مهم جدا من أبرز الكفاءات العلمية والطبية في العالم، لدرجة أن الفائز بجائزة نوبل للطب هذا العام كان الدكتور ويليام كايلين، وهو أحد منسوبي دانا فاربر، أعرف دانا فاربر جيدا وأزوره مع ابنتي مريم منذ اثني عشر عاما لعلاجها بعد إصابتها بسرطان خلايا الأعصاب، وأعرف تماما مستوى المعهد وإمكانياته وشروطه وتميزه ومعاييره. ولكل هذه الخلفية المختصرة، ولكن اللافتة والمهمة، يأتي انضمام الدكتورة خولة الكريع لهذا الصرح العلمي والطبي الكبير في غاية الأهمية، بل من الممكن تشبيهه بتبوء رئاسة مجلس الأمن دبلوماسيا أو احتراف لاعب سعودي في نادي برشلونة الكروي. إنجاز جديد يضاف لابنة الوطن والتي بات لديها سيرة ذاتية أقرب للمثالية توازي شخصية «أم نواف»، لمن يعرفها في الحقيقة شخصية طموحة إيجابية مؤمنة وصادقة. إنها مسيرة فخر وعزة قاومت فيها التحديات والصعاب دون تنازلات. تفوقت في مسيرتها العلمية وبرعت في مسيرتها العملية فنالت أعلى المراتب وأرفع الأوسمة. صناعة القدوة في المجتمعات مسألة ليست سهلة، وعندما تتحقق إحدى قصص النجاح المشرفة أمام أعيننا فهي شهادة للمجتمع بأسره. د. خولة الكريع استحقت ما نالته من مكانة بالعمل الدؤوب والكفاح الاستثنائي. إنها محطة جديدة في مسيرتها المضيئة وهناك المزيد منها ولها في الطريق، وهذا توقعي إن شاء الله.

* كاتب سعودي