-A +A
أحمد عوض
العلاقات العامّة، المركز الإعلامي، المُتحدث الرسمي، جميعها تعمل تحت مظلة واحدة، وتحمل ذات الرسالة وتؤدي ذات الدور..

هذه الوظيفة بالذات تحتاج الكثير من الأَنْسَنَة والكثير من الدورات لمن تُوْكَل لهم هذه المُهمة، للأسف بعض من تم تكليفهم بهذه المُهمة في أدائه العملي يُشبه الجماد، بلا روح، فقط أداء حرفي لوظيفة تحتاج منه أن يرى بقلبه وعقله معاً وأن يستمع لأصوات الناس الذين يتعامل معهم سواءً كانوا مواطنين أو صحفيين..


هذا البعض يتعامل مع الصحفيين بحذر وخوف، ومع شكاوى المواطنين برفض سريع للحديث معهم تحت أيّ مُسمى ومُبرّر..

مع أن دورهم الحقيقي هو أن يكونوا أصل المعلومة للمواطن والصحفي وأن يكونوا همزة الوصل بينهم وبين المسؤول الذي قد تخفى عليه شكوى هنا أو حاجة لمواطن هناك، مهمته الرئيسية سماع ما يرد له بصدر رحب وقراءة ما يُكتب بلا تشنج وإيصال رسالة الإدارة للجميع عن إنجاز ما أو تعليق على حدث ما..

المُشكلة تكمن في الذين حولوا هذه المُهمة إلى نقطة وفاصلة وهمزة وقواعد نحو وصرف وتعاملوا معها كوظيفة لها وقت مُحدّد ومكان مُحدّد وحذر شديد وخوف غير مُبرّر..

أنا وبصفة صحفية مُضطر للتعامل مع الكثير ممن يعملون في هذه المهنة، البعض منهم يتحدّث وكأننا في مُسلسل رُعب، الحرف يتأكد من مخارجه، الخوف، الرهبة، غايته الرئيسية إبعاد هذا الذئب المُفترس عن الوصول للمعلومة بهدوء..

ولكن البعض الآخر يتعامل مع هذه المهنة بإنسانيّة تزرع الهدوء والود في أيّ نقاش مهما كانت دوافعه، يُرحّب ويبتسم ويمنحك الوقت لتتحدث ويعطيك مساحة كبيرة لتطرح ما تُريد دون تردّد، يُناقش بابتسامة ويُعطيك ما لديه بحُب، وإنسانيّة رائعة، هذا البعض لا ينتظر الخبر من صحفي، بل يتفاعل مع الأحداث بشكل مُباشر، لا نجد هذه المزايا في المثال الأوّل الذي ما إن تتحدث معه ستعرف أنك أمام إنسان لن تخرج معه بنتيجة..

ولأن النجاح يستحق الدعم، لن يغيب عن هذا المقال ذِكر اسم مُدير العلاقات العامّة في أمانة الشرقيّة المُتحدث الرسمي أ.محمّد الصفيان، هذا الرجل يتعامل مع الإعلام والمواطن ببساطة، لا وقت مُحدّد للاستفسارات والشكاوى، في أيّ وقت هو مُستعد للاستماع والإجابة، يخلق بيئة عمل إيجابية، وجه إعلامي جميل، نعم هي وظيفته لكنها الوظيفة التي حوَّلها البعض لجماد وتعاملوا معها على أنها أشياء تحتاج نبرة صوت مُختلفة، سماع شكاوى واقتراحات الناس أمر يحتاج من يأخذ ويرد لا من يتردّد ويحسب عدد الحروف التي تحدّث بها..

أخيراً..

أنسنة المراكز الإعلاميّة شيء واجب، لتُصبح مراكز تتفاعل مع المُستفيدين في سبيل الحصول على رضا المواطنين، الشيء الغريب أننا في رؤية 2030 وما زالت بعض الهيئات والوزارات الحكومية بلا مُتحدث رسمي معلوم الاسم، تتحدث مع حساب في تويتر وتنتظر رداً قد لا يأتي، هذا فشل حقيقي يُحسب على هذه الإدارات بسبب هروبها من مواجهة المواطن والإعلام.

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com