-A +A
عبده خال
شن الفنان عادل إمام هجوماً قاسياً على المهرجان السينمائي الدولي المقام أخيراً في القاهرة، مؤكداً على روتينية الافتتاح وأن الطقوس المصاحبة هي من إنتاج موظفين (شغل موظفين)، وهذا الانتقاد يمكن سحبه على جل المهرجانات والمؤتمرات الفنية والأدبية، حيث تسند مهمة إخراج تلك المهرجانات إلى أكتاف موظفين، فكل جهة تجند موظفيها لإتمام المهمة من غير إجراء حسابات للقيمة الفنية أو الأدبية وكأن الأمر مقتصر على إقامة احتفالية كنوع من إظهار الاهتمام بهذه الجوانب.

وللأسف ظهرت في الآونة الأخيرة مهمة تسويق الرديء.. وهذا التسويق لم يقف عند حد، إذ مازالت الرداءة هي سيدة المشهد، لنجد أن التسويق يعمل جاهداً لتصدير الأغنية الرديئة، واللحن والفيلم والكتاب الرديء، فمن المسؤول عن كل هذه الرداءة..؟ فحيث تم التساهل مع مبدأ (الكم يصنع الكيف) لم يعد هناك من (كيف) سوى تهافت الأعمال الرديئة في ظل تهافت المراكز الثقافية، وتلتها فيما بعد سقوط المفاهيم القيمية للفن والأدب حتى غدت المهرجانات الفنية والأدبية صوراً هشة تخفي خلفها تضعضع المفاهيم القيمية المؤثرة والفاعلة لأهم القوى الناعمة.


ولكي نعرف معطيات أي مهرجان ثقافي أو فني سوف نقوم بحساب التكلفة التي صرفت ونقارنها مع محصلة ماذا تم تقديمه للناس من قيم فنية أو ثقافية، وسوف تكون الخسارة فادحة؛ لأن ما تم تقديمه كانت الرداءة هي العامل والعنصر الرئيس في تلك الاحتفالية.

ولكي لا يكون هجوماً عاصفاً من غير وجود رياح قالعة لكل ما هو قيمي وجوهري، لنضرب مثلا بأي مهرجان في العالم العربي الآن. مهرجانات الأغنية.. ماذا قدمت من كلمة أو لحن أو أصوات، المحصلة مخزية.. ولنقس لكل حقل فني أو معرفي ماذا أنتج.. ربما يقول أحدكم لا يمكن أن يكون الحكم هكذا. وأوافق على ذلك إلا أن ما يتم ضخه للمجتمع من ذائقة فنية أو أدبية قد انحرفت واتجهت لإنتاج الرداءة..

وقد يكون أهم السلبيات التي تنتج هذه الرداءة هي اعتماد المسؤولين بإسناد كل فعل ثقافي أو فني على أكتاف موظفين لا هم لهم إلا إقامة الحدث من غير العناية بما ينتجه ذلك الحدث.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com