-A +A
عبده خال
قبل أيام قلائل كتبتُ عن الشهادات الأكاديمية الوهمية التي كانت ملء السمع والبصر اهتماماً ومتابعة من قبل المواطنين، وبعد دخول هذا الملف إلى مجلس الشورى توقف الخوض فيه وأنهيت المقالة بأننا ارتضينا ببقاء هذه السوسة (الشهادات الوهمية) تنخر في الواقع من غير هوادة.

أما مقالة اليوم فهي في نفس الخانة، أعرف العشرات من الإعلاميين والفنانين والمنشغلين بالواقع الاجتماعي، أعرفهم جيداً، وأعرف مستوياتهم العلمية حتى أن بعضهم لم يجتز التعليم العام في أعلى مراتبه وهي الثانوية.. هؤلاء وجدت أن الكثير منهم يضع أمام اسمه حرف الدال (أي أنه أصبح يمتلك الشهادة الأكاديمية العليا)، وعندما تتساءل: هل هو ممن اشترى شهادته ودخل في طابور الحاصلين على الرسائل الوهمية؟ فإذا بك تفاجأ أن هؤلاء هم الجيل القادم من أجيال التزوير والضحك على الناس، وهذا الصنف دخل إلى سوق شراء الدكتوراه الفخرية؛ لأن ليس منهم من حقق إنجازاً وإنجازه الوحيد تدبر كيفة الحصول على تلك الدكتوراه الفخرية، وبعد أن حصل عليها، أصبح حرف الدال يسبق اسمه.. كيف؟


وعندما تريد إفهامه أن الدكتوراه الفخرية ليست لقباً أكاديمياً وإنما تقدير لمنجزات الشخص ولا ينبغي أن تضع لقب دكتور أمام اسمك لمجرد أن اشتريت هذه الفخرية..

وهذه النوعية هي من نوعية (كذب وصدق كذبته) ولأن تكرار الكذب يمنح صاحبه المصداقية عند بعض الناس، فتجده يتجه إلى المناشط الاجتماعية ويسهم فيها وبعد قليل يصبح الدكتور فلان بن فلان يشرف ويوجه الأنشطة الخيرية أو الاجتماعية أو التسويقية أو الاستشارات، يحدث هذا من خلال حرف الدال الفخري.

ولأن القانون لا يطال هؤلاء الحاصلين على الشهادات الفخرية لكنه بالضرورة يطال أي تلبيس وتدليس على الناس وإيهامهم أنهم يحملون شهادات أكاديمية، وهنا لا بد من انتباه الجهات المعنية؛ لإيقاف صاحب السعادة الدكتور الفخري.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com