أصبحت وجوه بعض الناس في المجتمع السعودي، ممسحة لكل شيء تقريباً!! حتى يكاد لم يبق وجه فرد سعودي إلا وتعرّض للمسح!! وسأضرب على ذلك أربعة أمثلة فقط. هذا طالب يتخلى عن واجباته، فيخطر مدير المدرسة ولي أمره، فيرجوه أن يمسحها في وجهه!! وذاك طبيب لا يحترم مهنته فتشكوه إلى مديره، فيطالبك بأن تمسحها في وجهه! وهذا إعلامي كثرت تجاوزاته وأخطاؤه، فتهاتف رئيسه لافتاً نظره لها، فيدعوك لمسحها في وجهه! وتلك زوجة تتطاول على زوجها فتشكوها إلى أبيها فيقول لك: امسحها في وجهي!! وقس على ذلك أمثلة كثيرة وكثيرة حتى أضحت عبارة «امسحها في وجهي» عامل هدم اجتماعياً، ووسيلة لتمرير التجاوزات والمخالفات، وإساءة للمسؤولية والمسؤولين، ومعيقة لتنفيذ النظام، وحائلاً دون تطور المجتمع والوطن.
لقد اتسع نطاق «امسحها في وجهي» حتى غدت اعتداء على حقوق الإنسان، وتخلصاً مقيتاً من المسؤولية الاجتماعية، وإهانة للشعور المجتمعي العام وتكريساً للتنصل من العقوبات النظامية، مما يتطلب اخضاعها للدراسة، والنقاش، والبحث عن حلول مجدية، تجنب المجتمع السعودي أخطار «امسحها في وجهي» فمن هو مبتدعها؟ ما صفاته؟ ما دوافعه؟. من أين جاء؟ ما آثارها السلبية على المجتمع السعودي بكل فئاته، وشرائحه ومكوناته؟ إنها لم تعد كلمة عابرة، بل سلوك شبه جماعي سيئ، يُخفي وراءه الكثير من الصراع على سيادة المجتمع وقيمه، ويقلل من هيبة الأشخاص، والمنظمات، والهيئات التي نيط بها تنظيم أمور المجتمع، فإن لم يزاولوا سلطاتهم المُخولة لهم نظاماً، أو لا يمتثل الناس طواعية لها، فإن الحقوق الاجتماعية عُرضة للاغتيال، ولن تكون ثمة حدود قانونية لها. تشير أدبيات السياسة الاجتماعية إلى «أن المجتمعات المتحضرة كافة، شهدت في السنوات الأخيرة تقدماً كبيراً في مجال الفكر الاجتماعي التطبيقي، الذي ساعد على تطور السياسة الاجتماعية، تطوراً لم تشهده المجتمعات البشرية من قبل» فأين بعض أفراد المجتمع السعودي من هذا التطور، وقد تغلغلت في أفكارهم «امسحها في وجهي»؟ وما مستقبل السياسة الاجتماعية التي يحتاجونها؟ وهل هناك جهود أو محاولات تُبذل لتوجيه أفكارهم الاجتماعية، توجيهاً يتواءم مع حاضر ومستقبل السياسة الاجتماعية لمجتمعهم؟ أعرف جيداً أن طرح الأسئلة سهل، ولكن الصعوبة تكمن في الأجوبة، وهذه تتطلب ضرورة إعادة تنظيم وتخطيط المجتمع السعودي، مما يضمن له التخلص من «امسحها في وجهي» المناوئة للسلوك العقلاني، والمضادة للقيم والأخلاقيات الاجتماعية المحمودة، وإذا قرأتم هذه الكليمات ولم تعجبكم، فامسحوها في وجهي لمرة واحدة فقط، فقد أصبت بالعدوى «أجاركم الله»!!
فاكس: 014543856 badrkerrayem@hotmail.com
لقد اتسع نطاق «امسحها في وجهي» حتى غدت اعتداء على حقوق الإنسان، وتخلصاً مقيتاً من المسؤولية الاجتماعية، وإهانة للشعور المجتمعي العام وتكريساً للتنصل من العقوبات النظامية، مما يتطلب اخضاعها للدراسة، والنقاش، والبحث عن حلول مجدية، تجنب المجتمع السعودي أخطار «امسحها في وجهي» فمن هو مبتدعها؟ ما صفاته؟ ما دوافعه؟. من أين جاء؟ ما آثارها السلبية على المجتمع السعودي بكل فئاته، وشرائحه ومكوناته؟ إنها لم تعد كلمة عابرة، بل سلوك شبه جماعي سيئ، يُخفي وراءه الكثير من الصراع على سيادة المجتمع وقيمه، ويقلل من هيبة الأشخاص، والمنظمات، والهيئات التي نيط بها تنظيم أمور المجتمع، فإن لم يزاولوا سلطاتهم المُخولة لهم نظاماً، أو لا يمتثل الناس طواعية لها، فإن الحقوق الاجتماعية عُرضة للاغتيال، ولن تكون ثمة حدود قانونية لها. تشير أدبيات السياسة الاجتماعية إلى «أن المجتمعات المتحضرة كافة، شهدت في السنوات الأخيرة تقدماً كبيراً في مجال الفكر الاجتماعي التطبيقي، الذي ساعد على تطور السياسة الاجتماعية، تطوراً لم تشهده المجتمعات البشرية من قبل» فأين بعض أفراد المجتمع السعودي من هذا التطور، وقد تغلغلت في أفكارهم «امسحها في وجهي»؟ وما مستقبل السياسة الاجتماعية التي يحتاجونها؟ وهل هناك جهود أو محاولات تُبذل لتوجيه أفكارهم الاجتماعية، توجيهاً يتواءم مع حاضر ومستقبل السياسة الاجتماعية لمجتمعهم؟ أعرف جيداً أن طرح الأسئلة سهل، ولكن الصعوبة تكمن في الأجوبة، وهذه تتطلب ضرورة إعادة تنظيم وتخطيط المجتمع السعودي، مما يضمن له التخلص من «امسحها في وجهي» المناوئة للسلوك العقلاني، والمضادة للقيم والأخلاقيات الاجتماعية المحمودة، وإذا قرأتم هذه الكليمات ولم تعجبكم، فامسحوها في وجهي لمرة واحدة فقط، فقد أصبت بالعدوى «أجاركم الله»!!
فاكس: 014543856 badrkerrayem@hotmail.com