محاولات عديدة جرت لإنشاء التلفزيون السعودي، وكانت المشكلة أن الرقباء من خارج الوزارة بالمئات بل بالآلاف، لكن أول محاولة جاءت مع تأسيس وزارة الإعلام وتعيين معالي الشيخ جميل الحجيلان وزيرا لها حسبما جاء في الكتاب الذي أصدره الدكتور عبدالرحمن الشبيلي بعنوان: (قصة التلفزيون في المملكة العربية السعودية).
ويقول الدكتور الشبيلي: عندما تأسست وزارة الإعلام وعين الشيخ جميل الحجيلان وزيرا لها، كانت هناك ثلاث أولويات في ذهنه: إنشاء التلفزيون السعودي وإعادة تنظيم وضع الصحافة التي تحولت من صحافة الأفراد إلى صحافة المؤسسات الأهلية، وإنشاء إذاعة العاصمة الرياض، وكانت تلك الأمور الثلاثة أول الأهداف الرئيسية أمام وزارة الإعلام في ذلك الوقت.
وقد بدأ التلفزيون في المملكة مثل غيره بداية تجريبية، ولخصوصية المجتمع السعودي فقد استمر البث التجريبي طويلا حتى أصبحت كلمة تجريبي من الطرائف.. أما لماذا؟ فذلك لأن التلفزيون في كل من الرياض وجدة لم يفتتح رسميا بخلاف التلفزيون في المدينة المنورة، والقصيم، والدمام.
ثم يتحدث الدكتور الشبيلي عن التدريب فيقول: لابد من التأكيد أن الفضل لابد أن ينسب بعد توفيقه سبحانه للحكومة ثم لوزارة الإعلام والشيخ الحجيلان، فلقد اختارت الوزارة ما يقرب من ستين شابا من خريجي الثانوية دفع بهم ضمن الاتفاقية للتدريب في معهد RCA في نيويورك.
ويفصح الدكتور الشبيلي في موضع آخر عن إنتاج أول برنامج فيقول: عندما كانت بعض البرامج تنتج في تلفزيون الرياض أو تلفزيون جدة، تقوم المحطة الأخرى بتقديم البرنامج، وقد كانت البداية مع الأمير مساعد بن عبدالرحمن وزير المالية والاقتصاد الوطني في وقتها أواخر عام 1385هـ 1965م أو مطلع 1966م.
وعن ظهور المرأة في التلفزيون يقول: يجب أن لا يغيب عن الذهن أن ظهور المرأة غير وارد في تلك الفترة ولمدة تزيد على ستة أشهر، وإذا لم تكن فكرة ظهور المرأة واردة فأين تجد برامج تخلو من النساء، فقد كان أول فيلم وثائقي عرضه التلفزيون عن صناعة السكر، وتوقف العرض فيه أمام منظر فتاة في الحفل. ومن أطرف ما مر من المواقف في تلك المرحلة المبكرة، إقدام مسؤول في محطة جدة على حذف منظر الخنزير في أحد الأفلام خالطا بين تحريم لحمه وكونه مخلوقا من مخلوقات الله.
تحية للدكتور عبدالرحمن الشبيلي على ما أثرى به المكتبة، والشكر لسعادته على الإهداء الكريم.
السطر الأخير:
نفس عصام سودت عصاما
وعلمته الكر والإقداما